وفى المؤتمر التأسيس للجبهة الثورية في جبال النوبة وبحضور كل من مالك عقار رئيس الحركة الشعبية ورئيس حركة تحرير السودان منى اركو مناوى ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور تم في المؤتمر انتخاب مالك عقار رئيساً للجبهة الثورية وانتخاب أيضا مجلس قيادي مكون من 16عضو بينهم رؤساء التنظيمات والحركات التحررية الأربعة. وأعلنت الحركات المسلحة من داخل الاجتماع نيتها الإطاحة بالحكومة السودانية بكل ما أتيحت لها من وسائل سياسية او عسكرية وكشفت عن رغبتها أنها تريد نقل الصراع العسكري إلى الخرطوم وبقية أنحاء السودان. وسرعان ما دب الخلاف بين قادة بما يسمى تحالف الجبهة الثورية بسبب رفض عدد من القادة الميدانين استخدام قضية دارفور لتنفيذ أجندته الخاصة ، وانفجرت الخلافات في الجبهة لان هناك قادة مؤثرين في التحالف تكشف لهم أن حكومة الجنوب تستخدمهم ضد السودان إلى جانب إدراكهم لزوال زواج المصلحة بين الحركات الدارفورية والحركة الشعبية ، وهذا ما اضعف شوكت تخالف الجبهة الثورية. ويرى المراقبون ان الموقف الميداني لمكونات الجبهة الثورية والتي بدت شديدة الانزعاج جراء هزائمها المتتالية والتي ظلت تطالها من حين إلى أخر ،هذا ما جعلها تعقد اجتماعات للتشاور في أعقاب هزيمة الجيش الشعبي في منطقة هجليج النفطية بغرض وضع خطة إستراتيجية. ويقول مراقبون ان مقاتلين يتجاوز عددهم ال(5)ألاف هم من قاتلوا في السنوات الفائتة في صفوف الحركة الشعبية وهم ألان خارج حظيرة القطاع ومن ثم هم خارج نطاق الجبهة الثورية ، وان السر وراء انخراط الجيش الشعبي التابع لجمهورية السودان فى دعم متمردى النيل الأزرق هو ناتج عن انعدام مقاتلين من أبناء المنطقة وهذا هو الذى جعل مالك عقار فى ورطه حقيقية عقب تعينه زعيماً للجبهة الثورية ، فقد اكتشف بقية المنضمين تحت لواء الجبهة ان عفار هذا والحلو المسئول العسكري للجبهة لا يملكان ولو (100) مقاتل الأمر الذي سبب لهما حرجاً سياسيا بالغاً حيث لم يقبل قادة الحركات المسلحة الدارفورية المسلحة بقيادة قائد مثل عقار وهو بلا جنود وبلا مقاتلين. كيف لا وقد وصفه الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي بان عقار مجرد رئيس شكلي لا اقل ولا أكثر وانه ضيف جدا وليس لديه قاعدة يرتكز عليها. ويعتبر مالك عقار صاحب اكبر قاموس يضج بعبارات العنف وحتى عندما كان والى النيل الأزرق وينسب له العديد من عبارات العنف التي تعكس تعطشه للحرب وتفكيره الذي يقفز إلى العنف مباشرة قبل التفكير في إيجاد حلول سليمة أو منطقية لمواجهة الإحداث . ومن أشهر العبارات المنسوبة لعقار يا النجمة أو الهجمة عبارة أطلقها عندما كان في زيارة له لولاية جنوب كردفان ضمن وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال لتدشين الحملة الانتخابية لعبد العزيز الحلو ،وكان يقصد بالنجمة شعار الحركة الشعبية الانتخابي آنذاك بالعامية السودانية "ياتدونا صوتكم أو نهجم عليكم" ونذيقكم باسنا ونقهركم ونقتلكم ونحكمكم بالقوة المسلحة، ابتزاز وإرهاب وتخويف يقصد به مخاطبة موطني الولاية بأنه لا خيار لكم غير التصويت للحركة الشعبية وانه حتى لا نفتك بكم ونسيل دماءكم . والمعروف عن عقار انه يحمل كثير من الصفات السالبة تجعله ليس فيه خير للناس كيف لا وتقول ابنته انه لم يقابلها أو يتحدث معها وشقيقها سوء أربع مرات فقط خلال فترة ست سنوات وهى الفترة التي التقى فيها عقار بأبنائه للمرة الأولى في حياته، والمعروف عن عقار بأنه يحاكم التابعين له بنفسه عبر إطلاق رصاصة من مسدسه في الرأس دون أن يرتجف له جفن. وماذا بعد ؟ هل يصلح أمثال هذا الرجل ليصبح رئيسا للبلاد مسئول عن رعاية أمه كأمله؟