تصاعدت المواجهات بشدة في الساعات الأخيرة بين قوات الجيش المصري المدعومة بقوات من الشرطة و«العناصر الجهادية» المسلحة في سيناء، وهو ما يعد تحولا فجائيا للمرة الأولى منذ بدء عملية «نسر» التي أعقبت مقتل 17 جنديا على الحدود، خصوصا بعدما هاجم مسلحون، ليل أول من أمس، رتلا من المدرعات وقوات الأمن القتالية أثناء توجهها لتوقيف أحد العناصر المطلوبة جنوب الشيخ زويد ويدعى «أ ع ج» ويعمل مدرسا في التربية والتعليم وسبق اعتقاله بعد أحداث طابا العام 2004. وذكر شهود ل «الراي»، إنه «عقب مداهمة القوة المشتركة من الجيش والشرطة لمنزل المدرس باغتت سيارتين دفع رباعي مدرعات قوات الأمن بقذائف آر. بي. جي ووابل من الرصاص متعدد الأعيرة، ما دفعها إلى الانسحاب سريعا في اتجاه مدينة الشيخ زويد». وذكرت مصادر أمنية، أن «هذا الهجوم سيعدل من أسلوب التعامل، ولهذا تم رصد أكثر من 40 بؤرة في سيناء جار عمل التحريات اللازمة لمداهمتها بحملة أمنية كبرى، كما شهدت محطة كهرباء منطقة الوحشي بمدينة الشيخ زويد عمليات إطلاق نيران من مسلحين لمحاولة تفجير المحطة، إلا أن القوة الأمنية المسؤولة عن تأمينها تبادلت إطلاق النيران حتى هاجمتهم قوات الجيش والشرطة التي تقوم بتمشيط المنطقة، ما أدى إلى فرارهم بسيارات الدفع الرباعي التي كانوا يستقلونها». وقالت المصادر إن «هذه المواجهات أسفرت عن إصابة 2 من المسلحين، ولكن لم يتم توقيفهما»، لافتة إلى أن «محطة الكهرباء التي حاول المجهولون تفجيرها هي أكبر محطة كهرباء في العريش، التي تمد منطقتي رفح وغزة»، نافية قيام المجهولين باختطاف 2 من الموظفين داخل شركة كهرباء الشيخ زويد. وكشفت مصادر أمنية ميدانية عن الحصول على معلومات مهمة في اعترافات الموقوفين، قد تساعد على إنهاء العملية مبكرا. في سياق مواز، أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن «القوات المسلحة دفعت بعدد من الطائرات لتأمين الخط الملاحي لقناة السويس ومنع أي محاولة من العناصر المسلحة الاقتراب منه». وأوضح أن «الممر الملاحي والسفن العابرة به قد تعرض لطلقات نارية بعيدة من قبل مسلحين من دون وقوع أي إصابات بعدما تمكن رجال الجيش من السيطرة على الموقف ومطاردة المسلحين ولعدة مرات في الفترة الأخيرة، ولكن جميعها فشل». وشدد على أن «سيناء تشهد حربا حقيقية بين قوات الجيش والمسلحين»، مؤكدا أنه «لم يكن يتوقع أبدا حجم التسليح الذي تمتلكه عناصر البؤر الإجرامية ونوعية الأسلحة التي يمتلكونها وهي متطورة». مضيفا إن «الجماعات المسلحة في سيناء تحاول بكل الطرق تشتيت انتباه القوات من خلال ضرب الأكمنة البعيدة، علاوة على محاولاتهم التحرش بالأسلحة النارية ضد السفن العابرة في قناة السويس، وهو ما حدث نحو 5 مرات منذ اندلاع عملية نسر في سيناء، إلا أن رجال الجيش نجحوا في كل مرة في مطاردة هذه العناصر داخل الجبال القريبة من المجرى الملاحي للقناة». وأخلت نيابة العريش سبيل 5 عناصر جهادية اتهموا بحرق وإتلاق قسم شرطة الشيخ زويد أثناء ثورة 25 يناير، لأن التحريات غير كافية، حيث استعان المتهمون ب 3 شهود نفي أكدوا عدم اشتراكهم في أعمال العنف. وطالب مجلس الشورى في جلسته، ليل أول من أمس، «بوضع خطط عاجلة لعلاج الوضع المتردي في سيناء، الذي بدوره ينعكس على السياحة». المصدر: الرأى العام الكويتية 16/8/2012م