تضارب المعلومات وتعدد التحليلات حول الجهة التي أقلعت منها الطائرات الإسرائيلية التي قصفت مصنع اليرموك نهاية الشهر الماضي هل كان مقصوداً لذاته أم ان ضعف أجهزة الإعلام الإقليمية والدولية هو الذي خلق هذا التشويش. القراءة المتأنية لما ورد حتي الآن من معلومات تؤكد ان هذا التضارب مقصود لذاته خاصة وان معظم الوكالات والصحف اعتمدت علي مصادر إسرائيلية وابرز هذه المصادر صحيفة يديعوت احرنوت والتي قالت إن كينيا قدمت الدعم اللوجستي للطائرات الإسرائيلية. بينما قالت مواقع أخري إن الطائرات تحركت من جزيرة دهلك بارتريا وجزيرتي حالب وفاطمة اللتان تقعان في الجزء الغربي من البحر الأحمر وتستأجرهما إسرائيل من ارتريا منذ العام 1995م. وقالت ذات المواقع إن جزءاً من هذه الطائرات تحرك من جزر سنتيان المواجهة لباب المندب وجزر جبل الطير الأثيوبية التي تسلمتها إسرائيل من الولاياتالمتحدةالامريكية بعد ان كانت تستأجرها منذ العام 1967م. وقال بعض الخبراء الاستراتيجيين وعسكريون من مصر ولبنان إن الطائرات أقلعت من قواعدها في إسرائيل مروراً بخليج العقبة ومنه الي البحر الأحمر وصولاً الي مدينة بورتسودان الساحلية ومنها الي الخرطوم وان هذه الطائرات استخدمت المجال الجوي للمياه الدولية مستغلة الممرات الدولية المخصصة للطيران المدني كنوع من المناورة. والمراقب لكثير من القنوات الفضائية والوكالات الإخبارية والصحف التي اهتمت بهذا الخبر يجدها مخترقة أو مملوكة للآلة الإعلامية اليهودية وهذا يؤكد ان إسرائيل بضربها لليرموك لم تهدف لتدمير جزء من قدرات السودان العسكرية فحسب وإنما هدفت لزرع الفتنة بينه وبين جيرانه من الناحية الشرقية. وهذا الهدف ستسعي له إسرائيل وأمريكا لتعويضها ما فقدته شمالاً حيث أوصلت الثورات العربية الإسلامية للحكم في مصر وتونس وأصبح الإسلاميون جزءاً أساسياً من التحالف الذي بدأ يتشكل في ليبيا بعد مقتل القذافي وسقوط نظامه. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 6/11/2012م