في الثانية عشرة من ظهر اليوم الأربعاء يقف الشعب السوداني لمدة دقيقة وفاءً للقوات المسلحة وذلك ضمن مهرجان «الوفاء لأهل العطاء» الذي تنظمه الهيئة الشعبية للتواصل الثقافي والاجتماعي وتجيء هذه المبادرة الشعبية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتأييد ومساندة القوات المسلحة والقوات الأخرى لما قدموه من عرق ودماء وفداء لأمة المجد في السودان طوال تاريخها وذلك تحت شعار:« شكرًا جنود الوطن». وهذا ما رتبت له الهيئة بعد اجتماعات مكثفة رأسها الدكتور بدر الدين طه بمشاركة عدد مقدر من ممثلي الهيئات والإعلاميين وقطاعات المجتمع المختلفة، وناقش الاجتماع في جلسته أمس الأول آخر الترتيبات لتحية القوات المسلحة، وقال بدر الدين طه إن هذه الوقفة تشكل اعترافاً لما تبذله القوات المسلحة من مجاهدات كما أنها تهدف إلى زيادة الشعور بالانتماء والوطنية للمؤسسة العسكرية معرباً عن أمله في مشاركة كافة قطاعات المجتمع. من جانبه قال اللواء ركن عثمان محمد الأغبش مدير إدارة التوجيه المعنوي ل«الإنتباهة» إن القوات المسلحة تستمد معنوياتها وثباتها من تماسك الجبهة الداخلية ومن الرصيد من التقدير والعرفان والوفاء الموجود في الشعب السوداني وقال في أي أمم من الأمم القوات المسلحة رصيدها ينبع من أنها قاسم مشترك لكل ألوان الطيف الموجود. وقال: القوات المسلحة لها الخبرة والكفاءة مما أهلها لتكون متماسكة وتتصدى لكل العدائيات التي ظلت ملازمة للبلاد منذ عام 1955 في أنواع من الحروب تتقاطع معها بعض صور العمالة والارتزاق مع أجندة داخلية وخارجية تؤدي إلى تعقيدات كبيرة جدًا وكثير من الدول الإفريقية التي تعرّضت إلى مثل هذه التحديات والتعقيدات أدت إلى تلاشيها وانفراط عقد المؤسسة العسكرية بها ولكن حينما نقول إن القوات المسلحة تتصدى إلى تلك التحديات والتعقيدات وتحقق نصراً بعد نصر مع ذلك ظلت متماسكة بل متطورة إذ كانت هناك جملة من الأسباب يأتي على رأسها طبيعة تكوين الشخصية السودانية لأن القوات المسلحة امتداد للمجتمع السوداني الذي انصهرت فيه في بوتقة واحدة واجتمعت فيها كل القبائل ثم أخذت البعد العسكري الذي يجسِّد الولاء لله وللعقيدة والوطن. حراسة المكتسبات اللوحة التي تجسِّدها الهيئة الشعبية للتواصل الاجتماعي إنما هي إضافة في رصيد وقف الشعب السوداني كذلك إضافة إلى معنويات القوات المسلحة وتجديد للهمم والعزائم مما يدفعنا إلى مواجهة التحديات وتهديدات المستقبل بإذن الله ووحدة الصف وبتعمير الولاء لهذه القضايا المشتركة مثل قضايا السيادة والأمن والاستقرار والتنمية تغتزل في التربية الوطنية بأن الوطن فوق أي أجندة شخصية أو حزبية أو قبلية أو ولاءات ضيقة وهو ما تقوم به القوات المسلحة في المستقبل وتؤكد من خلال وقفة الشعب السوداني من خلفها ونقرأ من خلال الرسالة والوقفة في هذه الفترة المفصلية من تاريخ الأمة السودانية والقوات المسلحة تؤكد مدرسة البيان العملي التي تتجسد في مسارح العمليات كافة، نأمل العام القادم عام خير ورخاء. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 14/12/2011م