ترقب العالم بلهفة شديدة فى التاسع من يوليو عام 2011م إعلان ميلاد الدولة الجديدة وقد اكتظ مطار جوبا بعشرات الطائرات الرئاسية وإمتلأ الميدان المطل على ضريح الراحل قرنق عن آخره بجموع المحتفلين من ابناء جنوب السودان وغيرهم، كما عجزت المقصورة الرئيسية عن إستيعاب العدد الكبير من الوفود الرفيعة والتى طالما تشوقت لحضور هذا الميلاد، ولكن لم يدر هؤلاء أنهم يشهدون ميلاد طائر شؤم سيحيل أمن المنطقة الى خراب دولة مليئة بالتناقضات والاحقاد تحرك قادتها نزعة متجذرة فى التمرد والتخريب. دولة لا تعترف بالقوانين والاعراف والمواثيق. دولة تؤمن بمنطق واحد هو منطق القوة، وقد زيّن شياطين الإنس لقادتها السقوط فى هذه البراثن، كيف لا وقد كانت أول زيارة خارجية يقوم بها رئيسيها الى اسرائيل التى عكفت سنين عدداً على زرع هذا المسخ الشائه فى أحشاء أفريقيا؟ وماذا تنتظر بعد أن ولدت الأمة ربتها؟ لقد مُني شعب جنوب السودان نفسه بعد خمسين عاماً من المخاض المُرّ بالقدوم الى جنة عدن.. أرض كوش بلاد العسل واللبن حسب نشديهم الوطني! للأسف لم يدرك هؤلاء المساكين أنهم ذاهبون الى حتفهم حينما كانوا ينشدون "يا جنة عدن أرض اللبن والعسل أحفظينا فى سلام وسكينة" ..لم يعلم هؤلاء ان هذا آخر عهدهم بالسكينة والسلام. بعد أن أحكم الشيطان قبضته على عنق جنوب السودان ظن قادته من الحركة الشعبية وبعض الظن إثم أن عائدات البترول الذي فجّره شباب السودان العاملون، ستجعلهم أغنياء يعيشون نعيم لا ينقطع .كما حسبوا أنّ موالاة شذاذ الآفاق من بعض الدول ستصنع من بلادهم دولة عظيمة تفرض إرادتها كيف شاءت وتتحدي الارادة الدولية. ثلاثة مليار دولار هى ما استلمه جنوب السوان نقداً من عائدات النفط منذ بدء تطبيق اتفاق السلام الشامل وحتى انفصاله . لقد كانت هذه المبالغ كافية لتوفر للمواطنين فى دولتهم الوليدة قدراً معقولاً من الحياة الكريمة، وتبني المدارس والطرق والمستشفيات ولكن كيف يحدث هذا ولم يمتلئ بعد جوف الفاسدين بالمال الحرام ؟ ولم تسدد فواتير مرتزقة الحروب بأموال هذا الشعب المسكين؟ كيف تتم التنمية وقد وجّه الشيطان قادة الدولة الوليدة لإثارة الفتن والحروب فى دول أخري؟ كيف يجد المواطن فى الجنوب ما يكفيه وأمواله قد دُفِعت لمن يروجون لريادة الحركة الشعبية البائسة من تجار الحروب فى أوروبا وأمريكا؟ أولئك الذين كرسوا حياتهم للنفخ فى كير الحروب لتمتلئ جيوبهم بالمال القذر( كولوني - برندر قاست - وولف وغيرهم) ممن إعتادوا العيش على دماء وأشلاء البؤساء من أن يتسولوا العالم طلباً لفتات موائد الشعوب ليتهافتوا على خمسين مليون دولار تأتيهم من اليابان لإنشاء محطة مياه لمدينة جوبا التى تبعد عشرات الأمتار من بحر الجبل ولا تجد ما يروي ظمأها أو يلبي حاجتها الضرورية للمياه أو يضيئ دجاها البهيم. وفى مشهد درامي آخر يتسول القادة المصنوعين المعونة الامريكية لكي تشيِّد الطريق الذى