أبلغ مصدر سوداني مسؤول صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن "الرئيس السوداني عمر البشير لن يشارك في قمة دعي إليها من قبل الوسيط الأفريقي لتجمعه برئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت اليوم لبحث القضايا العالقة بين البلدين في أديس أبابا". وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد مروح في تصريح خاص ل"الاتحاد" أن "موعد القمة يتقاطع مع موعد سفر الرئيس إلى الدوحة اليوم للقاء أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بشأن الترتيبات الخاصة المتعلقة بإنفاذ اتفاق الدوحة لسلام دارفور"، مؤكداً أن "موعد الزيارة تم تحديدها مسبقاً". وأوضح مروح، أن "الرئيس تلقى فعلياً دعوة من رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي لعقد قمة مشتركة مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت لبحث نقاط المتعثرة في المفاوضات، إلا أن البشير اعتذر عن الحضور في الموعد المحدد، واقترح أن تكون القمة تتويجاً لنتائج المفاوضات ووضع اللمسات الأخيرة على أي اتفاق تم التوصل إليه وليس الدخول في مفاوضات تفصيلية حول القضايا محل الخلاف". وأضاف مروح أن "البلدين ما زالت أمامهما مسافات متباعدة في وجهات النظر بشأن القضايا العالقة يتعين التوصل فيها رؤية واضحة قبل انعقاد قمة رئاسية"، مشيراً إلى أن "الملف الأمني ما زال يواجه عثرات تعوق تنفيذ الاتفاق". وأكد أن "المعضلة في هذا الملف لا تتمثل في التوقيع على اتفاق أمني جديد، بل في تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه". وأشار الى أن "العقبة التي تقف الآن أمام المفاوضين تتمثل في الخلاف حول المنطقة التي تسمى "الميل 14" الواقعة على بحر العرب، إلى جانب فك ارتباط الجيش الشعبي الجنوبي بالفرقتين العسكريتين التاسعة والعاشرة الموجودتين في الأراضي السودانية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق واللتين تقاتلان إلى جانب مقاتلين سودانيين في المنطقتين"، مشيراً إلى أن "جوبا ما زالت تظهر تعنتاً في هذا الجانب". وفيما يتعلق بالتفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، أكد مروح أن "موقف بلاده لم يتغير بشأن قطاع الشمال، ولن تقبل بتحوله إلى حزب سياسي ما لم يتم فك الارتباط بالفرقتين العسكريتين، وفك ارتباطها بالحركة الأم في جوبا وإعادة ترتيبه كحزب سياسي غير مسلح"، لافتا الى أن "حكومة الخرطوم قبلت التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة بموجب التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى حل الأزمة سلمياً". ولم يستبعد المتحدث باسم الخارجية السودانية التوصل إلى حل بشأن قضية تصدير النفط، معتبرا أن "المطلوب الآن من جوبا أن ترفع سقف السعر، وأن تخفض الخرطوم سقف رسومها لتجاوز هذه القضية"، مؤكداً أن "بلاده تتفاوض بعقل مفتوح في هذا الشأن". وكشف مروح في تصريحاته ل"الاتحاد" أن "اجتماعاً بشأن أبيي مقرراً له يوم بعد غد الخميس سيبحث المعايير التي تحدد من يحق لهم التصويت في الاستفتاء على تقرير مصير المنطقة"، موضحا أن "لا خيار أمام جوبا سوى القبول بتصويت قبيلة المسيرية "العربية"، وبعد ذلك يتم تحديد من يصوت من هذه القبيلة، وفق معايير موضوعية تحدد الناخبين، وفقاً لفترة وجودهم في المنطقة والتي ربما يتم حسمها في اجتماع الخميس أو اجتماعات لاحقة". وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية في أديس أبابا بين وفدي السودان وجنوب السودان، أشار الى أن "الجانبين سيبدآن اليوم التفاوض بشأن قضايا الحدود بين البلدين، وسيجتمع خبراء من الاتحاد الأفريقي باللجنة المشتركة من البلدين والمختصة بالحدود للاستماع إلى وجهات نظر الطرفين فيما يتعلق بالمناطق الخمسة محل الخلاف"، متوقعا أن "تحتاج عملية التفاوض إلى مزيد من الوقت لحسم النزاع في الحدود".