بعد ما قضينا الليلة الأولي من زيارتنا لمدينة كادقلي والتي شهدنا خلال 24 ساعة الماضية أحداث دامية دارت ما بين المجموعات المسلحة والقوات الحكومية حيث راح ضحيتها في وقتها ما يقارب ما بين 5الي 7 شهداء بالإضافة لتعرض عدد كبير لإصابات بالغة تجاوز 22 جريحاً هكذا جاءت تفاصيل اليوم الأول والذي زامن مع فعالية الجلسة الافتتاحية لملتقي كادقلي التشاوري حول قضايا السلام اليوم الذي تلاه كانت أولي خطوات استكمال الرحلة هي الوقوف علي مجمل الخسائر واستطلاع بعض المصابين الذين تعرضوا لعمليات القصف. تفاصيل ما حدث: هي احدي مدارس مرحلة الأساس بمحلية كادقلي وحسب ما أدلي شهود عيان أن المدرسة قد تعرضت لقصف من قبل المجموعة المسلحة في تمام الساعة 12 ظهراً من صبيحة يوم الاثنين الأمر الذي أدي بدوره الي وفاة امرأة في مطلع السبعينيات بالإضافة الي إصابة طالب من ذات المدرسة ومعلمة نتيجة إصابتهما ببقايا عبوة ناسفة تم إلقاؤها عند باحة المدرسة ما استدعي الي نقلهم لمستشفي مدينة كادقلي لتلقي العلاج بدورها باشر مستشفي كادقلي في إسعاف المصابين والقيام بالإجراءات اللازمة التي من شانها ان تنقذ حياة هؤلاء الاناس فقد أوضح لنا المدير الطبي للمستشفي جودة صلاح أن مستشفي كادقلي قد تلقي علي مدار ثلاث دفعات مجموعة من المصابين منهم الأطفال والنساء والبالغ عددهم حتي تاريخ اللحظة 21 جريحاً بعدما توفي 4 منهم وهم في طريقهم لذات المستشفي قائلاً أن طفلا يبلغ من العمر ثلاث سنوات توفي عند مطلع صباح يوم أمس حيث باءت جميع المحاولات لإنقاذ حياته ويدعي حسن كوكو والآن هناك 8 حالات أخري شبه خطيرة موجودة في قسم العناية المكثفة بالمستشفي في الوقت الذي أكد فيه جودة توفر جميع المستلزمات الطبية بمستشفي كادقلي لفترة تتجاوز الشهر المشهد الذي وقفنا عليه هو تحطم منزل السيد عكاشة سيد أحمد مدير عام هيئة إذاعة ولاية جنوب كردفان نتيجة لسقوط قاذفة من طراز (الهاون) علي المنزل مما أدي الي تحطم جدران المنزل الذي كان وقتها يسكن فيه احد زملائه العاملين بالإذاعة ويسمي نزار ما تتطلب لنقله للمستشفي العسكري نتيجة نزيف داخلي أصيب به أثناء وقوع القذيفة. إيقاع الحياة: إيقاع الحياة في مدينة كادقلي سار من بعدها بشكل طبيعي برغم من سريان الإحساس العام جراء ما حدث وفقدان المدينة لمجوعة من الأطفال والنساء علي اثر صراع سياسي كذالك ترديد أبناء الولاية لمقولة (الدانة ولا الاهانة) وهو ما يشير لعدم رغبتهم في الخروج من مناطقهم رغم تعرضهم ومشاهدتهم للموت بأم أعينهم وهو ما قالته احدي بائعات الأطعمة المتجولة في سوق مدينة كادقلي ان مواطن هذه المدينة قد تعود علي مثل هذه الأجواء وطرد الخوف من قلبه. الطائرة ميج: لا تكاد تمضي دقائق وإلا ونحن نستمع الي تحليق طائرات الميج الحربية فوق رؤوسنا وعندما تساءلنا عن سبب تواجد مثل هذه الطائرات أجابنا البعض أن الهدف من هذا التحليق هو القيام بعملية تمشيط لمواقع تلك المجموعات الحاملة للسلاح وهي تنطلق من القواعد الحربية الموجودة في كل من مدينتي كنانة بالنيل الأبيض ومدينة الأبيض بشمال كردفان أيضاًُ قد لا يخلو الأمر إن اقتضت ظروف الحرب تنفيذ هجوم علي هذه المجموعات بغرض تشتيت مواقعها وجهودها في وقت واحد. ورد علي لسانهم: وفي أفادت خص بها بعض السياسيين علي هامش ملتقي سلام كادقلي (للوفاق) تجد ان العمدة زكريا أتيم احد أبناء دينكا نقوك ببلدة أبيي رفض مبدأ عملية الإقدام علي تقسيم أبيي قائلاً كيف سيحدث ذلك التقسيم والمنطقة الجغرافية معروفة فهناك بحر بالإضافة الي أراضي ومراعي مشتركة تربط ما بين أبناء المسيرية والدينكا محذراً من الخطوة التي أكد أنها لو نفذت ستجلب العديد من المتاعب والمشكلات للبلاد الدكتور حسين حمدي نائب رئيس لجنة التفاوض لصالح المنطقتين أوضح ان مشاركة اللجنة من خلال فعاليات ملتقي كادقلي التشاور لقضايا السلام تجئ بغرض الاستماع لرؤية أصحاب المصلحة الحقيقيين من ولاية جنوب كردفان الأمر الذي يسهم في جولات التفاوض كاشفاً انها من المتوقع ان تنطلق خلال الأسبوعين القادمين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ممثل الآلية الشبابية للحل السلمي لولاية جنوب كردفان جزم بأن الحل السلمي لقضية جنوب كردفان عن طريق ادارة الحوار مطلوبة وفق مقتضيات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتي قد تضيف لمنهج التفاوض نتيجة لهذه الحوار ومستخلص ما قد يخرج به هذا الملتقي للتقريب ما بين وجهات النظر لأبناء الولاية. نقلا عن صحيفة الوفاق 10/10/2012