* لا يخجل السودان من امتلاك مصنع للذخيرة التقليدية.. لأن مثل هذه الصناعات من الفروض الواجبة على أي دولة ذات سيادة .. فوجود مصانع للذخيرة بمثل أهمية وجود مطاحن للقمح وصوامع للغلال ومخابرز للرغيف.. * ولذلك على العدو الصهيوني أن يشعر لو كان له إحساس فطري أو شعور سوي بالعار والخزي لأنه دمر منشأة قانونية توجد نسخ مثلها في كل دول العالم الثالث.. دعك عن العالم المتقدم. * إن من في قلبه (حرقص) من دون سبب سيرقص كما يقول المثل.. وهو ينطبق على دولة الكيان الصهيوني الغاصبة المحتلة والتي تمتلك في مفاعل ديمونة بصحراء النقب عشرات آلاف القنابل الذرية والرؤوس النووية.. وبدلاً من أن توجه التهمة إلي نفسها إذا بها ترمي لمزيد من التضليل والتعمية بالتهم جزافاً على الآخرين .. وتستخدم سياسة الذراع الطويلة لضرب بني تحتية للسودان بحجة أنها ضربة استباقية لتوحي للعالم بأنها ضحية وأنها تفعل ذلك دفاعاً عن النفس .. وهي إنما أرادت بفعل غطرسة التفوق النوعي والقوة العسكرية أن تطمئن نفسها أولاً وأن تخيف آخرين مدججين ثانياً فما كسبت من الاثنين شيئاً.. * حتى الطرف السوداني المجني عليه استطاع أن يحول العدوان إلي رافعة سودانية كسب بها المزيد من التضامن العربي والدولي خارجياً والالتفاف الشعبي داخلياً. * ونالت إسرائيل الإدانة على فعل مجرم سلكها في نظر العالم كدولة مجرمة بامتياز.. وهذا يؤمل له أن يفاقم عزلتها الدولية ويعمق أوجاعها .. ويطير النوم من عيون شعبها.. * لا شيء مما تقوله إسرائيل ويردد صداه إعلام غربي هو جزء من الآلية الجهنمية الصهيونية أقنع أحداً .. لا شيء من تخرصات إسرائيل بحق مصنع اليرموك أستحق احترام أحد .. لا رعاة الضأن بصحراء النقب ولا مربي الخنازير في مستوطنات كريات شمونة.. * كل الذي تحاول به ستر عورة عدوانها الغاشم على مصنع عادي جداً بكل المقاييس تبخر مع دخان الحريق الهائل الذي صنعته الأسلحة الثقيلة التي قصفوا بها عمداً المصنع التقليدي العادي للغاية.. * ومن عجب أن مخازن عادية لذخائر عادية تقصف بقنابل هائلة الحجم ثقيلة الوزن شديدة الانفجار شديدة التدمير.. كل ذلك للإيحاء للرأي العالم العالمي بأن الحرائق والانفجارات كانت بسبب المخزون لا بسبب المقذوفات... * ولكن الكل يعلم بأن إسرائيل قامت عمداً وعن سابق إصرار وغطرسة بقتل (ذبابة بمرزبة) لتقنع شعبها بذراعها الطويلة وبقوتها التي تباهت بها منذ أن وقع شارون منذ عام 1982م اتفاقية مع أمريكا ضمنت بموجبها إسرائيل الدخول في صلب تكنولوجيا المستقبل كما يصفونها لتضمن التفوق النوعي وليضمن لها ذلك كما تتوهم الأمن لشعبها المجرم ولدولتها المسروقة ولكيانها الذي ينتظر اليوم الذي يتحدث فيه الحجر والشجر .. إلا شجرة اليهود.. * لا شيء تحقق لإسرائيل من عدوانها على اليرموك حيث لم تصل رسالتها إلي أولئك الذين تريد إخافتهم سواء على الضفة الأخرى من الخليج أو ما بعد معبر رفح أو كرم أبو سالم.. * إن العالم كله