ما هي هذه المهنية التي هبطت فجأة علي بعض الصحف الأمريكية فيما يتعلق بمشكلات جنوب السودان؟ منذ متى والإعلام الأمريكي يتحدث عن عيوب حكومة جنوب السودان ويكشف عوراتها في وقت تدور فيه حرب بين الشمال والجنوب؟ نعم صحيح هذه المقالات والقطع المهنية لا تزيد علي 10% من إجمالي الضخ والإنتاج الإعلامي المؤيد لدولة الجنوب المعادي لدولة السودان ولكن هذه النسبة عالية جداً لان الفترة السابقة شهدت انحطاطا الي كسور في المئة أو إبرة في كوم قش. نعم صحيح المهنية لم تصل بعد الي صديقنا نيوكلاس كرييستوف ولكنه علي الأقل صام عن السودان فترة بعد هجليج وآخرون غير كريستوف صاحب( فيلم جبال النوبة) سرحوا في دنيا بعيدة يكتبون عن سوريا وإيران والانتخابات الفرنسية وكل شيء إلا السودان،. لأنهم لو كتبوا لابد أن يدينوا حكومة الجنوب وهذا يعني بداية النهاية ولذلك فضلوا الانشغال عن الجنوب حتى يأتي الفرج الرباني وقد جاءهم فعلاً في قرار مجلس الأمن وبعدها صار الحديث فيه إدانة ضمنية للخرطوم وجوبا وهذه درجة متقدمة علي إدانة جوبا وحدها. الآن بوزويل صديقي علي تويتر ترجم في (السوداني) عندما كتب من بانتيو صبيحة تحرير هجليج وقد كان أحد شهود الإثبات علي هزيمة الحركة الشعبية ونشر مقاله في ميامي هيرالد، قبلها بشهر تقريباً كتب من البيبور عن المجازر التي حدثت بسبب الصراع القبلي بين النوير ودينكا بور من جهة والمورلي من جهة أخري ووجه نقداً كاسحاً لحكومة الجنوب والحركة الشعبية ولم ينس ان يكيل بالكيل الثقيل للاتية أسماؤهم بسبب صمتهم عن الجرائم التي تحدث في جنوب السودان: جورج كلوني، برندر قاسد، فرانك وولف، وقد نشر تقريره في كنساس فويس وهي وسابقتها من صحف مجموعة (ماكلاتشي نيوزبيبرز). قبل يومين نشرت لوس انجلوس تايمز تقريراً عن انهيار اقتصادي كامل لجنوب السودان في يوليو 2012، وكشف التقرير عن وثيقة مسربة من البنك الدولي أن إدارة الجنوب لأزماته الاقتصادية تؤدي دائماً لازمات أسوأ من سابقاتها، وان حكومة الجنوب اتخذت قرار إغلاق النفط لتبدو وكأنها مظلومة ومحاصرة بطمع الشمال ولكن الوثيقة المسربة اتهمت حكومة الجنوب بالفساد ورداءة القرارات وعدم حساب النتائج والتأثيرات لقراراتها. المذكرة المسربة في تقديري مسألة (ملعوبه) بغرض إجبار حكومة الجنوب علي إعادة تصدير النفط عبر الشمال وذلك لان حكومة الجنوب لو صارت فقيرة فان المسئولية تقع علي عاتق المانحين وغالبهم من أوربا الغربية وأمريكا وهؤلاء يريدون تدفق النفط ليس حباً في الشمال ولكن حباً لأموالهم. القصة وما فيها أن سلفاكير لم يعد مرغوباً لدي أمريكا وذلك لسببين: أولهما أنه لم يأخذ الإذن في عدة مواقف آخرها القشة التي قصمت ظهر البعير احتلال هجليج عشرة أيام، وثانيهما أن الرجل ينتمي لدينكا بحر الغزال وهو مسنود بهم والدينكا عموماً قبيلة غيورة ومقاتلة والحاكم الذي يأتي منها سيتقوي بها وهذا الوضع لن يجعله طيعاً بالقدر الكافي، الغربيون عموماً لا يحبذون الزعامات المستندة لقواعد عريضة. نقلا عن صحيفة السوداني 14/5/2012