يربط جوبا بنمولي ليخرج مسخاً لا هو بالطريق الأسفلتيّ المُتعارف عليه وِفقاً لمواصفات محددة، ولا هو بالمسار الترابي المعبّد والطغمة تقبل به لا لشيئ سوي أنه سيكون ترياقاً لقطع التواصل مع السودان عبر ربط الدولة المصنوعة بمن شاركوا فى إخراجها من رحم الشيطان فى شرق افريقيا فتجلب عبره كل ما تحتاجه من هناك بدلاً عن إعتماده التاريخي على ما ظل يأتيها من السودان؛ فضلاً عن ذلك فإن المشروع فى نهاية المطاف خدمة مدفوعة الثمن يقدمها لهم اسيادهم ليأخذوا مقابلها أموالاً مضاعفة ويضمنوا بها قراراً مرتهناً لتوجيهاتهم، ذلك أن تشييد الطريق بهذه الصورة المشوّهة قد كلف حفنة من الدولارات، كان الأولي والأجدر أن تخرج اضعافها خصماً على المليارات الثلاثة عشر ليُشيّد بها طريق يطابق المواصفات العالمية المعروفة، ولكن هيهات، فقد ضاع جل تلك المليارات سدي إما فى جيوب الطغمة أو إستعداداً لحرب تُصطنع مع السودان ويعلم كل من له معرفة ولو متواضعة بعلم الاقتصاد كم تساوي القيمة الإئتمانية لهذا المبلغ( Cedit Value ) من حيث المشروعات والقروض التنموية التى كان يمكن ان تجلب الخير لشعب جنوب السودان الذى مزقت الحرب أحشائه فطالما انتظر لحظة الخلاص من براثنها. وحتى نعلم أين تذهب أموال هذا الشعب المسكين فلننظر الى الطغمة التى تقود البلاد الآن حيث نجد أن معظمهم ممن وردت أسماؤهم فى القائمة الامريكية المسرّبة لكبار المفسدين فى جنوب السودان من واقع حساباتهم فى المصارف الاجنبية وتروي تلك القائمة التى تغطي الفترة من 2005 وحتى 2011م (ذات الفترة التى بدأت فيها حكومة جنوب السودان تسلُّم عائدات النفط) إن سلفاكير لديه 38 مليون دولاراً في أستراليا ورياك مشار يملك 36 مليون دولاراً ودينق ألور يكتنز 28 مليون دولاراً، ومجاك أقوت قابض على 27 مليون دولاراً وباقان أموم يدخر 25 مليون دولاراً وتعبان دينق قاي بحوزته 20 مليون دولاراً وجيمس واني يودع 15 مليون دولاراً فضلاً عن الباقين الذين يضيق المجال لذكرهم. إن تسريب تلك القائمة من قبل ولي نعمة الطغمة لم يأت لأجل عيون الشعب الجنوبي المغلوب على أمره ولكنه تم للمزيد من إحكام الطوق على رقاب أولئك العملاء ليزدادوا رزحاً تحت نير الإرتزاق ولا ننسي أيضاً أن عدداً غير قليل من الطغمة هم من حملة الجنسيات الأجنبية وأنَّ أسرهم تعيش في أوربا وأمريكا وأستراليا وكينيا ويوغندا وبعض الدول الأفريقية وبذلك لا يصيبهم ما يصيب المواطن الجنوبي من نصب ومخمصة فأولادهم لا يزج بهم في ميادين الوغي مع بقية شعب جنوب السودان ولا يعيشون هذه العيشة البائسة التي يعيشها المواطن الجنوبي فكيف يهتم هؤلاء بأمره بعد أن أمّنوا مستقبل أبنائهم؟ وإذا سلّطنا الضوء على بعض قادتهم نجد أنّ منهم من هو متنازع الولاء وعميل متعدد الأبعاد؛ فدينق ألور أحد صقور حزبهم متزوج من أجنبية ولديه جنسية أمريكية وأبنائه يعيشون في بلاد العم سام رداً للتحية بأحسن منها فإن الرجل وقت توليه منصب وزير الخارجية فيما كان يُعرف بحكومة الوحدة الوطنية إحترف نقل المعلومات ورفع التقارير بصورة راتبة للقائم بأعمال السفارة الأمريكية الأسبق بالخرطوم ألبرتو فرنانديز؛ فكان كمن يؤدي رقصة غير متكافئة لأن الأجدر به بعد أن رضي بالعمالة هو أن يمارسها مع من هو في مقامه بأن يطير إلى ما وراء المحيط ويقابل نظيرته هناك لينقل لها ما دار في ذلك اللقاء الذي لم يحضره سوي الرئيس البشير وضيفيه مبارك والقذافي وليس مع من هو أقل منه شأناً (فرنانديز) وقد كفانا الله عنت الإثبات بعد أن نشرت ويكليكس الوثائق التي أوضحت كيف أن ألور غادر إلى مصر لمعرفة ما دار خلال الزيارة القصيرة التي قام بها مبارك والقذافي إلي الخرطوم يوم الثلاثاء 21/12/2010م وتردد وقتها أنهما طلبا خلالها من الرئيس البشير التنحي عن السلطة مقابل تأمين حياة كريمة له حتى لا يواجه ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية. في القاهرة التقي ألور مدير الأمن اللواء عمر سليمان ووزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط وطلب منهما أن يوافياه بمعلومات مفصلة حول مضمون الزيارة وعندما قفل راجعاً إلى الخرطوم التقي فرنانديز ونقل له ما حدث حسبما سمعه من سليمان وأبوالغيط. ولننظر إلى قائدهم سلفاكير ولنراجع سيرته الذاتية البائسة التي لن تجد فيها إشراقه واحدة، فقد كان الرجل جندياً بالقوات المسلحة لم يُعرف عنه أيِّ تفوق أو تميز على أقرانه بل كان أسوأهم كما يقول المثل (زاد ضغث على إبالة) بعد أن تمرد ولم يجد المكانة التي كان يحلم بها لذلك فقد لازم سلفا كير إحساس قوى بالدونية وعدم القدرة على مواكبة تطور الحركة وأهدافها بالغة التعقيد، لذلك يعده كثير من المراقبين قائداً طارئاً فرضه الغياب المفاجئ للراحل قرنق. أما رياك مشار فهو شخصية مُتنازَعة تعيش تناقضات داخلية ما بين مؤهلات علمية مميزة وتاريخ يُقال إنه نضالي؛ تقابلهما عقدة اضطهاد لكون من يرأسه ويمسك بزمامه الآن قائد طارئ أقل منه دراية وحنكة يُضاف إلى ذلك إحساسه بالعجز عن الوصول إلي سدة الحكم بسبب عدم وجود السند القبلي الذي يؤهله لذلك؛ هذا بالإضافة إلى أن وزن مشار السياسي متضائل وسط الحركة الشعبية بسبب خروجه عنها في 1991م والمجازر التي ارتكبتها قواته وسط العسكريين والمدنيين من دينكا بور الأمر الذي دعاه لتقديم اعتذاره أكثر من مرة ولكنه قوبل بالرفض من قبل خصومه والاشمئزاز من أبناء قبيلته لأنهم يرون ذلك تملق لا يليق، ومن هنا يمكن نقرأ مشاركته في العمليات العسكرية الجارية الآن بأنها محاولة منه لكي يصدر له خصومه صك غفران يضمن بموجبه عدم إزاحته عن المسرح السياسي كما أنّ للرجل صلات قديمة بالمخابرات البريطانية منذ أن تزوج من البريطانية إيما. - أما تعامل الحركة الشعبية مع خصومها فهذا أمرٌ أكثر غرابة فقد أدمنت الحركة الغدر بمن يتفاوضون معها وأبلغ مثال علي ذلك