في أول برلمان بالبلاد قبل الاستقلال في الفترة من 1953 إلي العام 1955 كان السيد مبارك زروق زعيم المجلس أو زعيم الأغلبية عن (الاتحاديين) فيما مثل الاستاذ محمد أحمد محجوب زعيم المعارضة, وعرف عن الرجلين سجال موثق عد من عيون روائع أدبيات خطابات البرلمانات في أبعادها السياسية والقانونية, وفي البرلمان الذي سبق انقلاب عبود جاء زروق عضواً عن دائرة ريفي الخرطوم, كما كان زعيماً للمعارضة في مجلس النواب. ومضت مسرة البرلمانات (المنتخبة) في عهود حزبية إلي الجمعية التأسيسية 1968 -1969م والتي كونت عن طريق الانتخاب المباشر بعضوية 210 عضواً برئاسة الدكتور مبارك الفاضل شداد, ولم توفق في مراجعة مشروع الدستور حيث حلت علي إثر الخلاف الذي نشأ بين السلطات القضائية والتشريعية. ثم أتت الانتفاضة في العام 1985 واتفقت القوي السياسية, والمجلس العسكري الانتقالي علي فترة انتقالية مداها عام واحد جرت خلالها انتخابات برلمانية انتخبت جمعية تأسيسية انعقدت أول جلساتها في 26 أبريل 1986م لأداء القسم ولانتخاب رئيس لها لينتخب السيد محمد عثمان صالح نائب دائرة ود نوباوي عن حزب الأمة رئيساً بصفته أكبر الأعضاء سناً وخاطب الجلسة كل من المشير سوار الذهب رئيس المجلس العسكري, ود. الجزولي دفع الله رئيس مجلس الوزراء, ثم تليت قرارات المجلس العسكري بحل نفسه ومجلس الوزراء, وإعفاء حكام الأقاليم. ثم تقدم د. محمد يوسف أبو حريره, نائب دائرة شرق النيل عن الاتحادي الديمقراطي, باقتراح لإجازة الدستور الانتقالي لسنة 1985م, واقتراح أخر بتكليف المجلسين بالاستمرار حتي 6/5/1986م ورفعت الجلسة لليوم الثاني, حيث انتخبت السيد محمد إبراهيم خليل رئيساً للجمعية بأغلبية 176 صوتاً, مقابل 48 صوتاً لمرشح الجبهة الإسلامية القومية الأستاذ محمد يوسف محمد المحامي. ثم أتت جلسة السادس من مايو 1986م ميقاتاً للجلسة المخصصة لانتخاب رئيس وأعضاء مجلس رأس الدولة, ورئيس الوزراء وفاز كل من السادة أحمد الميرغني وإدريس البنا, ومحمد الحسن عبد الله ياسين, ود. علي الحسن تاج الدين, ود. باسفيكو لادو, ثم جرت منافسة لانتخاب رئيس الوزراء, من بين ثلاثة مرشحين هم الصادق المهدي رئيس حزب الأمة, وعلي عثمان محمد طه نائب الأمين العام للجبهة الإسلامية القومية, ود. عز الدين علي عامر عن الحزب الشيوعي السوداني . ففاز السيد الصادق ب165 صوتاً, مقابل 49 للأستاذ علي عثمان, و 3 أصوات للدكتور عز الدين علي عامر. وحاز الأستاذ علي عثمان محمد طه حينها علي موقع زعيم المعارضة. الآن وعقب الانتخابات الأخيرة يتقلد موقع زعيم المعارضة إسماعيل حسين فضل عضو المؤتمر الشعبي, ليثير مقارنات حول حجم الأسماء الممثلة للمعارضة محمد أحمد محجوب, زروق, علي عثمان, ثم حسين أخيراً في البرلمان الحالي والذي اشتهر بكثرة التصريحات خارج قبة البرلمان وعلي صفحات الصحف معرفاً كزعيم المعارضة مع لقب (دكتور) يسبق اسمه. وقول مصادر ل(الرائد) إن النائب المعارض والذي يقدم بتعريف العضو البارز بالمؤتمر الشعبي ليس عضواً معروفاً كما أنه لم يحصل علي شهادة الدكتوراه رغم أنه ابتعث من جامعة الخرطوم لنيلها من اليابان لكن الذي حدث أن إسماعيل حسين عاد دون الحصول عليها وبحسب ذات المصادر فإنه لا يزال مقيماً في كنف الحكومة التي يعارضها اذ يقطن في احد مساكن الجامعة العائلية, فهل يا تري كذب زعيم المعارضة بشأن (الدكتوراه)؟ أم يكذب بشأن معارضة الحكومة, ويبقي أخيراً أنه وبمقارنة بين المعارضة في البرلمانات السابقة ومعارضة (الأخ) إسماعيل حسين فيبدو أن البون شايع مصداقية وأداء!