بعد أن تصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين جوباوالخرطوم على أسر الاعتداءات التي بادرت بها دولة جنوب السودان في دخولها إلى أراضي سودانية ((هجليج)). ومع ساعات الأخيرة من المعارك المحتدمة بين قوتين البلدين ومع اقتراب تحريرها . يدور في أذهان الكثيرين من المتابعين والمراقبين أسئلة كثيرة منها أولها وأهمها ما هي الخطوات العملية والإستراتيجية الجديدة التي ستتبعها الخرطوم تجاه حكومة دولة الجنوب. لقد زالت الغيوم وانقشعت سماء الحقيقة وبما لا يدع مجال للشك حول أن لدولة جنوب السودان وخاصة نظامها الحاكم له نوايا عدوانية تجاه السودان مما حدا بكل مكونات الدولة السودانية لإدانة هذا الهجوم واستنكاره. وبعد هذا الاعتداء السافر تدور في الخرطوم هذا الأيام وداخل الدوائر الحزبية لحزب الوطني تحركات واسعة لوضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع نظام جوبا وبما ان دولة جنوب السودان هي التي بادرت بالدخول إلي حرب مع دولة السودان تكون قد أرغمت السودان على تغيير خططه الإستراتيجية وهي التهدئة والحوار إلى استخدام العنف والقوة لحل خلافاتها للوصول إلى أهداف سياسية جذرية كانت أم أثنية وتبقي كل الاحتمالات متوفرة للخرطوم و كل الخيارات متاحة لكن ما قامت به جوبا تجاه الخرطوم هو الأمر الذي جعل الأخيرة تعجل بوضع إستراتيجية للتعامل مع جارها الجديد. وعلي حساب تغيير الخطاب الخرطوم من خطاب الذي يدل على ضبط النفسي وسياسة المهادنة والتهدئة إلى خطاب إسقاط قنابل التصريحات هذا الرأي يتبدى من خلال خطابات الرئاسة السودانية حيث تحدث الرئيس السوداني في البدء عن موقف السودان القاطع بان لا تفاوض مع دولة الجنوب إلا بعد أن تسحب الأخيرة قواتها مؤكد أن السودان يحتفظ بحق الرد كيفما شاء وبالطرق التي تعيد أراضيه وتحافظ آمنه ثم ما تم تغير شكل الخطاب حيث تحدث البشير أمس الأول وبحسب متابعات (سودان سفاري) خلال مخاطبته لشباب الأحزاب السودانية أن الخرطوم تنوي تغير النظام في جوبا بقوة السلاح و ما إلي ذلك در حديث البرلمان السوداني بأن دولة الجنوب تعتبر دولة معادية. إذ اتجهت الخرطوم بكلياتها للتعامل المباشر وليس كما كان في السابق حيث كانت الخرطوم تمد في حبل الصبر وتستخدم الطرق الدبلوماسية مع (جوبا) وربما تغيرت أيضاً إلية التفاوض بين البلدين في المستقبل إذا أنها لن تقوم على أنصاف الحلول والترضيات بل تحتاج إلى حسم و المباشرة في وضع الحلول. وبحسب ما رشحت به الأنباء فان لجنة يترأسها مستشار الرئيس السوداني وأحد مهندسي اتفاقية الدوحة الدكتور غازي صلاح الدين قد انخرطت في اجتماعات مكثفة بغرض الفراغ. من إعداد إستراتيجية عاجلة للتعامل مع دولة الجنوب وحسب متابعات (سودان سفاري) تأكد أن اللجنة المناط بها وضع الإستراتيجية أحبط عملها بالسرية الكاملة وهي تضم في عضويتها كبار المفكرين في القطاعات (السياسية والاقتصادية والأمنية بحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) الأمر الذي يبشر بإمكانية نجاح اللجنة في مهمتها هو أن اللجنة يترأسها مستشار الرئيس غازي صلاح الدين والذي يتمتع بنظرته العملية للقضايا وربما يعمل غازي جهده في أن يلجأ الطرفان للحلول السياسية وكان قد سبق لغازي أن وضع إستراتيجية سلام دارفور بخلفيته المألوفة في وضع الاستراتيجيات وربما ينجح الرجل في وضع إستراتيجية للتعامل مع جوبا لسماً كانت أو حرباً. إذا ربما يتضح في مستقبل الأيام الخطة الجديدة للتعامل مع دولة الجنوب ونظامها الحاكم بعد أن تفرغ دوائر الوطني من إعدادها ويتم رفعها فور الانتهاء منها إلى المكتب القيادي لإجازتها بشكل نهائي.