عملية إغتيال اللواء جورج أطور واللواء جيمس قاي واعتقال قبريال تانق بعد أن وقع اتفاق سلام، والأسوأ من ذلك اغتيال قائد الحركة د. جون قرنق الذي لا زالت تحوم حوله الكثير من الشكوك وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل على تأصُل هذا الطبع القائم على الخلسة والمكر في فكر وسلوك الحركة. إن من يتوهمون أن الحركة بمقدورها إقامة ما يُسمي ب(مشروع السودان الجديد) على أنقاض هذا السودان بحدوده التي ورثناها عن الأجداد لا يدركون الحقائق التي تقول بعدم توفر الشروط المطلوبة لقيام هذا المشروع، فالدولة التي قامت الآن في جنوب السودان في حقيقة أمرها كيان بلا هوية أو لغة مشتركة أو تاريخ أو آمال وطموحات وتطلعات مشتركة؛ لذا بدأ قادتها يبحثون عن شيء يلم هذا الشعب فوجدوا أن لا شيء غير الحقد والكراهية للسودان؛ فالدولة التي قامت الآن في جنوب السودان شبه خالية من السكان فتعداد السكان يبلغ في أحسن الأحوال ثمانية ملايين نسمة منهم ثلاثة ملايين خارج البلاد وبالتالي فالبلاد محل لأطماع الكثيرين الذين تأتي على رأسهم دول الجوار خاصة يوغندا التي صرح رئيسها يوري موسيفيني أكثر من مرّة أن جنوب السودان بلد بكر يحتاج لأيدي عاملة لإستخراج الموارد الطبيعية من باطنه. إنّ ما جري في هجليج يشير إلى أن الحركة الشعبية تحلم أن يكون جنوب السودان دولة توسعية ذلك أننا إذا أرجعنا البصر نجد أنها قررت مع سبق الإصرار والترصد الإبقاء على إسم (الحركة الشعبية لتحرير السودان)؛ كما رفض الجيش الشعبي أن يغير إسمه الأمر الذي يدل على التمادي في عدم الإلتزام باتفاق السلام الشامل، وهنا تكمن المفارقة في أنها دولة توسعية لا تملك أدني مقومات ولكنها في الوقت نفسه تريد تنفيذ مشروع مشابه لذلك الذي كان الإصرار على إنجازه أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار دولة عظمي هي الاتحاد السوفيتي حينما أقدمت موسكو على غزو أفغانستان في العام 1979م. ونري أنه لا خلاف في ذلك بين قرنق ومن تبعه فالجميع يتطلعون الي توسيع دولتهم ليتم إبتلاع كل السودان لكن قرنق كان يريد تنفيذ مشروعه دفعة واحدة الأمر الذي ربما رأي عباقرة الزمان من دهاقنة النظام العالمي الجديد وخدامهم في المنطقة أن أمده سيطول فقرروا التخلص من الرجل وجاءوا بمن جاءوا به ليكون أداة تنفذ المخطط في مداه القريب وربما البعيد أيضاً، ففي الأمد القريب تقوم دولة ضعيفة وقليلة السكان ولكنها غنية بكل شيء ليأتي أولئك وينهشوا من خيراتها حتى يذروها عظاماً ثم بعد ذلك لا بأس أن يمتطي العظماء ومن شايعهم صهوة هذه الدولة المصنوعة للزحف شمالاً لإبتلاع ما تبقي من السودان. ومن هنا جاء قرار عدم فك ارتباط الفرقتين التاسعة في جنوب كردفان والعاشرة في النيل الأزرق التابعتين للجيش الشعبي. كما نبعت فكرة إحتضان حركات دارفور المسلحة ودعمها سياسياً ومالياً وعسكرياً لينشأ ما يسمي ب"تحالف الجبهة الثورية