كثيرا ما قتل افغانيون خلال عشر السنوات الماضية على يد ابطال الناتو والاميركان من زمرة رامبو بطريق الخطأ كما كان يدعي المتحدث الرسمي باسم قوات الناتو والولاياتالمتحدة المتواجدة في افغانستان! ورغم الاحتجاجات الافغانية الحكومية بعد الثورة والاحتجاج الشعبي الافغاني فان تلك الاخطاء لم تتوقف!. آخر الاخطاء الاميركية حدث الاسبوع الماضي عندما اغارت طائرات اميركية على منطقة حدودية بين افغانستان وباكستان وقتلت ستة وعشرين جنديا باكستانيا وجرحت اكثر من ثلاثين وقدمت الولاياتالمتحدة -الله لا يكثر خيرها- الاعتذار للحكومة الباكستانية التي لم يعجبها الاعتذار واعلنت عن رفضها التعاون بل عن استمرار التعاون مع الولاياتالمتحدة وتأمين قواتها بالنفط وامداداته! ربما كان ذلك؛ لأن الغضب الباكستاني الشعبي كان هو الاقوى وهو الذي دفع الحكومة الباكستانية للاحتجاج على العملية الاميركية!. في مجلس الشيوخ الاميركي وقفت عضوة المجلس ميشيل باكمان تطلب من الادارة الاميركية «ضرورة» ان يدفع العراق «تعويضا» ماليا عن كل جندي اميركي قتل في العراق -عددهم المعلن خمسة الاف جندي- مبالغ مالية بالملايين من الدولارات لكل قتيل اميركي!. بكل وقاحة تطالب النائبة -فعلا انها نائبة- الاميركية بذلك دون ان تفطن لافراد الشعب الافغاني الذين قتلتهم القوات الاميركية «بالخطأ» وغير الخطأ في افغانستان! وبكل وقاحة تتناسى النائبة ايتام وارامل واطفال العراق وضحايا الملجأ الذي راح ضحيته اكثر من اربعماية طفل وشيخ وامرأة في بغداد في بداية الهجوم على العراق لتدميره وليس لتحريره من النظام السابق! وبكل صفاقة تتناسى هذه النائبة اطفال فلسطين وشهداءها الذين قتلتهم الاصابع الصهيونية بمباركة واسلحة اميركية! وتتناسى اطفال السودان والصومال وغيرهما من ضحايا الارهاب الاميركي النازي والفاشي!! اما اذا قامت جهة ما في العالم ضد التحكم الاميركي والاستبداد الاميركي والتغول الاميركي فانهم يقيمون الدنيا ولا يسمحون لها بالجلوس للراحة لان هؤلاء المطالبين بطرد الاستعمار والقوات الاميركية من بلادهم يعتبرون ارهابيين وليس لهم حق في الاحتجاج؛ لأنهم عار على الانسانية والديمقراطية العالمية خاصة ديمقراطية بوش واوباما وكلنتون ومن لف لفهم! الوقاحة الاميركية لا تتوقف عند هذا الحد بل على ما يبدو سوف يجعلونها قانونا فقد؛طالبت الحكومة الاميركية دول الخليج بتسديد بعض نفقات حرب الخليج! هذه هي عقلية البزنس «التي يفهمها الاميركان» فهم لا يقدمون من مساعدة لسواد عيوننا او لاننا نملك الخيول والهجن العربية الاصيلة فالمواطن الاميركي يقف لهم بالمرصاد وهو قائل لهم «دي فلوسي بتعملوا فيها ايه» ولو ان المواطن الاميركي علم ان ما يخسره جيشه من اسلحة ومعدات وطائرات تذهب دون تعويض لاقام الدنيا ولم يقعدها لكنه يعلم ان كل دولار يخسره الجيش يعود على الخزينة الاميركية بعشرة اضعاف؛ فالعرب دائما جاهزون للدفع!. نقلا عن صحيفة الدستور التاريخ : 12-12-2011