يبدو علي ظاهر الأفعال بعيداً عنى الآمال وما يضمر في العقول فمن خلال النظر في اللامعقول الذي يحدثه قادة الدولة الجديدة الوليدة تلك الدولة التي عاني مواطنيها اشد معانة يوصف بها حتى إن بعض المراقبين والمتابعين للشأن الجنوبي لم يقدر علي وصف الحالة الداخلية للدولة جديدة وما يعانيها مواطنيها قد يحدث تعبير وحالة عداء هسترية وان نوايا القيادة الجنوبية لم تخلص تجاه مصالح مواطنيها مع دولة السودان الشمالي، فقبل أن يجف مداد الاتفاق الإطاري الذي يعتبر مكسب عظيم حققه المفاوض الجنوبي للسلطة هو يدور حول الحريات الأربع وحتي أن وفد جوبا العائد للتوه من الخرطوم لم يسترح من رحلته ولم يقدم شرحه للقيادة في جوبا حول ما حققته الزيارة ، قام الجيش الشعبي بالهجوم علي منطقة "هجليج" وهو الهجوم الثاني ويبدو أنها أذهلت القيادة الجنوبية قبل وصول الأنباء عن الحدث للخرطوم وذلك لان سلفاكير كان نفسه قد تفاجأ ولم يدري هل يفرح أم يحزن؟ فعبر تعبير شرح حالة ذهوله عندما صرح بأنهم استولوا علي "هجليج". هجليج المنطقة ومناطق أخري متنازع عليها وحتي بعد ان حسمت المحكمة الدولية بلاهاي النزاع وحكمت بتبعيتها للسودان، ويبدوا ان مسلسل الحقد وإضمار التار من جانب القيادة العسكرية التي لم يشف غليلها من ذكريات حروبات الماضي مع القوات المسلحة السودانية فهي تبادر دائماً بالغدر لكن دائماً ما تنجلي وتنكشف الحقائق حينما تحاول حكومة الجنوب العودة مجدداً لمربع الحرب ونقطة الصفر ويبدو أن جوبا أثارت استعمال الأساليب الملتوية حيث تبين الرأي حول العلاقة بين زيارة الأخيرة لوفدها بقيادة باقان وللهجوم علي هجليج كما المح الي هذا بعض المراقبين الي ضمر نوايا خبيثة لدعوة رئيس السودان عمر البشير الي زيارة جوبا بدعوة رسمية من سلفاكير الذي كان هو المعلن عن الهجوم الذي كان علي هجليج بل تعدي ذلك بالحديث عن الاستيلاء وفي هذه الأثناء كشف تقرير دولي نشرته احدي الصحف العالمية كشف التقرير عن تقديم الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا دعماً مباشراً للعمليات العسكرية التي توجهت ضد حكومة الخرطوم عبر مساندة متمردين السودان وإرسال الدعم عبر الجنوب وذلك بتأجيج صراعات المناطق الحدودية وقرب واستهداف المناطق الإستراتيجية بالسودان. والتقرير يكشف الخطط التي يدعمها النائبان الديمقراطي(جيم مكقفرن) والجمهوري (فرانك وولف) بالإضافة الي ما يقوم به الممثل الصهيوني(جورج كلوني) بتحريك دعاية سالبة ضد الحكومة القائمة في الخرطوم وأكد التقرير ان الدول الغربية تسعي بكافة السبل لتغيير النظام الحاكم في الخرطوم فضلاً عن إيصال العد للحركات المسلحة واقتحام كادوقلي والاتجاه صوب الخرطوم، وأشار التقرير الي خطط الهجوم علي بحيرة الأبيض الأخير كان بداية العمل العسكري الذي استهدف منطقة طروجي –تلودي-كادوقلي وان أحداث هجليج كانت بغرض إحداث انهيار في الاقتصاد السوداني لشل حركة النفط السوداني خاصة بعد تناقصه منذ الانفصال ويتبع ذلك خطوة المعارضة التي سوف تقوم بتأليب الرأي العام الخطوة عدها البعض رداً علي ما أعلنه البشير للتعبئة العامة والاستنفارات في كافة الولايات علي الدولة المعادية هنا . علي قادة الدولة الوليدة ان يتذكروا طعم ومذاق الخسائر القديمة وكيف ان السودان حكومة وشعباً يتوحد في مثل تلك المواقف لمجابهتها خاصة حينما يرتبط الأمر بسلامة وامن الوطن والمواطن، ان ما أجرته قيادة الجيش الشعبي بين التخبط الواضح في سياسات دولة الجنوب الوليدة بجانب التهافت عن المناصب بين مكونات الجنوب أظهرت حالة من الإرباك في سياسة دولة الجنوب مع السودان وهذا ما ظهر جلياً في الهجوم الأخير علي هجليج الأمر الذي يوضح ان هنالك نزاع قائم بين السلطة السياسية والميدانية بالإضافة الي ضغوط وإملاءت الدول الغربية التي تعتبر الجنوب الملاذ الأمن لبسط سيطرته علي العمق الإفريقي وحماية مصالحها بالمنطقة.