أما منزل عقار الذى كان جزءاً من الخطة الموضوعة بمشاركة حرس عقار فى الأحداث فإنه أصبح مرتعاً ومزاراً للمواطنين واصبح شاهداً على قيادة نزعت عن نفسها ثوب المسئولية لتستبدله بإنقلاب كتب له الفشل الذريع فى مهده. وإستناداً الى المرسوم الجمهوري رقم 24 لسنة 2011 تم إعلان حالة الطوارئ بولاية النيل الازرق وعملاً بموجب أحكام المادة (11ح) من دستور السودان الانتقالي لسنة 2005م أعفي مالك عقار من منصبه كوالي لولاية النيل الازرق وتم تعيين قائد المنطقة العسكرية بالدمازين حاكماً عسكرياً عليها. وفى هذه الاثناء قام عبد الواحد محمد نور بزيارة لدولة جنوب السودان بتاريخ 4 ديسمبر 2011 وعقد عدة لقاءات مع حكومة الجنوب وقيادات الحركة الشعبية وكان من المتنظر لقاء مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وذلك فى إطار تفعيل اتفاق كادوا بين الحركة الشعبية وحركات دارفور المسلحة من خلال القيام بأعمال عسكرية بدارفور بهدف رفع الضغط عن الحلو ومالك عقار اللذان يواجهان بهزائم عسكرية متكررة فى الميدان بالولايتين. هذا ما دفع حكومة جنوب السودان بإرسال وفد من رئاسته لإنقاذ الموقف الميداني لعقار بمنطقة الكرمك وضم الوفد كل من العميد كوج والعقيد أوين وقيادات أخري قدموا من جوبا للوقوف على الوضع الميداني وتقديم الدعم، وهذا ما يظهر جلياً على مدي تعاون اللصيق بين حكومة الجنوب والتمرد الذى حدث فى المنطقتين . وبعد تدمير الجيش السوداني قوات الجيش الشعبي بمدينة سالي التى تبعد 29 كلم شمال مدينة الكرمك بعد معركة إستمرت 12 ساعة استخدم فيها الجيش كل أسلحته من دبابات ومدفعية واستولي الجيش السوداني على جزء كبير منها بعد حسم المعركة لصالحه وبسط سيطرته على مدينة سالي. وضعت حكومة جنوب السودان خطة لإنقاذ قوات عقار بعد الهزائم التى تعرضت لها مؤخراً من الجيش السوداني أدت الى تشتّتها بالمناطق الحدودية مع دولة الجنوب ودفعت جوبا باللواء جوك تايد الذى ينتمي لقوات النخبة العسكرية بالجيش الشعبي ليقوم بتحريك كتيبتين من الجنوب الى منطقة (قفة) بالنيل الأرزق لإجلاء قوات عقار وإنقاذ الجرحي الذين أصيبوا فى المعارك ليتم علاجهم بمستشفيات جنوب السودان. وتأتي هذه التحركات بعد احتجاج عقار لدي حكومة جوبا على تأخير الدعم الذى إلتزمت بتقديمه له. وبعد هزيمة عقار فى الدمازين والكرمك وسالي تمكن بصعوبة بالغة من الدخول الى مدينة جوبا مع عدد من قيادات قواته بتاريخ 14/11/2011، بعد أن قامت حكومة دولة الجنوب بإجلائهم من منطقة أعالي النيل، ودخل عقار فى إجتماعات مكثفة مع هيئة قيادة الجيش الشعبي فور وصوله الى جوبا صبّ من خلالها جام غضبه على تأخر الدعم الذى إلتزمت به جوبا لقواته فى النيل الازرق، وكانت الروح المعنوية لعقار وقواته متدنية للغاية وخاصة وأن الدعم القادم من حكومة الجنوب جاء دون توقعاته! و أقرّت جوبا بفشل متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال فى تحقيق انتصارات ميدانية على الجيش السوداني، رغم الدعم الكبير المقدم لهذه القوات من جوبا الذى جاء فى تقرير لها أنها قدمت لعقار عدد 22 دبابة تي 72 و90% من عدد الجنود الذين كانوا فى الميدان من دولة جنوب السودان وهذا الى جانب الاسلحة والعربات الذخائر وعمليات الإخلاء للجرحي والمصابين وتواترت الأنباء عن عقد إجتماع لقطاع الشمال فى جوبا لتقييم العمل الميداني والخلايا السرية وقرّروا فيه محاولة إعادة الهجوم بأىّ ثمن لضمان استمرار دعم الحكومة الجنوبية للقطاع بجانب إعادة الثقة لقيادة القطاع، خاصة بعد فشل مالك عقار فى لقاء سلفا كير ميادريت لأكثر من شهر وملاحظتهم لتنامي إتجاه دعم دولة الجنوب لحركات دارفور بجوبا على حساب قطاع الشمال بالنيل الأزرق.......يتبع