جاءت تصريحات رئيس وفد التفاوض الحكومي حول المنطقتين بأديس أبابا الدكتور كمال عبيد تحمل في طياتها عدة تساؤلات ولكنها مشوبة بالتفاؤل هذه المرة عكس تصريحاته السابقة فقد رجح الرجل التوصل الي نتائج حاسمة في هذه الجولة وتعهد عبيد أن تكون موجهات التفاوض هي رغبة وأراء وأفكار أصحاب المصلحة والمعنيين بالقضايا من المنطقتين إلا إن رئيس الوفد أكد علي أن وفده متمسك بضرورة أن تتماشي المسارات الثلاثة معاً "السياسية والإنسانية والأمنية" وزاد عبيد نحن حريصون علي فك الارتباط السياسي والعسكري للحركة مع دولة الجنوب وأكد عبيد أن وفده قد أضيفت إليه شخصيات تمثل مكونات مهمة في مجتمع ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ولكن دعونا نتعرف علي من يمثلون أصحاب المصلحة ضمن وفد التفاوض الحكومي الذي غادر الخرطوم فجر أمس وقد كشفت مصادر ل( الصحافة) أن الوفد ضم كلاً من اللواء دانيال كودي رئيس الحركة الشعبية جناح السلام ومن المعروف أن كودي ظل ثابتاً في كافة مفاوضات الحكومة مع التمرد ولكن هذه المرة في صف الحكومة عكس الماضي وباكوتالي رئيس الحزب القومي المتحد ويجد هذا الحزب تأييداً قوياً من قبل بعض أبناء جبال النوبة بالخارج ومنير شيخ الدين رئيس الحزب القومي الديمقراطي وله من العضوية من ولايات السودان المختلفة فضلاً عن قاعدته في جبال النوبة وهو احد اذرع الحزب القومي الذي انشق لأربعة أحزاب عقب وفاة الأب فيليب عباس غبوش ثم سراج علي حامد رئيس الحزب القومي للسلام والتنمية وكان وزيراً للحركة الشعبية ولكن هل فعلاً تمثل هذه الشخصيات أصحاب المصلحة؟ يقول الأمير حمد النيل الفكي أمير قبيلة الوطاويط بالنيل الأزرق نحن أصحاب المصلحة ولم يستشرنا شخص ورأينا بأنه لابد التفاوض مع عقار وإخوانه لأنهم أبناء الولاية هذا فيما انتقدت مجموعة مجلس التحرير القومي للحركة الشعبية التفاوض مع عرمان وعقار والحلو وقالت أنهم مكلفون فقط بالإعداد لقيام المؤتمر العام، ويقول عمر أبو روف عضو المجلس والناطق المتحدث باسم الجماعة إذا كان الثلاثي يتحدثون عن "قطاع الشمال" حسب دستور الحركة الشعبية 2008 "جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي" ضمن مجموعة الجنوب وليست مجموعة "13" ولاية في الشمال ويبين أبو روف ان ما يسمي بقطاع الشمال لا وجود له ويؤكد بأن مجلس التحرير القومي هو صاحب الحق الشرعي لإرث الحركة الشعبية لتحرير السودان. ولكن هل فعلاً وعت الحكومة الدرس كما ظلت تردد؟ وهل الحكومة نفسها جادة في إيجاد حل لمشكلة المنطقتين؟ أيدت قيادات سياسية تشدد كمال عبيد بضرورة التوصل لعملية وقف لإطلاق النار شامل "مبني علي أسس منطقية " فيما عاد عبيد قائلاً أن من أصعب التحديات التي واجهت كل اتفاقيات السلام كانت عملية وقف إطلاق النار لان العملية نفسها بنيت علي أسس غير منطقية إلا أن عبيد قطع بعدم التنازل عن أي حق للشعب السوداني لصالح أي طرف وزاد " لا مجال لمن يريد الحرب والمتاجرة بها من اجل مصلحة شخصية أو أجندة غربية". المؤتمر الوطني أكد ان هنالك عدة شروط للتفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية بدءاً بتغيير اسمه بجانب وضع السلاح والالتزام بوقف إطلاق النار والاستجابة لمطالب أهل ومشايخ منطقتي جنوب كردفان أحمد محمد هارون يقول ل" الصحافة" في حوار مطول ينشر لاحقاً ان الوفد مأخوذ بطابعه المركزي وان شمل نفراً من أبناء المنطقتين ويؤكد بأن القضية الجوهرية والمحورية هي إطار ومضمون العملية التفاوضية وهي قضايا الحرب في المنطقتين وليس مهما المسمي بل المطلوب هو الحوار مع المتمردين وحملة السلاح بالمنطقتين حول الحرب بالمنطقتين وليس من يمثلها، وتابع: فأن أوكلوا محامياً للدفاع نيابة عنهم لا أري ضيراً في ذلك إلا أن هارون يشدد بالا اعتبار لجهات أو كيانات أخري من جهات أخري لم يسمها لتأتي لتتفاوض باسم المنطقتين أو إضافة لقضاياهما ويوضح هارون بأن الحكومة ليست لديها مشكلة مع الآلية الأفريقية وان المرحلة الحالية تتطلب أن يكون التفاوض غير مباشر وعبر الآلية الإفريقية إلا انه استدرك قائلاً: لابد من التفاوض "المباشر" مع المتمردين او الذين يحملون السلاح من أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق في مرحلة من المراحل مستدلاً بتجربة مفاوضات نيفاشا والمفاوضات بين الدولتين التي تجري الآن في أديس أبابا. نقلا عن صحيفة الصحافة 5/9/22012