شكلت منطقة (الميل 14) الحدودية المتنازع عليها بين دولتي السودان والجنوب عقبة تعقد مسرة المفاوضات في القضايا العالقة الجارية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد أن رفضت الخرطوم مقترح الوساطة الأفريقية بضم المنطقة إلي الجنوب. وابلغ الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي، وفد دولة جنوب السودان رسمياً بفشله في إقناع الخرطوم بقبول الخارطة الأفريقية. وقال امبيكي حسب صحيفة (الرياض) أمس، إنه وصل لطريق مسدود ويتجه لإحالة الملف لمجلس الأمن الدولي، فيما دفع وفد السودان المفاوض بمقترح لتجاوز الخلافات حول خارطة الوسيط الأفريقي الخاصة بالحدود اشترط فيه الموافقة علي إدخال (الميل 14) ضمن خريطة الاتحاد الأفريقي بسحب الجيش الشعبي منها، وتتبيع إدارتها للسودان، لكن وفد جنوب السودان سارع برفض المقترح ووصفه بالتعجيزي، ومن ناحيته، قال الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في أديس عضو الوفد الحكومي المفاوض حسب (الإذاعة السودانية) أمس، إنه تم التوصل لحلول في بقية الملفات عدا الخارطة المقترحة و (الميل 14). وأوضح أن الوساطة قدمت مقترحات جديدة للوفدين للتداول بشأنها، وأعتبر سر الختم أن التفاوض تم في جميع الملفات خارطة البرنامج المعلنة من الوساطة سوي الملف الأمني، ونفي الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الأعلام عن حضور نائبي الرئيس في السودان وجنوب السودان إلي أي من مراح التفاوض بالعاصمة الأثيوبية. وأكد سر الختم أن المعلن هو القمة المرتقبة بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير في الفترة بين 18 – 22 سبتمبر الحالي موعد انتهاء الجولة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي (2046). وأشار السفير إلي أن المباحثات التي جرت خلال اليومين الماضيين كانت تتم بين وزيري الدفاع في البلدين، فيما ظلت وفود النيل الأزرق وجنوب كردفان تتبادل المذكرات والاجتماعات بينهما والآلية الأفريقية رفيعة المستوي دون حوارات مباشرة بين الجانبين. من جهته لم يستبعد السفير كاونك مايير نائب رئيس بعثة دولة الجنوببالخرطوم، لجوء الوساطة ارفع المناطق الخمس المختلف حولها إلي محكمة التحكيم الدولية للفصل بشأنها حال فشل المفاوضات في الوصول إلي حل نهائي حولها. وقال كاونك ل(الرأي العام) أمس، إن إصرار الجانب السوداني علي عدم ضم منطقة (الميل 14) للمنطقة منزوعة السلاح أدي إلي فشل حدوث اختراق في الملف، وأضاف أن وزيري الدفاع في البلدين عادا إلي عاصمتي بلديهما لاستكمال المشاورات مع القيادات حول العقبات، وقال إنه وعلي الرغم من اتفاق الطرفين علي ملف النفط، إلا أن عدم التوصل إلي اتفاق حول المنطقة منزوعة السلاح سيحول دون حدوث اختراق في ملف الحدود وبالتالي التنفيذ العملي لاتفاق النفط، ورأي أنه من المستبعد أن تفلح قمة الرئيسين المرتقبة في تحقيق توافق حول الملف، وأضاف: إذا لم يتمكن أكثر من (20) مسؤولاً من إحداث توافق أو اختراق في الملف فلن يستطيع اثنان. وفي الإثناء قال د. كمال عبيد رئيس وفد التفاوض الحكومي حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان إن مغادرة وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال لا تعني شيئاً لأنه لم يكن هنالك حوار مباشر بين الطرفين، وأضاف أن وفد الحكومة جاء مبكراً وفي الوقت المحدد وانخراط في اجتماعات مع الوساطة الأفريقية. وأوضحت (الشروق) أمس، أن المحادثات تسير وفق الجدول الموضوع لها بصورة عامة بالرغم من عدم جدولة وإعلان الاجتماعات للطرفين، وأكدت أن المفاوضات في ملف النفط تسير بصورة جيدة للمراقبين وأعضاء الوفدين كافة، لاستكمال ما تم الاتفاق عليه بشأن النفط في الجولة السابقة. من جهته، اتهم ياسر عرمان القيادي بالحركة الوفد الحكومي بعدم الجدية حول مسألة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في المنطقتين، الأمر الذي دفع وفد قطاع الشمال إلي مغادرة مقر التفاوض، وأشاد عرمان حسب (الشروق) أمس إلي أن القطاع أبقي في مقر المفاوضات من يمثله حال استدعي الأمر، وقال عرمان إن مغادرتهم ليست انهياراً للمفاوضات ولكنها عثرة أخري لها. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 11/9/2012م