بقلم: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي في طائرة خاصة تسلّل البريطاني المثير للشكوك (دميان لويس) والألمانية (ماريكي شومورس) والمحامي البريطاني (كيث ماثيسون) إلى (جُلُد) على بعد (04) كيلومتر جنوب غرب الدلنج, حيث يوجد رئاسة القيادة الغربية للحركة الشعبية. تزامن مع تسلّل دميان لويس ومجموعته إلى (جُلُد)، وصول عدد من المواطنين الذين تمّ خداعهم لتقديم شهادات زور عن وجود رقّ في جنوب كردفان. كان يقود أولئك شهود الزور (م.ن). وذلك لتقديم شهادات مزيَّفة إلى المحامي البريطاني (كيث ماثيسون) تفيد بأن زينب ناظر قد اختطفت وبيعت واسترقت كما يزعم كتاب Slave (العبدة) الذي كتبه دميان لويس. كما قامت (مجموعة شهود الزور) بالمشاركة في الفيلم المزيَّف عن الرِّق في السودان الذي تعمل على إعداده (ماريكي شومورس) لحساب شركة Arte التي تنتج أفلام التلفزيون الفرنسي الألماني, في النسخة الألمانية من كتاب Slave (العبدة) يتضمن الكتاب صورة مواطنين عُراة، زعم الكتاب أنهم من جنوب كردفان. في (جلد) مقر رئاسة القيادة الغربية للحركة الشعبية، خاطبت زينب ناظر، عبر شريط ڤيديو جاء به دميان لويس، (مجموعة شهود الزور) التي جاءوا بها إلى (جُلُد). حيث تحدثت زينب باللهجة المحلية وحثتهّم على الشهادة بأن ما ورد في كتاب دميان لويس صحيح. يذكر أن جابر حسين ناظر شقيق زينب ناظر يعمل في القوات المسلحة السودانية في منطقة القضارف. قبيل وصول دميان لويس ومجموعته المريبة إلى (جُلُد) برعاية وحماية الحركة الشعبية، كان (ي. ع. ج) في نشاط دائب في الخرطوم. كان ذلك في أبريل 2005م. حيث ظلّ (ي. ع. ج) الذي يعمل في منظمة (إنقاذ الطفولة البريطانية Save the children ينشط في مهمة ما في الخرطوم. كان (ي. ع. ج) وهو من أبناء (ميري) يعمل على ترتيب شهادات زور لصالح دميان لويس ومنظمة التضامن المسيحي. ثم غادر (ي. ع. ج) الخرطوم إلى (جُلُد)، ليتزامن وصوله مع وصول دميان لويس ومجموعته. حيث شارك (ي. ع. ج) في الفيلم المزيّف في الرِّق في السودان، من خلال القيام بالترجمة من العربية إلى الإنجليزية. كما شارك (س. أ. ن) من الحركة الشعبية (قطاع جبال النوبة) بالترجمة من لهجة (الكاركو) إلى اللغة العربية. بذل (ي. ع. ج) نشاطاً كثيفاً في الخرطوموجنوب كردفان لصالح دميان لويس ومنظمة التضامن المسيحي لحشد شهود زور يشهدون بالكذب والإفتراء أن ما حواه كتاب Slave(العبدة) عن الرق في السودان والمسترقة زينب ناظر حقائق صحيحة. في جنوب كردفان، مكث دميان لويس خمسة أيام في (جُلُد) مقر رئاسة القيادة الغربية للحركة الشعبية. مكث دميان لويس في (جُلُد) خمسة أيام برفقة المحامي البريطاني (كيث ماثيسون) ومنتجة الأفلام (ماريكي شومورس) الألمانية الجنسية, يُذكر أن دميان لويس وصل (جُلُد) وهو يحمل نسخة من كتاب Slave (العبدة)، حيث قامت (شومورس) بتصويره، كما قامت بتصوير المحامي البريطاني (كيث ماثيسون) من شركة المحاماة البريطانية (رينولدز بورتر شامبرلين) التي تترافع عن المتهمين دميان لويس ودارنشر (ڤيراجو) التابعة لمجموعة تايم لايف الأمريكية. المحامي البريطاني (كيث ماثيسون) لم يتقدم للسفارة السودانية في لندن بطلب تأشيرة دخول لزيارة السودان، بل فضَّل أن يتسلّل سرّاً إلى السودان، (ضمن مجموعة المهمة السِّريَّة في جنوب كردفان)، ضمن مجموعة دميان لويس القيادي