أظهر رئيس وفد السودان للتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، كمال عبيد، يأساً من تحقيق أي تقدم ملحوظ في جولة المفاوضات المقبلة، وقال إن قطاع الشمال لا يمتلك إرادة قوية لفك الارتباط مع جنوب السودان. وحسب عبيد الذي كان يتحدث لبرنامج بيث من خلال الإذاعة السودانية،فإن التوصل إلى تسوية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال يتطلب أولاً معالجة الجوانب الأمنية بفك ارتباطها سياسياً وعسكرياً بدولة جنوب السودان. ويطالب السودان بفك ارتباط الجنوب مع الفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث دارت معارك بين الحكومة السودانية ومتمردي قطاع الشمال. وقال عبيد إن الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال، ياسر عرمان، غير مرحب به في جولات التفاوض إذا لم يغيّر مواقفه المتعنتة التي توتر الأجواء، وزاد: "الحكومة السودانية لديها تجارب قوية مع الشعب السوداني الذي يرفض تكرار تجربة نيفاشا والشراكة غير المرغوبة مع أشخاص فشلوا في إثبات حسن النوايا" وقال عبيد إن ورقة قطاع الشمال التي تسلمتها الوساطة تتكون من خمس صفحات تتحدث عن قضايا دارفور وشرق السودان والسدود وشمال كردفان ومشروع الجزيرة، بينما أوردت قضية المنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق" في سطرين فقط، تطالب فيهما باستكمال اتفاق نافع- عقار في يوليو 2011، بجانب إيراد نص عن تحقيق الوحدة بين السودان وجنوب السودان وفق أسس جديدة. ونفى عبيد وجود ورقة سرية من جانب قطاع الشمال للتفاوض حولها، وقال إن تحركات الوفد الحكومي دحضت الشائعات التي تحدثت عن وجود ورقة سرية وأخمدت أصوات قطاع الشمال واتهم القطاع بالسعي لإعادة الفترة الانتقالية وتكرار تجربة اتفاقية نيفاشا. وقال إن الوفد الحكومي نقل للوساطة عدم التطرق لاتفاقية تمهد لفترة انتقالية ثانية لأنها تعرقل العملية الديمقراطية التي كسبتها الدولة السودانية من اتفاقية السلام الشامل.