من أهم أجندة الاتحاد الإفريقي في اديس ابابا التي تختتم اعمالها اليوم انتخاب رئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقي للسنوات الاربع القادمات ، والتنافس محموم بين الرئيس المنتهية ولايته الغابوني جان بينغ والجنوب افريقية دلاميني زوما، والتنافس فى الواقع بين معسكرين مختلفين ، امرأة حديدية هى وزيرة داخلية جنوب افريقيا ووزيرة خارجيتها السابقة ومطلقة الرئيس جاكوب زوما ، فى مواجهة الدبلوماسي الهادىء ذي الاصول الصينية ووزير خارجية الغابون السابق المقرب من الرئيس الراحل عمر بنقو. كما ان وسائل الاعلام الافريقية خلعت على معركة الانتخابات صفة كونها معركة بين افريقيا الانجلوفونية ممثلة فى مرشحة جنوب افريقيا وافريقيا الفرانكوفونية ممثلة فى الغابون، ويرى الانجلفونيون ان الوقت حان كي يتولى ناطق بالانجليزية رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي التي سلف ان تولاها المالي ألفا عمر كوناري اول مفوض للاتحاد الإفريقي وناطق بالفرنسية الأمر الذي يرشح مسألة انتخاب مفوض الى اختبار للنفوذ الفرنسي مقابل الانجليزي فى القارة الافريقية ، واستخدم الرئيسان جاكوب زوما والغابوني علي بنقو نفوذهما لحشد التأييد لمرشحيهما جاكوب زوما لوزيرته وزوجته السابقة وبنقو لمستشار والده الوثوق، حيث قالت زوما : لقد زرنا الدول ال(53) (الأعضاء الآخرين في الاتحاد الافريقي) واننا مرتاحون لردود الفعل .. والرئيس جاكوب زوما اتصل شخصيا بجميع نظرائه تقريبا،وكان الرئيس علي بنقو قد أعلن قبل بضعة أيام : «سنحت لي الفرصة لتوجيه رسالة الى جميع نظرائي الافارقة او التحدث الى بعضهم مباشرة لانقل اليهم رغبتنا في ان نرى بينغ يفوز بولاية جديدة، ولكن بينغ يحتاج الى أكثر من دعم رئيسه ودعواته لان ولايته الاولى على رئاسة المفوضية وجدت انتقادات بسبب ضعف ردة الفعل الإفريقي على الازمات التي مرت بها القارة سواء فى ساحل العاج او فى ليبيا ،واعتبر فيل كلارك الأستاذ في معهد لندن للدراسات الشرقية والأفريقية في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن جان بينغ «عجز عن التوفيق بين مواقف (القادة الأفارقة) كانت متناقضة جدا وكانت النتيجة أن الاتحاد الأفريقي ظل متوقفا بينما كانت ساحل العاج وليبيا تكادان تنفجران أمامه».ورأى مراقبون آخرون أن المهمة كانت مستحيلة تقريبا بسبب اختلاف الدول الأفريقية حول الرد على تلك الأزمات، كما دافع بينغ عن فترته بالقول : «واجهتنا صعوبات جمة. لم نواجه قط صعوبات من هذا القبيل في الماضي.» ولكن فى المقابل يحسب لجان بينغ انه وسع دوائر التعاون الإقليمي بين القارة الافريقية من جهة و الدول الناشئة الكبرى مثل الهند وتركيا وخصوصا الصين التى وثقت عرى صداقتها مع افريقيا من خلال افتتاح مركز المؤتمرات الذي قامت بتمويله فى مقر الإتحاد فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ،ويتألف المركز شاهق الإرتفاع من مبنيين رئيسيين ، يشملان برجا يضم ( 700 ) مكتب، ومركز مؤتمرات مجهز بتسهيلات للإجتماعات رفيعة المستوى.وتتسع القاعة الكبرى للمؤتمر ل( 2500) شخص ، فيما تتسع قاعة الإجتماعات الأخرى ل( 700 ) شخص .تؤكد هذه المناسبة الروابط الودية بين أفريقيا والصين من ناحية ،والتضامن الأفريقي عبر القارة من ناحية أخرى ، وفقا لما أعلنه رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي جان بينغ فى مراسم الإفتتاح التي اقيمت قبل يوم واحد من انطلاق جلسات قمة الاتحاد الإفريقي الأمر الذي اعتبره مراقبون دعما لحملة بينغ الصيني الأب والغابوني الأم من أجل اعادة انتخابه على رأس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وبجانب معركة رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي ستختار قمة الاتحاد الراهنة رئيسا جديدا للاتحاد في اقتراع سري وسيكون الرئيس المقبل من منطقة غرب افريقيا ليحل محل الرئيس الحالي تيودورو اوبيانغ نغويما من غينيا الاستوائية، ومن أبرز المرشحين رئيس غامبيا يحيى جامع، و زعيم بينين بوني يايي، طبقا لمصادر دبلوماسية تحدثت لوكالة الصحافة الفرنسية عشية انعقاد القمة. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 30/1/2012م