بمنظمة التضامن المسيحي, تلك المجموعة التي وصلت تحت مظلة الحركة الشعبية وحمايتها سراً لانتاج فيلم عن (الرِّق في السودان). وذلك على غرار أفلام الإغتصاب المزيفة في دارفور. كان من المزمع أن يتم الفراغ من تصوير فيلم الرِّق في السودان في أبريل مايو 2005م حيث يتزامن ذلك مع مؤتمر المانحين في (أوسلو) الذي انعقد في مايو 2005م في العاصمة النرويجية. حيث استهدف الفيلم المزيف عن الرق في جنوب كردفان، ضمن ما استهدف، إفشال الدعم الدولي الذي ارتفعت التوقعات بأن المانحين سيقدمونه في مؤتمر(أوسلو) لإعمار ما دمرته الحرب في السودان ودعم السلام بالتنمية والخدمات. لكن الحظر الإقتصادي الأمريكي ضد السودان (يعلو ولا يعلى عليه) فقط أحبط مؤتمر المانحين في أوسلو، كما أحبط أخيراً مؤتمر أسطنبول، كما احبط مصنع سكر النيل الأبيض. لكن قبل اكتمال فيلم (الرِّق في السودان) لإطلاقه متزامناً مع مؤتمر أوسلو للمانحين، عرقلته دعوى قضائية في بريطانيا. حيث أن الدعوى القانونية التي تمَّ رفعها أمام المحكمة العليا البريطانية في مارس- أبريل 2005م ضد كتاب Slave ومؤلفه دميان لويس وضد شركة نشر ڤيراجو التابعة لمجموعة تايم لايف الأمريكية، أحبطت مشروع الفيلم. حيث شرحت شركة (كارتر- روك) للمحاماة لشركة Arte حقائق وخفايا وملابسات وخلفيات كتاب Slave. مما دعا Arte إلى النظر في العواقب القانونية التي تنجم عن إعداد الفيلم المزيف عن الرِّق في جنوب كردفان، والذي يجري إعداده بناءاً على كتاب Slave. قضى (دميان لويس) رفيق (منير شيخ الدين) وشريكه في اختطاف زينب ناظر من منزل السفارة السودانية في لندن وتهريبها وتسليمها إلى البارونة كوكس ومنظمة التضامن المسيحي، قضى خمسة أيام في (جلد) في أوساط الحركة الشعبية. ثم غادر بعدها بالطائرة الخاصة بعد استكمال تصوير الفيلم والحصول على شهادات زور من (مجموعة شهود الزور) التي تمّ حشدها ويبلغ عدد أفرادها تسعة. وعاد منير الى السودان ليسجل حزب باسم (الحزب القومي الديمقراطي الجديد) لدى مسجل الاحزاب السياسية, وعندما ترشح منير شيخ الدين لرئاسة الجمهورية استضافه تلفزيون السودان الساعات الطوال كما استضافته الصحف السياسية وفتحت له الابواب على مصاريعها, وذلك بعد أن قُبِلت توبته النصوحة وبوركت مساعيه في طلب القرب وكان (خاتمة المسك) في مسلسل منير شيخ الدين، هي تعيينه قبل أيام مستشاراً في حكومة جنوب كردفان!. لقد توَّج (بطل) فضيحة زينب ناظر حياته بمنصب دستوري. الملايين السودانية متحيِّرة في الإختيار الذي صادف أهله!. أحد هؤلاء الملايين هو سعادة مولانا القاضي محمد الحاج محمد النور قاضي محكمة بحري شمال الجنائية، الذي أصدر حكماً قضائياً ضد منير شيخ الدين تحت المادة (144) لسنة 1991م, كان الشاكي عمر أبو شاطر حماد. كان المتهم منير شيخ الدين رقم البلاغ 1854/2009م, حُكم المحكمة قضى بالآتي (الغرامة مئتا جنيه للمدان وفي حالة عدم الدفع السجن لمدة شهر اعتباراً من اليوم 6 / 10/ 2009م). لكن لا إلادانة الجنائية ولا غيرها، وما ينبغي لها، أن تمنع السيد منير شيخ الدين من الوصول إلى نهاية سياسية سعيدة، ويتقلّد منصباً دستورياً في جمهورية السودان!. تلك هي رحلة (سندباد) السياسة السودانية من منظمة التضامن المسيحي إلى منصب المستشار في حكومة جنوب كردفان!. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 10/4/2012م