بدأت الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة أعمال قمة توصيل العالم العربي تحت شعار توصيل الجميع بحلول 2015. ويشارك بهذه التظاهرة عدة أطراف ممثلة لحكومات ومؤسسات خاصة عاملة بمجال تكنولوجيا الاتصال علاوة على منظمات المجتمع المدني المعنية. وخصصت الاجتماعات التمهيدية لعرض مبادرات ومشاريع تتعلق بمجال التوصيل وبحث السبل لدعم تلك المبادرات وتفعيلها. وتحظى الدول العربية الأقل نموا أو تلك التي تمر بظروف استثنائية بالوقت الراهن بأولوية البرامج والمشروعات المقترحة. شراكة وتعاون وفي تصريح للجزيرة نت قال الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للاتصالات، الذي ترأس الاجتماعات التمهيدية، إن "اجتماع أصحاب المصلحة" أعطى الفرصة للتعليق على الأوراق والمبادرات والمشاريع التي تم إعدادها سلفا، ولطرح مبادرات جديدة، مضيفا أن معظم المبادرات ذات طابع يحتاج لشراكة وتعاون. وأوضح عامر بن عوض الرواس أن المبادرات ممولة من قبل متبرعين وشركات متبنية ومؤسسات عالمية ومنظمات أهلية، مشيرا إلى أن دور الحكومات يتمثل في وضع الإستراتيجيات وتوفير الظروف الملائمة للعمل. وأكد أن القمة تهدف إلى الرقي بالإنسان العربي ونشر المعرفة الإلكترونية بين مختلف فئات المجتمع، وحماية المعلومات وتطوير البنية التحتية الاتصالية. وقد شددت المداخلات على ضرورة حشد الموارد وإشراك جميع الأطراف سعيا لتحقيق أهداف بناء الطرق السيارة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمنطقة العربية، وتشجيع أصحاب المشاريع الخاصة المحليين على المبادرة و الابتكار، وحفز منظمات المجتمع المدني على الاضطلاع بالدور المنوط بعهدتها. وأكد رئيس المدينة الرقمية بالسودان أحمد محمود محمد عيسى، -وهي من منظمات المجتمع المدني- أهمية الشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات ومؤسسات أجنبية "من أجل تحقيق أهداف الألفية في المجال الرقمي" وأشار إلى سعي منظمته للاطلاع على تجارب خارجية ناجحة ونقلها للسودان. واستعرض عيسى في تصريح للجزيرة نت نموذجا من التعاون المثمر بين المدينة الرقمية وإحدى المنظمات الأوروبية علاوة على الدعم الحكومي ومساهمة مؤسسات مالية، وتتمثل التجربة في ما سمي بالمزارع الإلكتروني حيث يمكن للمزارعين إدارة مشاريع من أي مكان بالعالم. تعاون منشود ورغم تأكيد المشاركين بالاجتماعات التمهيدية على أهمية المؤسسات الخاصة سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية في تطوير قدرات المنطقة في ما يتعلق بمسألة التوصيل، فإن ذلك يبقى مجهودا محدودا في حاجة لدعم حكومي ماديا وأيضا من خلال خلق مناخ تشريعي محفز. وقد شدد عيسى على ضرورة أن تتخذ الحكومات خطوات حقيقية باتجاه دعم جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، قائلا "إن المنظمات الأهلية قادرة على إنجاز الكثير، مما يجعلها داعما ومكملا أساسيا للمجهودات الحكومية". وحول هذه النقطة، أبرزت مديرة التعاون الدولي بالمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات التابعة لجامعة الدول العربية راقية بكوش أن ما ينقص المنطقة العربية تنسيق الجهود، مضيفة أن المنظمة تعكف علي الاستفادة من التجارب العربية الناجحة. وذكرت أن الدول العربية تزخر بكفاءات عالية متمكنة من أدوات التكنولوجيا الحديثة، لكن عدم الاهتمام بها يجبرها في كثير من الأحيان على الهجرة بحثا عن النجاح. وأشارت بكوش إلى وجود فوارق رقمية كبيرة بين دول عربية قطعت أشواطا هامة في مجال تكنولوجيا الاتصال ودول عربية أخرى لاتزال متخلفة عن الركب، داعية إلى ما أسمته تضامنا عربيا لتقليص الفجوة الرقمية القائمة. يُذكر أن الافتتاح الرسمي لقمة توصيل العالم العربي 2012 سيتم الثلاثاء بكلمة لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات العربية، إلى جانب وزراء ورؤساء هيئات تنظيم الاتصالات.