في صورة دراماتيكية وصلت مكتب الرئيس عمر البشير مهمتان مرتبطان بواقع الحال السوداني في آناً واحد كلاهما تحاول إيجاد تفسير لحل واقع القضية السودانية "المتأزمة".. وبصورة بعيدة عن الترتيبات المسبقة وجد الرئيس عمر البشير نفسه امام مهمتان خارج البلاد وهما الزيارة المعلنة لدولة قطر والتي وصلها عصر أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين وكان في مقدمة مستقبليه بمطار الدوحة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر . والثانية هى الدعوة المفاجئة لعقد قمة ثنائية تجمع رئيسا السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير ميارديت بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا دعا لها رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي لبحث القضايا العالقة بين الطرفين قُبيل إنتهاء مهلة مجلس الأمن في الثاني من أغسطس "غدا الخميس" واوردت وكالات رسمية ان الرئيس البشير إعتذر عن المشاركة في قمة ثنائية مع رئيس دولة جنوب السودان، اليوم الأربعاء، بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير العبيد مروح في تصريح صحفي له، أن الرئيس البشير إعتذر عن اللقاء نظراً لإرتباطاته المسبقة، والمتمثلة في الزيارة المرتب لها إلى دولة قطر والتي بدأت الثلاثاء. وأضاف مروح: الحكومة تفضل أن يأتي إنعقاد مثل هذه القمة بعد إعداد وترتيب جيد، وألا يكون القصد منها الدخول في تفاصيل المفاوضات، بل لحسم قضايا معينة حتى تنعكس نتائجها إيجاباً على الأوضاع بين البلدين، على حد تعبيره. وقال إن الجانبين أحرزا تقدما فى محادثات النفط لكنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق. وستستأنف محادثات حول الحدود المتنازع عليها اليوم. غير ان محللون سياسيون أكدوا ان الدعوة لقمة ثنائية مفاجئة تجمع البشير وسلفاكير قُبيل انتهاء مهلة مجلس الأمن بيوم تبرهن تعثر وفدي التفاوض للوصول إلى رؤية مشتركة لحل القضايا العالقة والخاصة بالمسائل الإقتصادية والامنية متمثلة في النفط والحدود بين البلدين، ونوهوا إلى ضرورة حسم التباين بين الطرفين قبل رفع الآلية الافريقية تقريرها لمجلس الأمن الذي يترتب عليه فرض عقوبات قاسية على السودان وجنوب السودان مما يزيد حدة تأزم موقف البلدين. ونقلت الأنباء أن رئيس الجمهورية سيجري مباحثات مع امير دولة قطر تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المختلفة وسير تنفيذ اتفاق الدوحة لسلام دارفور اضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك . وعقد الجانبان السوداني والقطري برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر جلسة مباحثات مشتركة مساء أمس بالديوان الأميري بالدوحة بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين من الجانبين . وتطرقت المباحثات لمسار العلاقات الثنائية بين البلدين ودفع التعاون الثنائي في المجالات المختلفة وسير تنفيذ اتفاق سلام دارفور الذي قادت دولة قطر الوساطة بشأن اقراره بجانب القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك . ووصل البشير إلى العاصمة القطرية الدوحة، رافقه وزير رئاسة الجمهورية، الفريق أول بكري حسن صالح، ووزير الدولة بالخارجية، صلاح ونسي، ووزير الموارد المائية والكهرباء، أسامة عبدالله وقال متابعون ان زيارة الرئيس إلى الدوحة قُبيل انتهاء المهلة المحددة من مجلس الامن لحل النزاع بين السودان وجنوب السودان وحسم الملفات العالقة يأتي في إطار كسب كروت جديدة من دولة قطر وإدخالها كوسيط لمنع المزيد من العقوبات والضغط على السودان، إضافة إلى إيجاد مخرج للأزمة الإقتصادية الراهنة التي تشهدها مدن السودان المختلفة مما تسببت في حركة الإحتجاجات الحالية. وتوقع خبراء ان يصدر مجلس الأمن فرض عقوبات جديدة حال عدم التوصل إلى إتفاق مباشر بين البلدين بشأن النزاع بينهما وحل المسائل العالقة. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 1/8/2012م