يعرف بأن ما من دولة منغمسة بالكلية في مشكلاتها الخاصة قديمها وجديدها بحيث لا تجد فرصة لتحك رأسها مثل الدولة السودانية في نسختيها ما قبل الانفصال وما بعده .. دولة تكافح التمرد والتدخلات الغربية والمؤامرات الصهيونية في أكثر من اتجاه من حدودها الكبيرة. * إن السودان لا تحده حدود مع إسرائيل .. ولا هو بالذي يتوفر على أسلحة ولا فائض ذخائر ليتكرم بها على الآخرين لكي يهدد وجود دولة تحمل عناصر فنائها في نفسها وبذرة موتها وتلاشيها في كيانها الغاصب المجرم المحتل.. * صحيح إن السودان متضامن جداً مع القضية الفلسطينية العادلة .. ومع حركة شرعية كحركة حماس تؤمن بالعمل السياسي وفازت ببطاقة الاقتراع من قبل الشعب الفلسطيني في آخر انتخابات حرة ونزيهة .. وحازت قبول شعبها ونالت احترام وتأييد كل محبي الخير والعدل والحرية في العالم .. – ولكن السودان أيضاً لا يزود أحد بطلقة ولا عيرا ناري وهو يعلم تماماً أن سوق السلاح على قفا من يشيل لا يحتاج إلي قرار بالموافقة على إقامته من الكنيست الإسرائيلي وأن السلاح الذي توصله إسرائيل إلي تمرد الجنوب سابقاً وإلي حركات دارفور وإلي الجبهة الثورية حالياً لا يحمل ديباجة مصنع اليرموك.. * ولم يكن السودان ضالعاً في فضائح الأسلحة كفضيحة (الكونترا) في الثمانينات.. * على خطي عشيق المتدربة الصهيونية وغيرها بالبيت الأبيض مونيكا .. الذي قصف مصنع الشفاء لمداراة فضيحة الحمض النووي العائد لكلنتون على قميص المتدربة الحسناء .. قام الخنزير الأبله نتنياهو بإعطاء الأوامر بقصف مصنع اليرموك .. ليغطي عجزه البائن عن السيطرة على المقاومة الباسلة المشروعة بموجب قرارات الأممالمتحدة في فاسطين .. والتي تجيز لكل شعب محتل أن يقاوم الاحتلال بشتى الوسائل بما فيها الكفاح المسلح. * ثمة لا مهرب للصهاينة من مواجهة الحقيقة وهي تشرق مع شمس كل يوم .. أن اليرموك مصنع عادي لذخائر وأسلحة تقليدية تكفي بالكاد حاجة السودان إلي عتاد حربي محروم منه بأمر من واشنطن وبنصيحة من تل أبيب .. بنما يتدفق السلاح سراً وعلانية إلي متمردي دارفور وبأحدث الطرازات وأكثرها فتكاً. * لحة الحقيقة تتجلي رائعة وساطعة كشمس الخرطوم تقول للدنيا بأن إسرائيل مجرمة وأن حكومتها كابينة لا مكان فيها لعاقل أو سوي وان القضية الفلسطينية والمقدسات ستظل تهتف كجرح نازف وسهران توحي لكل مسلم بأن لا حق سيضيع طالما وراءه شعب مظلوم ومطرود في الشتات والمخيمات .. يريد العودة للديار والمقدسات.. * إن شعبنا قادر على إنشاء أكثر من يرموك .. قادر غداً على حماية سمائه قدرته على حماية أرضه وترابه .. وإن المستقبل في صالح السودان والقضية المركزية العربية .. وإن هذا المستقبل يحمل المجهول لإسرائيل .. لا يهم أن تلقي في البحر أو أن تذروها الرياح في صحراء النقب أو تسقيها السافيات مثل بقايا عشب يابس تحمله رياح الهبباي .. * ولا نامت أعين العملاء والأعداء والصهاينة.. نقلاً عن صحيفة ألوان 7/11/2012م