أكد وزير النفط السوداني عوض أحمد الجاز أن حسم الملف الأمني مع جنوب السودان ، وفق "لا عدوان ولا اعتداء من أي طرف" هو الأولوية والشرط والأساس لقيام علاقات بين دولتين ثم تأتي بعد ذلك قضايا البترول والتجارة وحركة المواطنين. وقال الوزير عوض الجاز في حديثه لبرنامج "مؤتمر إذاعي" الذي بثته الإذاعة السودانية امس الجمعة ، أن ما نادى به الرئيس السوداني المشير عمر البشير يعبر عن رغبة شعبه ، مشيراً الي أن "ذلك هو صمام الأمان وكل الأشياء الأخرى ثانوية". وأضاف الجاز "لا بد من التأكد من أن علاقة الجوار محصنة وآمنة وليس هناك خصومة ولا اعتداء ولا عميل بيننا ولا دسائس بيننا". وقال وزير النفط السوداني أنه لا تنازل عن قرار إقرار الأمن أولاً ، وأكد أن الصين ظلت تعمل مع السودان وبعد أن أصبح جزء من البترول في دولة الجنوب بالضرورة أن ترعى الصين مصالحها هناك ، رغم أن النشاط النفطي هناك موقوف الآن. ونبه إلى أن الحدود بين السودان والجنوب حددها الاستعمار قبل أن يحددها السودانيون وهي حدود بينة ومعلومة ومرسومة في كل مضابط الدول المختلفة وليس هناك خلاف حولها، قائلاً "لن نفرط فى شبر واحد من اراضي هذا الوطن الغالي ولا حد من حدوده". وكشفت وزارة النفط السودانية ملامح "البرنامج العاجل" لزيادة إنتاجية مربعات النفط . وقال وأوضح وزير النفط السوداني عوض الجاز ، أن البرنامج يتضمن بناء خطوط أنابيب وحفر واستكشاف وتطوير وهو برنامج ماضٍ وسيبلغ أجله بنهاية هذا العام. وحسب وزير النفط السوداني فإن المربعات النفطية التي يستهدفها البرنامج تشمل ثلاثة مربعات منتجة ، مربع (2- 4) حول منطقة هجليج ، ومربع (6) في منطقة الفولة وبليلة. وأكد وجود مربعات تعمل فيها شركات تشمل مربع (17) جنوب شمال كردفان وجزء منه في جنوب شرق دارفور، ومربع (9-11) في شمال كردفان والخرطوم والجزيرة ومربع (13) على البحر الأحمر داخل وخارج المياه، بجانب مربع في الجهة الشمالية الغربية في شمال السودان. وأشار الجاز إلى ستة مربعات وجهت دعوات استثمارية بشأنها لبعض الشركات وحضرت بالفعل في منتصف يناير الماضي والآن يجري التحاور معهم وينتظر أن يتم التوقيع النهائي في شهر يونيو المقبل على عقودات التنفيذ والعمل. وتشمل هذه المربعات (مربع 8 سنار الدندر) ، مربع 10 منطقة القضارف وكسلا، مربع 15 في البحر الأحمر داخل وخارج الماء، مربع 14 و18 في الجزء الشمالي من الولاية الشمالية ومربع 12 في منطقة دارفور. واعتبر وزير النفط السوداني الحديث عن سرقة بعض البترول لغة غير مقبولة وادعاء لا يمكن تصديقه لجهة أن النفط يعتبر من أكثر الصناعات التي فيها شراكات ونظم وحقائق وحسابات إضافة إلى أن الشركاء في مثل هذه الصناعات لهم أنصبة تذهب إلى مضابطها الحسابية وتتسلمها شاحنات أو ناقلات بمنفستو محدد فيها الكمية.