يوصف بأنه مهووس بفكرة ان يكون رئيس وزراء قادر علي إجراء تعديلات, لا ان يكون فقط وزير أو مسؤول في الوضع القائم للتعاون المشترك. ومثل ما دعا الرئيس البشير تحالف القوي المعارض كرر الدعوة للعمل مع الحكومة الحالية لخدمة الوطن والمواطن. أعضاء حزبه يقارنونه بعضو التحالف المعارض المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر فهناك أوجه الشبه واضحة من بينها تكتيكات وحركات وأقوال حفيد المهدي وكمال عمر. فالاثنان يؤكدان إنهما متدينان جداً وأصحاب مبادئ. بينما يعملان حسب نظرة أخلاقية ضيقة لا تخلو من ميكافيلية. وطرحها السياسي يظهر بالتالي بصورة تقل عن غالبية الأصوات الشعبية الجماهيرية, والاثنان يركزان علي القضايا المحلية من دون أي رؤية لناحية السياسة الخارجية. ويسعيان بصورة مستمرة ومحمومة للتقليل من شأن انجازات الحكومة, ويؤكدان استمرار مشروعهما لإسقاطها. وكان الرئيس البشير قد دعا في جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها الأحزاب الرافضة للمشاركة في الحكومة الجديدة العمل مع التشكيل الجديد خدمة للوطن والمواطن. يميل الاثنان الي العزوف عن أي نداء لخدمة الوطن والمواطن سواء صدر من البشير أو بإيعاز من ضميرهما. وكان الاثنان أيضاً فشلاً في البداية في أجندتهما التغييرية والمحلية عندما كانا في السلطة وبالتالي فالشعب غير معني بما هما فيه الآن من خيار إسقاط النظام ويميل الاثنان الي النظر الي مشاكل الوطن باللونين الأبيض والأسود فقط عندما تطرح الحكومة أجندتها الجادة للمشاركة, أما فيما يتعلق بأجندة أحزابهما فهما يفضلان النظر الي أمور الحزب وتطلع الشباب الي المشاركة في الزعامة واتخاذ القرار بالألوان الرمادية التي تفصل بينهما وكلاهما أيضاً بعكس ثقة واضحة بالنفس وتعليل ورد الأزمات برؤية تتسم بالجرأة ومكابرة الاعتراف بالواقع وتقليل من انجاز الآخرين وظلا ملتزمان بهذه الإستراتيجية قولاً وليس فعلاً, كلاهما اعتمد علي استشارة الحزب الشيوعي وهو غير مؤتمن واخفق في ان يدير تحالفه الحميم مع الحركة الشعبية بصورة واسعة من المدخلات المعلوماتية في إدارة السياسة الداخلية وكما علق وزير الخارجية حتي الحقائق الثانية كان يتم تجاهلها ان لم تكن منسجمة مع الحس الغريزي لمزاجهما السياسي المتقلب, ويعني به استئناسهما مشورة الحزب العجوز حتي ولو خالفت الحس والوجدان خوفاً من المعاندة والهجر والنقد. فكانا يرحبان بكل المقترحات في تفاوضهما مع البشير والمشورة التي تقود الي القرار الصحيح ولكن بمجرد ان يخرجا من الغرق المغلقة نفاجأ ان شيطان التفاصيل قد تقمصهما ان يصلا الي رأي أو قرار وبالتالي فان الثبات علي رأي لم تكن السمة التي تثير الإعجاب في القائدين فحسب بل أيضاً فإنها خطرة حين تبطئ المسارات التصحيحية. فقد قال كمال عمر بعد دعوة البشير كيف نتعاون مع حكومة ظالمة؟! في حين ان زعيمه قال انه سوف يتعاون مع الشيطان؟ والشيطان مشرك والشرك ظلم عظيم والشيطان نجس الباطن والظاهر وأمرنا سبحانه ان نتخذه عدواً إلا ان نتواطأ معه مما يدل علي غباء وجهل وسذاجة سؤاله كيف نتعاون مع حكومة ظالمة. ولكن المفارقة ان الشيطان أغواهم وهو أيضاً لا يقل غباءً عنهم لان الله سبحانه عندما لعنه وطرده من الجنة قال رب انظرني. طلب النظرة لو كان عادلاً أو عاقلاً لما طلبها لان ذنبه سيكون واحداً ولكن بعد النظرة سيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها من قوي التحالف والعصاة في جميع الدنيا؟ فأنظر الي أين يساق هؤلاء؟ لو كانوا يعقلون. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 26/12/2011م