تقول صفحات التاريخ السياسي أن كمال عمر المحامي، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، لم يكن يوما من الأيام من عضوية الحركة الإسلامية أومن قواها الحيّة وتربى في صفوفها ولو يشرب الرجل من معينها الصافي... لكن الرجل ومع كل ذلك أتى بموبقات سياسية وتسلُّق مثل أي نبات طفيلي أسوار المؤتمر الشعبي وتعلّق على أوهى حبال الساحة السياسية من رجليه كالخفاش يرى كل شيء في الدنيا مقلوباً رأساً على عقب على هيئة تدلي الوطواط السياسي النزق ...!والرجل لم يترب في يوم من الأيام، في حلقات أسر الحركة الإسلامية المعروفة وولم تشهده مكاتبها وأماناتها منخرطاً في اعمال تنظيمية ولم يعش الرجل أيام محنتها وكربها ولم يعاصر كذلك الدعوة وتحدياتها في مراحلها التاريخية المختلفة ولا يحفظ له سهم أوسبق فيها... بعد مفاصلة الاسلاميين الشهيرة في الرابع من رمضان عام 1999م وجد كمال عمر المؤتمر الشعبي سياجاً من عيدان القطيعة والغبينة السياسية، فتسلّق مثل شجرة اللبلاب أو قلْ الجهنمية الشهيرة عندنا بأزهارها « الحمراء» الفاقعة، ومثلما لم تحفظ له صفحات التاريخ السياسي حظا من الكسب فإن صفحات التنظيم الإسلامي تقول أن الرجل ليس عضواً في الحركة الإسلامية ولا تعرفه الأجيال المختلفة من الإسلاميين حتى مجايليه في الجامعات والمدارس والسكن، فإنه كذلك محامٍ بلا رصيد من نجاح، ظل محامياً مخفقاً معطوب النجاحات، ففكر ودبر ثم عبس وبسر، فوجد منصة المؤتمر الشعبي ليدخل عرصات العمل السياسي عندما فشل في مهنته الأصيلة، لذا تراه يخبط خبط عشواء ويلقي رحاله حيث ألقت رحلها أم قشعم كما تقول العرب.ومن يعرفونه يعرفون حقده على كل شيء إسلامي، فهو ليس إسلامياً، مغرم حتى الثمالة باليسار الأمريكي وخاصة يساريي الحركة الشعبية وحركات دارفور المسلحة والبقية الباقية من شظايا الأحزاب اليسارية البائدة، والذين يعرفونه يعرفون غرامه بالأجنبي وحبِّه الجم للقاءات السفارات ولهاثه وراء بعض الدبلوماسيين الأجانب خاصة من بلاد العم سام ..!! وتشهد كل مواقف الرجل وتصريحاته الأخيرة على أنه لا يمت بصلة للشعبي الذي انبثق عن الوطني بفعل المفاصلة الشهيرة، حيث قال الشيخ الترابي وقتها: إنما يحج إلى المنشية من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.. فالرجل جعل من الحزب «مسخرة» ويظهره بخلاف «القناع» الذي «سحر» أعيُن الناس ردحاً من الزمن، وخير دليل عل ذلك هو وحين مشاركة نائب الأمين العام للحزب الأُستاذ عبد الله حسن أحمد في المؤتمر التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي، قبل اشهر ، قال الاستاذ عبد الله حسن بملء الفم: إن الدستور الإسلامي جاء في توقيت مفصلي ليكون الدستور الدائم للبلاد دستوراً إسلامياً، ويجب المحافظة عليه... لكن كمال عمر ذهب مهرولاً إلى تحالف قوى المعارضة التى أوجست خيفة من عودة أخوان الأمس إلى التصافي مبرراً هذا الموقف: إن الحزب استوضح نائب الأمين العام حول مشاركته في المؤتمر وتصريحاته المؤيدة للدستور الإسلامي، وإن الأخير أكد أن مشاركته جاءت بصفته الشخصية وليست الحزبية، وأنهم في الحزب سوف يصدرون بياناً صحفياً يوضح موقفهم من مشاركة نائب الأمين العام للحزب في المؤتمر والتي جاءت بصفته الشخصية. لكن الخيبة الكبيرة لم تكن في هذا الموقف الغريب، بل كانت في عدم اقتناع تحالف قوى الإجماع الوطني بتبريرات كمال عمر، واعتبار أن ذلك يأتي في إطار المراوغة التي ظلت ديدن الحزب في القضايا المطروحة من قبل التحالف. ودوما ما يمثل ما نطق به «كمال عمر» رؤية اختزالية «مسطحة» حد الجهل لكل يستدعي تاريخ الحركة الإسلامية والتحولات التي مرت بها والشخصيات والرموز المنضوين تحت لواء هذا التيار الفكري العريض وإن بدا هذا المشروع «عناصره» و«عضويته» موزعة على التيارات السياسية غير أنه تظل الحركة الإسلامية مشروعاً فكرياً معقداً بعض الشيء في تكوينه وحيثياته بلغة أهل القانون لذا يصعب على شخص يدعي أنه الأصل فيه. وكمال عمر الذي خرج فجأة بعد المفاصلة الأخيرة للحركة الإسلامية وقبلها لم نسمع به ولم نعرف عنه شيئاً ومواقف أمثاله تمثل أزمة حقيقية في مسيرة الحركة الإسلامية وما يجري من حوار هو نتاج طبيعي لإفساح المجال لمثل هذا الرجل للحديث عن هذا المشروع الذي هو أبعد ما يكون عن هوية وسلوك الحركة الإسلامية التي هي محيط جغرافي وفكري أكبر وأوسع من أن يحيط به ويسيطر عليه شخص أو فرد.. عموماً فإن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر ظل يشكل حضوراً دائماً في وسائط الإعلام يدافع عن اضطراب وخطل حزبه السياسي وهو موقف بتطلبه الوفاء لوظيفته السياسية كما أن صياحه في أحايين كثيرة هو لا يعدو أن يكون «نباح سياسي» لإشعار الناس بكونه موجودًا لكن «كمال عمر» في حوار سابق خرج علينا وهو يشترط لمن يريد الحركة الإسلامية الحقيقية أن يأتي إليهم في المؤتمر الشعبي!! ويمضي كمال عمر ويقول: «نحن نمثل المد والكسب والأصل في الحركة الإسلامية ولن نقبل أن يدعونا المؤتمر الوطني عبر ما يسمى بالكيان الخاص لنكون جزءاً منها فنحن الأصل الذي يؤسس للحركة الإسلامية ومن يريد الحركة الإسلامية الحقيقية فليأت إلينا فإن الحركة الإسلامية بكل كسبها ومكوناتها موجودة في المؤتمر الشعبي.