اتهم تقرير أمريكي حديث بموقع (انتربرايد ريبورت) قادة دولة الجنوب بسرقة (10) مليار دولار أمريكي من عائدات دولة الجنوب من النفط خلال السبعة أعوام الماضية، وأشار التقرير إلي أن العائدات التي سلمت لحكومة الجنوب خلال فترةحكومة الوحدة الوطنية كانت تقدر ب (12-17) مليار دولار. وقال الكاتب الأمريكي توماس ماونتين – الذي يطلق علي نفسه الصحفي الغربي الوحيد المستقل – بسخريته التي تميز كتاباته أن تعداد سكان دولة الجنوب حوالي (8) ملايين شخص أي أن نصيب الفرد من عائدات البترول يتراوح ما بين (1500-2000) دولار لكل شخص في الوقت الذي يموت فيه المئات إن لم يكن الآلاف يوميا من الجوع والمرض، وتساءل ماونتين أين ذهبت العشرة بلايين دولار؟ مشيراً إلي أن تلك الأموال في أحيان كثيرة كانت تحول مباشرة إلي حسابات بنكية بلندن دون أن توضع في خزانة دولة الجنوب الرسمية، لافتاً إلي أن وزير مالية حكومة الجنوب السابق تمكن من إخفاء (300) مليون دولار في وقت واحد، وتساءل ماونتين أين أنفقت دولة الجنوب (12) مليار دولار التي كانت تمثل حصتها من عائدات النفط – الأسئلة – التي تجاوب نفسها فلا توجد تقريباً بنية تحتية وعدد قليل من المدارس وأعداد أقل من المرافق الصحية وملايين ممن يعانون من سوء التغذية والمرض، وقال ماونتين إنه لا يمكن لقيادات دولة الجنوب أن تدعي أنها أنفقت كل تلك المليارات من الدولارات علي تسليح الأعداد المحدودة من قواتها ناهيك عن الإدعاءات بمبيعات أسلحة إسرائيلية. وعود أمريكية وقال ماونتين إن جيش تحرير السودان ( الجيش الشعبي) – إن استطعت أن تطلق عليه كذلك – أبدي سخطه واستياءه لسنوات لعدم دفع رواتبه، الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدة إلي الالتزام بدفع (100) مليون دولار سنوياً لدفع رواتب جنود الجيش الشعبي منذ تمردهم الرئيسي في العام 2009م، ويري ماونتين إن الجيش الشعبي نفسه قائم علي العرقية والقبلية مع القليل من السيطرة المركزية وقال إن اللواءات تتكون من أقليات عرقية وحتى انقساماتها تستند علي خلفيتها العرقية وأضاف "عندما تشتعل الخلافات القبلية حول الأرض والمياه وتتحول لصراعات بين المليشيات المحلية سرعان ما يستدعوا إخوانهم في الجيش الشعبي وبالتالي تتحول لحرب"، مبيناً أنه في كثير من الأحيان عندما يكون القادة المحليين مختلفين عرقياً مع وحداتهم لا يكون هنالك تنسيق بينهم. ونبه ماونتين إلي أن هنالك شكوكاً كبيرة بشأن سيطرة رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت الفعلية علي الجيش ، مضيفاً أن الهجوم الأخير الذي شنه الجيش الشعبي علي منطقة هجليج التي اعترف دولياً بانتمائها لدولة السودان لم يكن بأمر من سلفاكير ميارديت ولكنه قرار قادة محليين بالجيش الشعبي، مضيفاً أنه منذ إقناع دولة الجنوب في يناير من العام الحالي بإيقاف إنتاج النفط واصلت الولاياتالمتحدة في وعودها التاريخية وابتزازها للدولتين وبالتالي فشلت في الوفاء بوعودها التي قطعتها سراً لدولة الجنوب في حال تنفيذها لخطة الولاياتالمتحدة باستبعاد الصين من حقول النفط وقال إنها أرادت بذلك ضرب عصفورين بحجر واحد استبعاد الصين من دولة الجنوب وزعزعة استقرار السودان عن طريق خنقه اقتصادياً من خلال حرمانه من المصدر الرئيسي لعائداته. زيارة سلفاكير ويقول ماونتين أنه وعقب مرور ثلاثة أشهر علي إيقاف الجنوب لإنتاج النفط وعدم إيفاء الولاياتالمتحدة بوعودها قام سلفاكير حاملاً قبعته في يده بحسب الكاتب – في إشارة لأنه كان علي عجلة من أمره – بزيارة سريعة للصين في محاولة للحفاظ علي حكومته وتسيير أمور دولته وعاد منها بعد حصوله علي وعود ب(8) مليارات دولار علي أمل ألا يثق بالوعود الأمريكية مرة أخري، وأضاف ماونتين أن البنك الدولي وقع عقوداً بقروض مالية تقدر بمئات الملايين من الدولارات مع وزير المالية السابق ووصفه ماونتين بأنه (سارق ومتعجرف) مشيراً له بالأحرف (أي. كي) علي الرغم من أحد من مسئولي دولة الجنوب لم يزعج نفسه ليسأل من أين لدولة الجنوب أن تفي بتلك القروض بعد إغلاق إنتاجها للنفط والذي يعتبر مصدر دخلها الوحيد ويقول إن دولة الجنوب يجب أن تكون قادرة غلي الإيفاء بالتزاماتها للبنك الدولي، مشيراً إلي أن نجوم هوليود مثل جورج كلوني وأنجلينا جولي أرادوا أن يصرفوا انتباه العالم عن معاناة شعب الجنوب نتيجة سرقة جميع ثرواته وتسليط الضوء علي قضايا أخري. ويري ماونتين أنه كانت للولايات المتحدة أيد خفية وراء القتال الذي اشتعل مؤخراً بين دولتي السودان وكذلك لها علاقة باختفاء عشرة مليارات دولار التي سرقت من عائدات النفط بجانب الجوع والمرض وأنها وجدت أن خير سبيل لإلهاء شعب الجنوب عن الجوع هو افتعال حرب مع عدو دولة الجنوب القديم في الشمال، مضيفاً أنه من المؤكد أن دولة الجنوب بها الكثير من الفساد وأن الولاياتالمتحدة في جعبتها المزيد من الحيل القذرة. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 15/5/2012م