السودانية" في حضن ورعاية جوبا التي بدلاً من أن تولي إهتمامها لتعويض مواطنيها ما عانوه من تعب وحرمان إبان سنوات الحرب، إتجهت لتنفيذ خطتها التوسعية لخنق السودان إقتصادياً والإطاحة بالنظام فيه ومن ثم إقامة ذلك المشروع الحُلم. وقد أنفقت الحركة الشعبية في تكوين ذلك الهلام جزءاً مقدراً من الأموال العائدة من تصدير البترول الذي وافق السودان إظهاراً لحسن نيته علي طلب جنوب السودان لتصدير نفطها عبر أراضيه حتى قبل التوصل لإتفاق بين الطرفين لتأتي جوبا لا لتعض اليد التي امتدت لها بالإحسان فحسب؛ بل لتقطعها وتتركها تنزف لعل الجسد الذي يحمل تلك اليد يفارق الحياة وذلك عندما دفعت بقواتها نحو هجليج بعد إفتعال مسرحية "إيقاف ضخ وتصدير النفط" أملاً في تحقيق نصر خاطف زينه لها المدبر الأساسي لكل ما يحدث في السودان من مصائب. وليس أدل علي ذلك من الشهادة التي أدلي بها السيد برنستون ليمان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان أمام جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي في 14 مارس 2012م حيث قال (إن السودان يواجه أزمة اقتصادية بسبب فقدان عائدات النفط وإن هنالك ارتفاع في أسعار الوقود وشح في العملة الصعبة وإنهم يحاربون ثلاث فى جبهات: في النيل الأزرق وجنوب كردفان وبعض المناطق في دارفور كما ذكرنا في أكثر من مناسبة أن التحدي الأساسي في السودان هو الطريقة التي تحكم بها البلاد، فلا يزال هنالك نظام يحكم بفظاعة ويسيطر فيه المركز علي الأطراف حيث ينتشر إنتهاك حقوق الإنسان وتنتهِك الحرب حقوق المواطنين، وحتي يتغير ذلك ويكون هنالك نظام سياسي قائم علي التعددية ليجمع كل أبناء الشعب السوداني فإن السودان لن يخرج من مشاكله ولن يحل خلافاته ليس فقط مع الولاياتالمتحدة ولكن مع كل دول العالم؛ هذه هي الرسالة المهمّة التي يجب أن يعمل لها أبناء السودان هذه هي حقيقة من يقاتلون الآن في تحالف الجبهة الثورية؛ لذا ينبغي أن يكون لهم تصور لما يجب أن يكون عليه السودان وماذا يريدون؟ وكيف يرون السودان المتعدد المتنوع لذلك يمكن أن يأتي هؤلاء مجتمعون بنظام سياسي جديد وحتي يحدث ذلك سيظل السودان يواجه صعوبات) انتهي حديث ليمان. خلاصةً نري أن حديث ليمان يعتبر ترجمة عملية للمثل القائل: (قطعت جهيزة قول كل خطيب) لأنه حسم الجدل الدائر حول الجرأة التي توفرت لطغمة الحركة الشعبية بجنوب السودان لإرتكاب جريمة الاعتداء علي هجليج بالرغم من أنها دولة حديثة الإنضمام للأمم المتحدة فإذا عرفنا حجم المخطط والدور المحوري الذي تلعبه جوبا والسند الدولي لهذه الحملة الشرسة توجب علينا أن نعمل بجد لوضع الخطط الكفيلة بالتصدي للدولة الرضيعة وذلك بإرجاعها لحجمها الطبيعي من خلال عمل عسكري وسياسي ودبلوماسي واسع النطاق ويجب أن تصل الرسالة قوية لأولئك الذين يدفعون حكومة جوبا لتبني هذا النهج لأنهم يجب أن يعلموا أنهم يعتمدون علي نمر من ورق.