كشف خبير أمريكي في شؤون الطاقة ل(الخليج) الإماراتية الصادرة أمس عن وجود خطة جديدة تستهدف الاستحواذ على المزيد من نفط السودان بعدما اكتشف أخيراً أن الحدود التي جرى ترسيمها قبل انفصال الجنوب تؤمن جغرافياً امتداداً طبيعياً بعرض الشمال وحتى جنوب دارفور لحقول النفط تحت الأرض لمصلحة الشمال. فضلاً عن وجود مخزون نفطي ضخم اكبر بكثير مما كانت أوضحته الدراسات الأولية داخل حدود السودان . وأوضح الخبير أن هناك خطة بدأ تفعيلها منذ فترة وجيزة تفتعل بموجبها جنوب السودان مشاكل مع السودان تؤدي حتماً إلى حرب ومواجهات لافتاً إلى أن المطلوب حالياً إشغال الشمال في صراع حتى العام 2017م على الأقل ريثما يتم الانتهاء مبدئياً من مشروع خط نقل النفط الجنوبي جنوباً. وهو المشروع الذي رفضه الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق عندما عرضه عليه رجل أعمال ألماني. وأفاد الخبير أن مشروع مد خط أنابيب تم استبعاده لتكلفته الباهظة إلا أن المشروع الحالي أي النقل عبر خط سكك حديدية، ستنفذه شركة (تيسون كروب (وهي شركة الرجل الألماني نفسه بالاشتراك مع شركة غامضة الهوية اسمها (اير لوجيستيك) وشركة هندسية روسية. وكشف الخبير عن قيام الأجهزة الامريكية باستفسار عن هوية شركة (اير لوجيستيك) في برقية أرسلت للسفارة الامريكية بالندن أو آخر عام 2007م , وأن الرد جاء في عام 2008م, وشمل معلومات غير كافية حول نشاط هذه الشركة في جنوب إفريقيا, وأن مؤسسيها سبعة رجال إعمال يصفون أنفسهم بأنهم متقاعدون ناجحون لديهم خبرة في صناعات الدفاع والنفط والاستثمار في مشروعات بالدول النامية بهدف تحسين الظروف المحلية لسكان هذه الدول. وعن تفاصيل المشروع الجديد لنقل نفط السودان قال المصدر ان تهديدات جنوب السودان أو أقدامه علي وقف ضخ التصدير النفطي شمالاً أمر غير جدي وليس سوي إحدي مناوشات الغرض منها إحداث الاضطراب المطلوب ثم المواجه, لافتاً إلي أن مشروع تصدير النفط جنوباً سيستغرق ليس خمس سنوات كما هو مفترض بل ثماني سنوات علي أقل تقدير، كما تم أخيراً توسيعه ليصبح كما سمي "مشروع خط التهام الثروة" فالخط سيبدأ من جوبا ثم يقطع الحدود مع أوغندا ويصل إلي جولو الأوغندية ، وهنالك في تلك البلدة يوجد خط سكة حديدية قديم ومتهالك سيتم تحديثه، ومنها سينقل النفط عبر كينيا وتحديدا إلي ممبسا علي المحيط. وقال كنا نفكر في السابق أن تكون دار السلام بتنزانيا هي مرفأ التصدير، إلا أن الخطة عدلت بمد خط السكة الحديدية من جولو بأوغندا إلي العاصمة كمبالا ومنها إلي مالابا ثم ممبسا، أي إن توسيع الخط يمر بجمهورية الكنغو، حيث ستزيد تكلفة مد خط السكة الحديدية لوعورة المنطقة الجبلية التي يمر بها، وسيبلغ إجمالي طول هذا المشروع "1750" كيلو متر، والتكلفة علي الورق أي التشجيعية نحو5,5 مليار دولار، لكن المتوقع أن لا تقل عن 9مليارات. وعن إمكان تفادي دخول السودان في معترك مواجهة دموية جديدة ، أشار الخبير إلي أنه يتوقع مواجهات دموية جديدة ومنطقة تستقطب فيها المرتزقة لإتمام المشروع. معتبراً أن وصول ربيع عربي الي السودان سيكون بمنزلة الصخرة التي ستحطم متجر الخزف أي الثروة النفطية التي استحوذت عليها الشركات النفطية الغربية, وكلفها الطريق إليها جهداً طويلاً وتقسيماً لدولة. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 29/1/2012م