أكد العقيد الصوارمى خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة، أنّ كتيبة من الفرقة الرابعة من الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان توغلت داخل الحدود السودانية بولاية جنوب كردفان تجاه مدينة تلودي. وقال الصوارمي حسب (سونا) أمس، إنّ التعدي يظهر النوايا السيئة لدولة جنوب السودان تجاه السودان. وفي الأثناء توجّه أمس وفد السودان الرسمي المشارك في اجتماعات الآلية العكسرية المشتركة التي بدأت اجتماعاتها على مستوى الخبراء والفنيين خلال اليومين الماضيين. ورأس وفد السودان وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود حامد وضم الوفد في عضويته مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا وإدريس عبد القادر، ونائب رئيس هيئة الأركان ود. مطرف صديق وصلاح ونسي وزير الدولة بالخارجية، فيما تخلف عن الوفد الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع. وطبقاً للسفير العبيد أحمد مروّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنّ وفد السودان التقى فور وصوله إلى أديس أبابا رئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي واطلعه على التطورات الأخيرة التي جرت، كما تلقى تقريراً مفصلاً من وفد السودان المشارك في اجتماعات الفنيين والخبراء حول ما تم التوصل إليه من القضايا محل النقاش خلال اليومين الماضيين، وقال ل (الرأي العام) أمس، إنّ اتصالات مكثفة جرت عبر الوسطاء بين الطرفين، وتوقع أن يبدأ اليوم النقاش حول القضايا الخلافية الكبيرة، وكشفت مصادر مطلعة ل (الرأي العام) أن بعض القضايا التي بحثها اجتماع الفنيين لم تكن هنالك خلافات كبيرة حولها بين الطرفين، فيما كشفت ذات المصادر أن الخلاف تركز في قضية فك الارتباط بين الجيش الشعبي وقطاع الشمال الفرقتين (9 و10)، ودعم المعارضة من الطرفين، وأوضحت أن وفد الحركة من الفنيين قال انه غير مفوض لمناقشة القضيتين، وتوقعت المصادر أن يسهم وجود رؤساء الوفدين إدريس عبد القادر وباقان في المفاوضات في تقريب وجهات النظر في القضايا العسكرية والأمنية محل الخلاف. وعلمت (الرأي العام) أن وفد الجنوب ضم الى جانب باقان وزير دفاع دولة جنوب السودان. وكان العبيد أعلن في وقت سابق من يوم أمس، أنه تم إرجاء رحلة وزيري الخارجية والدفاع ومسؤولين أمنيين كبار إلى أديس أبابا للمشاركة في المباحثات لاندلاع القتال. وقال حسب (فرانس برس): بناءً على ما يجري في منطقة تلودي والحشود جنوب منطقة هجليج ووقوف جنوب السودان وراء ذلك أجّل الوفد سفره لأديس أبابا، وأضاف: لا أعتقد أن المباحثات على مستوى الوزراء ستبدأ لأنّ وفدنا لم يغادر لأديس، وهناك شكوك ألاّ يغادر وفدنا الخرطوم بناءً على التطورات في تلودي وهجليج. وفي السياق، اطمأن مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان واللواء بشير مكي الباهي قائد الفرقة (14) مشاة وعدد من القادة العسكريين أمس، على الأوضاع بمدينة تلودي بعد هجوم الجيش الشعبي على منطقتي (مفلوع وأم دوال)، ووقف الوفد على مستوى تأمين المنطقة وجهود القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في مطاردة فلول المتمردين الذين كَبّدتهم خسائر فادحة في الأرواح واستولت على عددٍ من المدرعات والآليات العسكرية والأسلحة والذخائر. وقال هارون حسب (سونا)، إنّ تلودي ظَلّت تؤكد على الدوام أنها عصية على كل جبّارٍ ومعتدٍ، وها هي الآن تستعصى على المتمردين بفضل جنودنا البواسل في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة، وأكد استقرار الوضع بتلودي تماماً، وقال إنها الآن لا تشهد أية اعتداءات، وأشاد بجهود القوات المسلحة في تأمين المدينة. ومن جانبه، قال العميد (م) المقبول الفاضل هجام معتمد محلية تلودي، إنّ القوات التي هاجمت المنطقة ولّت هاربةً مخلفةً وراءها قائدها بطرس يعقوب قتيلاً مع ستين من جنوده، فيما لم يتم حصر آخرين قتلى في المناطق حول (أم دوال ومفلوع)، مبيناً أن الهجوم على المنطقة نفّذته خمس كتائب وقد هُزمت شر هزيمة، مبيناً أنه تم تدمير (3) مدرعات وتم الاستيلاء على عربة (لاندكروزر بك أب) بترخيص كيني استقلها المتمردون في الهجوم. واطمأن الوفد على أحوال المواطنين بتلودي، الذين أكد عددٌ منهم ل (سونا) أنهم لن يتهاونوا أو يتخاذلوا في تأمين مدينتهم، وقالوا: بعد التنمية والعمران الذي شهدته أخيراً على يد الوالي أحمد هارون، فإنّ مهرها أصبح غالياً ولن تستطيعه قوات التمرد وإن دعمته حكومة جنوب السودان والحركات المسلحة بدارفور. من جانبها وصفت عفاف تاور رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، اعتداءات دولة جنوب السودان على جنوب كردفان بمحاولة التصفية العرقية لأبناء النوبة من خلال استمرار الحرب. وأدانت تاور هجوم دولة الجنوب الغادر على الولاية، وأوضحت ل (أس. أم. سي) أمس، أنّ الهجوم على تلودي أدى لخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وقالت إن هناك حالات نزوح كبيرة للمواطنين تجاه منطقة (الليري)، وأشارت إلى أن حكومة الجنوب تهدف من وراء الهجوم لوقف التنمية وتصفية العرق النوبي بالولاية. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 1/4/2012م
