من الأسباب الرئيسية لتوتر العلاقات بين السودان ودولة الجنوب وتطور الأمر الي مواجهات عسكرية هو.. إنكار قادة دولة الجنوب للحقائق الماثلة أمام أي مراقب.. وتكذيب المعلومات الموثقة التي لا تحتاج لشهادة من أحد.. سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب ظل ينفي وجود حركات دارفور المتمردة داخل أراضي بلاده.. بل ويقدم لها الدعم المباشر.. خصوصاً في المواجهات في منطقة (أبيض) والهجوم الأول والثاني علي هجليج في أوائل مارس وأبريل الماضيين حيث شاركت فيه حركة العدل والمساواة .. وظل سلفاكير ينفي الدعم كل ما سأله الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن طبيعة الدعم.. حتي أعترف له بذلك في خطاب بعثه مطلع هذا الأسبوع الي أوباما.. قال فيه (كنت أنكر ذلك لأن المستشارين كانوا يجلسون بجواري في المكتب) الحكاية ما لعب يا سلفا.. ويبدو من حديثه أنه تعرض لضغوط من هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء زيارتها لجوبا الجمعة الماضية التي طلبت منه تقديم تنازلات بشأن النفط والكف عن دعم الحركات المتمردة حتي يتحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي في دولة الجنوب.. وهو مسعى أعلنه مبعوث باراك أوباما ووزيرة الخارجية أكثر من مناسبة.. لذلك مارست كلنتون الضغط علي سلفا حتي قبل بمقترح الوساطة الأفريقية برئاسة أمبيكي حول النفط.. وهو إتفاق بالطبع لم يكن مرضياً لمستشاري سلفا وعدد من أعضاء وفده لمفاوضات أديس أبابا حيث وجه باقان أموم رئيس الوفد موقف الدول الغربية والإدارة الأمريكية وأتهمها بالضغط والتحامل علي بلاده دون السودان.. وهو حديث يكذبه الواقع.. لأن حكومات تلك الدول ومن بينها الإدارة الأمريكية الحالية قد استجابت لطلب تقدم به باقان خلال زيارته إلي واشنطون قبل الانفصال بنحو عام دعا فيه إلي رفع الحظر عن الجنوب وإبقائه علي الشمال.. وقد استجابت الإدارة الأمريكية لطلبه.. ولكن بدلاً من استثمار القرار واستيراد آليات ومعدات لتنمية الجنوب قامت الحركة الشعبية باستيراد الأسلحة والمعدات الحربية.. وهي ذات الأسلحة التي تدعم بها الحركات المسلحة.. إذاً لا شئ يمكن إنكاره أو إخفاءه من الإدارة الامريكية لأن لديها مستشارين وعملاء داخل حكومة جوبا.. بل أن الأمريكان لا يترددون في كشف الأسرار بهدف (حرق) الرؤساء.. كما يفعلون الآن في العراق وباكستان واليمن. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 8/8/2012م