عقب الانتقادات اللاذعة التى صوبها مدير منظمة اوكسفام الامريكية ضد المبعوث الامريكي السابق للسودان اندرو ناتسيوس، انتقد مقال نشرته مجلة الاستخبارات المتخصصة عدد مايو التي تصدر من واشنطن «إكزكتف إنتلجنس ريفيو» لمدير الشؤون الإفريقية بالمجلة لورانس فريمان قال فيه إن المبعوث الأمريكي السابق اندروا ناتسيوس أصدر كتاباً مطلع العام الجاري بعنوان «السودان وجنوب السودان ودارفور ماذا على الجميع معرفته»، وذكر أن الكتاب تحامل فيه أندرو ناتسيوس الذي شغل منصب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية «المعونة الامريكية» في الفترة من «2001 2005» والمبعوث الخاص إلى السودان «أكتوبر 2006م نوفمبر 2007»، تحامل على السودان. وقالت مجلة الاستخبارات المتخصصة إن ناتسيوس لم يهتم في كتابه بدور الامبراطورية البريطانية ودورها في السودان، بقدرما ركز على الهجوم على السودان واطلاق انتقادات لاذعة للرئيس عمر البشير وحزب المؤتمر الوطني، والحديث المباشر عن تغيير النظام في الخرطوم وطرد حزب المؤتمر الوطني من الحكم، ولم يكتف ناتسيوس بذلك، بل زاد عليه بأنه يؤيد الرأي القائل بأن السودان لم يعد موجوداً بصفته دولة، وأنه سيتفكك إلى أربعة اجزاء: جنوب ووسط وشرق وغرب. وذكرت مجلة الاستخبارات أن ناتسيوس في كتابه يخدع نفسه ويحاول إخفاء الحقيقة من خلال تعاطفه الكاذب مع دولة جنوب السودان الذي يعتبرها دولة هشة وليست فاشلة، الأمر الذي اتضح للجميع مؤخراً، وتشير مجلة الاستخبارات أيضاً إلى أن كتاب ناتسيوس كشف انه عندما كان يعمل مبعوثاً أمريكياً خاصاً للسودان قضى أكثر من ثلث وقته في تعزيز دور حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية العسكرية المستمر لبرنامج مساعدة تحديث الجيش الشعبي لدولة الجنوب، بالاضافة لربط قيادات حزب الحركة الشعبية الجنوبي بالهياكل العسكرية الامريكية في وزارة الدفاع «البنتاغون»، وتشير المجلة الامريكية إلى أن ناتسيوس ذكر في كتابه أن أول لقاء له مع الرئيس الامريكي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، اتفقوا فيه جميعاً على أن يشكلوا قوة ردع عسكرية ضخمة في دولة جنوب السودان، لأنه الحل الوحيد للحد من فعالية الخرطوم، وهنا تقول المجلة الامريكية أن ناتسيوس عمل في السودان ليس لأجل تطوير العلاقات السودانية الامريكية ولكنه عمل وراء رغبته المحمومة لإزالة نظام الرئيس البشير في الخرطوم، وتوضح المجلة الأمريكية أن كل الأموال والمساعدات التى قدمها ناتسيوس منذ سنوات لدولة الجنوب لم تكن بنية تطوير البنية الاقتصادية للجنوب، بقدرما كانت لبناء قاعدة عسكرية جديدة في شرق إفريقيا، في حين أعطيت الأموال والمساعدات إلى جنوب السودان منذ سنوات، لم يكن هناك قط، ولا يزال غير وجود نية لتطوير كامل الإمكانات الاقتصادية للبلاد، بدلاً من التركيز على بناء قاعدة عسكرية جديدة في شرق إفريقيا. وتنقل المجلة بأن السودان يعاني حالياً ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة عملته التي تسبب المعاناة الحقيقية لشعبها، فيما تعاني دولة جنوب السودان اغلاق إنتاجها من النفط، ونقصاً حاداً في الغذاء، والحروب القبلية التي أدت إلى سقوط آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين هذا بخلاف الحرب على طول الحدود مع ولاية جنوب كردفان. وتضيف المجلة الامريكية أن الصراع المستتر بين السودان ودولة جنوب السودان، ما هو الا عملية مدبرة، حيث وضعت متفجرات لتنفجر بعد اتفاق نيفاشا، لجعل كلا البلدين ينزف حتى الموت بدون توقف الحرب. وتشير المجلة الامريكية الاستخبارية إلى أن ناتسيوس لا يتمتع اليوم بنفوذ كبير ولا يوجد من يحرصون للاستماع اليه اليوم، لكن نقطة أخرى تحسب ضده هي أنه في السنوات الأخيرة كان «ناتسيوس» مجنداً لمتحف محرقة الهوكوست اليهودي، مع مدير منع الإبادة الجماعية للمتحف اليهودي أبراموفيتش مايكل، الذي سافر إلى دولة جنوب السودان مع ناتسيوس في سبتمبر 2010م، وقد تم تمويل هذه الرحلة من قبل صندوق الناشط اليهودي «ميلا ليرمان» الممول من اللجنة الإسرائيلية الامريكية «إيباك» الذين يسعون بالاضافة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مع مجلس متحف المحرقة إلى أن يدعم الرئيس الامريكي باراك أوباما إعادة تعريف الحروب غير المشروعة بأن تصبح التدخل باسم الإنسانية لإحداث التغيير، وتختم المجلة الاستخبارية بأن كتاب ناتسيوس على الأرجح جزء من ترسانة دعاية إعلامية لاستخدامها في مثل هذا التدخل ضد السودان. وفي مقال آخر انتقد المبعوث الامريكي السابق ناتسيوس، وقال الكاتب الصحافي المستقل مارك بينيت مارك تعقيباً على نشر كتاب ناتسيوس إن المبعوث الامريكي عندما كان في ادارة الرئيس بوش كان مؤيداً للحرب في العراق بالإضافة انه سيئ السمعة لأنه صرف حوالى «1.7» مليار دولار لاعمار العراق. ويضيف مارك أن أمثال ناتسيوس يتصورون أن بإمكانهم تمزيق وتحويل السودان إلى أجزاء من الدول الموالية لامريكا، ويشير الكاتب إلى أن ما فهمه من كتاب ناتسيوس هو أنه يتحدث عن خطة لتجهيز جيش دولة جنوب السودان بالسلاح، تسمح لها بخوض حرب ضد الخرطوم أو رعاية متمردي السودان لإسقاط النظام. نقلا عن صحيفة الانتباهة 23/5/2012