مرة أخرى تطلع علينا منظمة هيومن رايتس ووتش بتقاريرها المسمومة والمغرضة ذات الاهداف السياسية الواضحة والتي لا يقصد من ورائها سوى التحريض واثارة الفتن والشغب الذي تظن المنظمة الاميركية انها تعود عليها بالفائدة وتعلي من شأنها في المحافل الدولية ذات الصلة بملف حقوق الانسان الذي صار هواية لدى منظمات عديدة تريد التكسب من ورائه والسعي الى نيل جائزة نوبل كي تجلس على منصة المدافع الاول عن حقوق الانسان. ليس هكذا وليس بهذه الاساليب يمكن لهذه المنظمة ان تكتسب مصداقيتها أو ان تجد من يصغي لتقاريرها او يحفل بها, وكم صبرنا نحن في الاردن على التقارير السابقة التي كانت تصدرها عن السجون والحريات وكنا نبدي سعة صدر واستعداداً لتقديم كل انواع التسهيلات والمعلومات كي يطلع مندوبو هذه المنظمة على حقائق الامور بعيداً عن التهويش والمبالغة والتربص لكننا هذه المرة لا نملك خياراً سوى قول: كفى, لن نسمح بمزيد من التجني والتخفي خلف أقنعة مزيفة للاساءة الى صورة بلدنا المشرقة أو محاولة التدخل في شأن سيادي يخصنا وليس هناك من دولة واحدة تسمح بمثل هذا التدخل الفظ والمبني أساساً على مغالطات وتخرصات وأجندات مشبوهة. ليس لفلسطين وشعبها سند أصدق وأقرب من الاردن. والاردنيون تقاسموا كسرة الخبز ورشفة الماء والغرف البسيطة المتواضعة مع الفلسطينيين ليس منّة بل جزءاً من واجب وطني واخلاقي وقومي وانساني ولم ينسف محاولات الاعداء لتفريغ الارض من سكانها الاصليين وتشريدهم في المنافي سوى الاردن الذي كان الحاضن والداعم والحريص على عدم السماح لمخطط كهذا بان يمر وبأن يفوز المحتلون بالارض ولهذا جاء قرار فك الارتباط بناء على رغبة فلسطينية ودعم عربي ووضع الاردن كل امكاناته للتسهيل على الاخوة الفلسطينيين ولكن في اطار منحهم حرية الحركة والمحافظة على هويتهم الوطنية وحقوقهم في العودة الى الاراضي المحتلة قبل انتهاء مدة تصاريحهم, ومن خالف هذه القواعد الواضحة والمعلنة فقد تم تصويب أوضاعه.. ليس اكثر من ذلك أبداً والشواهد والأرقام حاضرة لمن يريد التأكد والاطمئنان دون مس بالسيادة الوطنية اذ ليس لدى الاردن ما يخفيه في هذا الشأن أو في غيره من الملفات. الحملة المغرضة التي تتحدث عن سحب جنسيات محكومة بالفشل لأن أحداً لا يستطيع الايقاع بين الاردنيين والفلسطينيين وأيضاً لأنه لن يجد من يشتري بضاعته الفاسدة وفوق ذلك فان الاردن سيبقى كما كان وعلى الدوام السند والحاضن والشقيق لفلسطين وشعبها حتى ينتزع حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. المصدر: الراي الاردنية 3/2/2010