مراقبون كان قد صنفوا الرئيس اليوغندي بالعميل الذي ينفذ أجندة أجهزة مخابرات عديدة، من بينها الموساد الإسرائيلي وال(سي . أي. أيه) الأمريكية. في تطورات لاحقة كشفت حركته تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال الجنرال أطور، تفاصيل شبيهة بسيناريو اغتيال (قرنق)، فقد أكد مندوب حركته بكمبالا أن أطور تلقي اتصالاً هاتفياً من الرئيس اليوغندي وطلب منه الحضور إلى يوغندا وبصورة عاجلة، ليؤكد المجلس الثوري لحركته رفضهم دعوة موسفيني وطالبوه بعدم السفر، لكن إصرار أطور علي السفر لم يمنعه رفض ثواره وتوجه إلى كمبالا عن طريق كيجالي. مندوب حركة أطور بيوغندا أكد تصفية الجنرال أطور داخل فندق بمكبالا وأن من نفذ العملية ضباط من الموساد والمخابرات اليوغندية ونقل جثمانه بالطائرة إلى موقع المعركة المزعوم علي الحدود المشتركة بين الدولتين. الصور التي التقطت لجثة أطور كشفت أن الرجل الذي كان يرتدي زياً مدنياً ربما يشير إلى وجوده في المدينة بالفعل وخارج إطار حدود مناطق عملياته في دولة الجنوب علي الحدود مع يوغندا. وما روي عن الرئيس اليوغندي يوري موسفيني وحوله يؤكد قابلية تورط الرجل في مثل تلك الجرائم، فقد صنف مراقبون يوغندا بقولهم (هي الآن المسرح الخلفي لتلاعب أجهزة المخابرات العالمية) وأرجعوا السبب إلى وقوعها في عمق الحزام ألاستخباري الدولي. وفند محللون هذا الحزام بأنه درج علي التلاعب بأنظمة المنطقة حسب تقديراته وحساباته. وفي الغضون كانت الخرطوم الرسمية قد اتهمت – على لسان نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان – نظام موسيفيني بسعيه إلى قلب النظام في الخرطوم. قبضة المخابرات ومثل بعض الدول الإفريقية وقعت كمبالا في شباك المخابرات العالمية، وحسب تقرير نشره معهد الدراسات والبحوث الإفريقية بالقاهرة فإن هنالك مسؤولين سابقون عملوا في جهاز الموساد الإسرائيلي شمل نشاطهم دولاً من شرقي ووسط إفريقيا، من بينها جنوب السودان، ومن بينها أيضاً دول بالقرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمي. وحسب التقرير فإن من بين أولئك المسؤولين ديفيد أجمون، وهو كبير موظفي حكومة نتنياهو، وقد زعمت نشرة المخابرات التنفيذية وهي نشرة محدودة التوزيع تصدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن أجمون يعمل حالياً مستشاراً إفريقياً لدولة مجاورة لجنوب السودان، كما أنه يشاهد مع رئيسها علانية في بعض الأحيان ويعمل أجمون في إفريقيا حسب التقرير من خلال شركة راسل لتعدين الذهب في إقليم بوكافو شرقي الكنغو. وحسب ذات التقرير فإن شركة (ليف دان) وشركة الشبح الفضي وهي إحدى المؤسسات الأمنية التي تعمل في ذلك المجال، حيث يخشي الرؤساء الأفارقة من قواتهم المسلحة نفسها، لذلك يلجأ العديد من الرؤساء إلى تكوين مليشيات قبلية لتأمين أنفسهم وتتولي شركة المرتزقة الإسرائيلية التدريب والإشراف على العديد من تلك المليشيات. ما بين موسفيني والخرطوم صنفه مسؤولون سودانيون منتصف التسعينات من القرن الماضي بجالب الاستعمار الى إفريقيا، وقال حينها الدكتور غازي إن موسفيني هو حصان طروادة في إفريقيا وأداة للاستعمار الغربي في رواندا وبورندي وليبيا وجنوب السودان. وبينما تحدثت تقارير عن ابتلاع موسفيني رواندا والكنغو، بالإضافة الى إقامته قواعد عسكرية وخطوط اتصال واسعة في كل من أنزاراً ومقاطعة أيزو وامبوبو في إفريقيا الوسطي، حيث رشحت أنباء عن إقامته ل(5) معسكرات لإيواء وتدريب متمردي دارفور في إفريقيا الوسطي. وخلال يناير الماضي أرسلت يوغندا وفداً ضم خبراء عسكريين برفقة (25) من قوات خليل الى مناطق على المثلث الحدودي الواقع بين تشاد وإفريقيا الوسطي والسودان لبناء خطوط إمداد وتسهيل عمليات الحركات المتمردة في دارفور. وأكدت مصادر أن المناطق التي طاف بها وفد الخبراء اليوغندي برفقة متمردي دارفور شملت (رس) و (دفان) وخلصوا إلى أن اختيار تلك المواقع روعي فيه سهولة وقصر الطرق. مصادر عديدة أكدت تورط الرئيس اليوغندي في زعزعة استقرار السودان عبر احتضان ودعم حركات دارفور. وأكد مراقبون أن عداء الرئيس موسفيني للسودان يكاد يفوق عداء العرب لإسرائيل. وظل موسفيني علي الدوام يدعو إلى إنهاء ما أسماه سلطة الجلابة على الأفارقة وهو أيضاً من الذين يعوا لأن يكون جنوب السودان منطقة عازلة بين ما أسماه الإفريقانية والعروبة (Buffer Zone) . أما مشروعه الاستراتيجي، حسب خبراء، فهو إنشاء اتحاد كونفدرالي بينه ودولة جنوب السودان وسعي إلى ذلك عبر ما أسماه تحالف القوي التقدمية. وكان موسفيني يأمل في أن يضم ذلك التحالف زملاءه السابقين في مدرسة دار السلام بتنزانيا وكان من بينهم الراحل جونق قرنق وكاجيمي. وبينما ظلت قوات جيش الرب المقاومة في شمال يوغندا تتمترس داخل أغال الجنوب ظلت الحكومة اليوغندية تتهم الخرطوم بدعمها لتصير أمام ذلك يوغندا مورداً رئيسياً للسلاح المتدفق إلى عناصره في حركات دارفور. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 28/12/2011م