عرض الرئيس عمر البشير، على ليبيا المساعدة في دمج عشرات الميليشيات الليبية في القوات المسلحة الليبية، وأعلن ان السودان سيجري اتصالات من اجل عقد مؤتمر إقليمي لدول المنطقة يضع خارطة طريق جديدة للتعاون وجعل الحدود لتبادل المنفعة وليس لتهريب السلاح. واتفق البلدان على حماية ومراقبة الحدود بينهما عبر إنشاء منفذ موحد. وقال البشير ان السودان لديه خبرة في دمج المتمردين في جيش وطني. وأضاف انه عرض مساعدة الأشقاء في ليبيا في بناء جيش وطني يضم عناصر الثورة الليبية. وقال البشير أيضاً انه عرض على الحكومة الليبية الجديدة مساعدة القوات السودانية في حماية الحدود الجنوبية الليبية خلال الحرب التي أنهت حكم معمر القذافي ولكن هذا العرض رفض. في سياق متصل، أعلن البشير عن اتصالات سيجريها السودان مع عدد من دول الجوار لجعل الحدود المشتركة لتبادل المنافع والتجارة وليس لتهريب الأسلحة، كما أعلن عن السعي لعقد مؤتمر إقليمي لهذه الدول لوضع خارطة طريق جديدة للتعاون خاصة بعد الانتصارات التي حققتها الثورة الليبية. وقال الرئيس لدى مخاطبته ظهر أمس لقاءً مع ممثلين للمجتمع المدني والثوار ببنغازي وأعضاء الجالية السودانية، «جئنا لتهنئة الأشقاء في ليبيا بنجاح الثورة» مؤكداً دعم السودان لليبيا وثورتها التي انطلقت من بنغازي، وأشار إلى تميز العلاقات التي تربط شعبي البلدين.وأضاف البشير أن السودان كان من أكثر المتأثرين من نظام القذافي ولم تحدث مشكلة في السودان الا وكان القذافي ونظامه وراءها، وأسهم بصورة كبيرة في زعزعة الأمن والاستقرار في السودان وكان يدعم الحركات المسلحة في دارفور.وأكد دعم السودان لليبيا لتجاوز هذه المرحلة المهمة من تاريخها وحتى تتمكن من بناء مؤسساتها الدستورية والتشريعية، قائلا «إننا أصحاب قضية وهدف ومصلحة واحدة وتاريخ مشترك)). إلى ذلك، وقع السودان وليبيا على محضر اجتماع مشترك اقر انعقاد اللجنة الوزارية العليا المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في أسرع وقت ممكن، فضلا عن دعم آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعدل والتشريع والقضاء، بجانب إعادة النظر في العلاقات الثنائية من خلال مراجعة التكامل بين البلدين وتكثيف التشاور وتنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية. ووقع وزير الخارجية علي كرتي عن الجانب السوداني، بينما وقع وزير الخارجية الليبي عاشور خيال عن الجانب الليبي.وحول أوضاع السودانيين، في ليبيا تم الاتفاق على معالجة مسألة التأشيرة والإقامة وإتاحة المجال للطلاب السودانيين للدراسة في الجامعات الليبية، وفي الجانب الاقتصادي اتفق الجانبان على تعزيز التبادل التجاري بين البلدين في المجالات الزراعية وتشجيع البلدين للاستثمار في صناعة السكر بالسودان وتفعيل الاتفاق بين رجال الأعمال في البلدين، والإسراع في تنفيذ الطريق البري الرابط بينهما وتفعيل اللجان الفنية المشتركة وإعادة تنظيم العمالة السودانية في ليبيا. وفي الجانب الأمني، اتفق البلدان على حماية ومراقبة الحدود بينهما، وذلك من خلال إنشاء منفذ موحد بين البلدين يخدم المصالح المشتركة بين شعبي البلدين. نقلاً عن صحيفة الصحافة 9/1/2012م