كشفت مصادر مطلعة ل(آخر لحظة) أمس عن تفاصيل جديدة حول تطورات الأزمة المكتومة بين يوغندا والجنوب بسبب مقتل قائد حرس الحدود اليوغندي علي يد قوات الجيش الشعبي والتي علي أثرها أغلقت كمبالا حدودها مع الجنوب. وأشارت ذات المصادر الي أن الحكومة اليوغندية رهنت فتح الحدود بتسليم جوبا للمتورطين من قوات الجيش الشعبي في حادثة مقتل قائد حرس حدودها من اجل محاكمتهم في كمبالا، مبينة أن جوبا تشهد حالياً أزمة طاحنة جراء ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والوقود بسبب إغلاق الحدود منوهة الي حدوث احتقان وتذمر وسط الجنوبيين بسبب ارتفاع الاسعار وعدم تدخل الحكومة لضبط السوق أو تنوير المواطنين بما يدور في جوبا وكمبالا ولم تستبعد المصادر حدوث مواجهات بين الجنوبيين واليوغنديين في سوق جوبا بسبب انتشار شائعات في المدينة مفادها بأن العلاقات قد توترت بين الجنوب ويوغندا مما دفع اليوغنديين حسب المصادر الي مغادرة جوبا الي بلادهم وفي ذات السياق استدعي رئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت أعضاء حكومته الي اجتماع طارئ بحث فيه الأزمة مع عدد من المسؤولين وعلي رأسهم باقان اموم رئيس وفد حكومة الجنوب لمفاوضات أديس أبابا وطلب سلفاكير من باقان خلال الاجتماع بشكل أشبه بالرجاء بإعادة المبلغ الي استحوذ عليها والتي حددها سلفاكير ب(4) مليار دولار عازياً الخطوة لاشتراط الدول الغربية المانحة تقديم الجنوب للمسؤولين المختلسين الي المحاكمة وإعادة الأموال المنهوبة لمساعدتهم في تنمية البنية التحتية للجنوب. وتوقعت المصادر حدوث حالات شغب ومظاهرات في جوبا حال إصرار كمبالا علي عدم فتح حدودها مع الجنوب باعتبار أن الأخيرة تعد المنفذ الوحيد للجنوب بعد إغلاق الشمال لحدوده معه. وقالت ذات المصادر إن المشاكل بين الجنوب ويوغندا تكررت عدة مرات وخاصة علي الحدود بسبب معاملة قوات الجيش الشعبي للمواطنين اليوغنديين والتي تتسم في بعض الأحيان بالازدراء والدونية مشيرة الي أن المشادات الكلامية التي وقعت بين قوات الجيش الشعبي أمس الأول وفرقة حرس الحدود اليوغندية تطورت الي اشتباكات بالأيدي ثم بالسلاح الأمر الذي وصفه بالخطر علي مستقبل العلاقة بين الدولتين. ولم تستبعد المصادر أن يطول الخلاف مع يوغندا للحدود مع الجنوب باعتبار أن حادث القتل كان مفاجئاً ومروعاً لأن المقتول رتبة كبيرة في الجيش اليوغندى بجانب الضغوط التي يمارسها وزراء بارزون في حكومة يوري موسيفيني الرئيس اليوغندى لعدم الاستجابة لأي وساطات من قبل قيادات دولة الجنوب لحل الأزمة وإعادة فتح الحدود من جديد مع الجنوب. وطالب الوزراء اليوغنديون حسب مصادر يوري موسيفيني الرئيس اليوغندى باتخاذ قرارات حازمة وأكثر صرامة علي دولة الجنوب من أجل حماية الشعب اليوغندى من الانتهاكات الصارخة من قبل قوات الجيش الشعبي علي الحدود بين الدولتين. وأكدت المصادر حدوث موجة من الغضب العارم وسط قيادات المؤسسة العسكرية اليوغندية بسبب مقتل قائد حرس الحدود اليوغندية ورجحت ذات المصادر حدوث خلاف عنيف بين المؤسسة العسكرية وموسيفيني حال عدم اتخاذ لقرارات حاسمة مع دولة الجنوب تعيد هيبة الجيش اليوغندى وقالت أن موسيفيني في امتحان صعب ما بين التمسك بعلاقته القوية مع الرئيس سلفاكير ميارديت وإرضاء المؤسسة العسكرية. وقطعت ذات المصادر بإمكانية تدخل كينيا للتسوية لحل الأزمة بين كمبالا وجوبا منعاً لتطورها باعتبار أن تأثيرها سيكون كارثياً علي الإقليم حال حدوث مواجهة بين الطرفين. وأشارت في ذات الوقت إلي تحركات مأكوكية يجريها عدد من المسؤولين بحكومة الجنوب مع نظرائهم في الاتحاد الأفريقي من أجل التوسط بين جوبا وكمبالا لإنهاء الأزمة لكن ذات المصادر وصفت الخطوة بالمستحيلة في ظل الظروف الحالية فنية أن المؤسسة العسكرية تضغط علي موسيفيني لاتخاذ إجراءات صادر حيال التعامل مع دولة الجنوب بسبب تكرار قتل المسؤولين والقادة اليوغنديين علي أيدي قوات الجيش الشعبي، وحذرت المصادر من اندلاع حرب طاحنة بين الدولتين حال إصرار يوغندا علي إغلاق الحدود منوهاً إلي أن أي تفلتات فردية أو حالات تحرش بالمواطنين اليوغنديين في الجنوب أو العكس سيؤدي إلي انفجار الأوضاع بين البلدين. وكشفت المصادر عن خلافات حادة داخل كابينة قيادة دولة الجنوب بين رئيس الحكومة ونائبه د.رياك مشار بدا جلياً حسب المصادر في عدم حضور الأخير للاجتماع الطارئ الذي استدعي له الفريق أول سلفاكير ميارديت بسبب الأزمة مع يوغندا وتردي الحالة الاقتصادية بسبب إغلاق الحدود بين الدولتين. نقلا عن صحيفة آخر لحظة12/6/2012