لا زال الإضراب يسيطر علي موقف المؤتمر الوطني في التفاوض لحل مشكلتي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي الوقت الذي اقر فيه المكتب القيادي للحزب التفاوض لحل قضية المنطقتين ومضي وفده المفاوض بقيادة الدكتور كمال عبيد للتفاوض منطلقاً من تلك الرؤية هاهو السيد أحمد هارون يفاجئ الجميع ويقول أن التفاوض سيكون مع قطاع الشمال لاحقاً. وقطاع الشمال في نظر هارون هما الحلو وعقار أو أي محام ينتدبوه مع أن الحقيقة ليست ذلك فهذا القطاع يريد أن يرث كل أوهام الحركة الشعبية التي كانت شريكاً في الحكم في السودان قبل أن يضحي السودان بقبول إجراء الاستفتاء وقبول نتيجته حتي قبل أن ترسيم الحدود ويفك الارتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين التاسعة والعاشرة. نعم أخي هارون قطاع الشمال ليس الحلو ولا عقار فهؤلاء رغم خونهما للأمانة وتمردهما علي سلطان الدولة يمكن التفاوض معها ولكن هل يمكن لحزب واع أن يقبل التفاوض مع كيان فضفاض يريد أن يعود من جديد علي أكتاف أوهام التهميش كما يظن ياسر عرمان ووليد حامد. من حق ياسر عرمان أن يذهب لمسجل الأحزاب لتسجيل حزب وفق شروط التسجيل التي يحددها قانون تسجيل الأحزاب ولكن ليس من حقه أن يجلس ليتفاوض باسم أقاليم وولايات لن تنل من تدخلاته سوي طول أمد الحرب والتهميش. ما لذي كسبته ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق من الحرب الأخيرة سوي تعطيل التنمية وقتل وتشريد عشرات الآلاف.الحكمة تقتضي أن يمضي وفد التفاوض لحل قضية المنطقتين في التفاوض مباشرة مع الحلو وعقار وان لا يجلس الوفد للتفاوض مع ياسر عرمان أو أي من المتعلقين بقضية المنطقتين. أي محاولة للترويج لمصطلح قطاع الشمال فيه تجاوز لتفويض الحوار وتجني علي حق المؤسسات التي أنشئت من اجل تنظيم العمل السياسي في البلاد لا تضعفوا المؤسسات وأعطوها فرصة للنظر في تسجيل كل من تتوفر لديه شروط ممارسة العمل السياسي. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية م9/9/2012