تتناول دوائر المعارضة السياسية بالخرطوم الاتصالات التي أجرها الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان عن الجبهة الثورية المسلحة بعدد من القيادات السياسية . وان عرمان نقل لتلك القيادات الاتفاق الذي تم بينة وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدى حول علاقة الدين بالدولة بجانب ما اسماه بالفترة الانتقالية ، وقالت المصادر ان عرمان نقل لتلك القيادات موافقة المهدى وتفويض جماعته للمضي في التحالف مع الجبهة الثورية . و ان الصدق اكد لياسر عرمان ضرورة ان يكون موضوع الدين والدولة طبقا لصيغة مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية قبل ان يوافق على مقترح عرمان بتجاوز المؤتمر الشعبي ان لم يقبل بذلك. وجاء ذلك فى اجتمع الصادق المهدي و ياسر عرمان ومساعد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي على الحاج بالعاصمة البريطانية لندن واتفق ثلاثتهم على توحيد العمل المعارض بالسودان كما بحثوا قضايا الانتقال السياسي والترتيبات لنظام الجديد الذي يسعون إلية . ويجئ اجتماع لندن في الوقت الذي يعيش حزب الأمة القومي خلافات داخلية عميقة وأيضا خلافات مع القوى السياسية الأخرى في تحالف الإجماع الوطني بسبب الاختلاف على وسائل التغيير المطلوبة للنظام . وطبقا لبيان مشترك فان القادة المعارضين اثنوا على دعوة المهدى لأنصاره للاعتصام السياسي في الميادين العامة حال استمرار النظام الحاكم في العناد والانفراد . كما جرى فى الاجتماع التفاهم على تصعيد وتيرة العمل السياسي السلمي لتهيئة البلاد لاستقبال التغيير الوشيك باستكمال الحوار حول قضايا التحول والفترة الانتقالية والوثائق التي تقدمت بها قوى المعارضة بجميع أطيافها. واتفق المجتمعين على أن الوضع السوداني الراهن يتطلب تسريع خطوات توحيد القوى السياسية الوطنية ممثلة في قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية وحركات الشباب والنساء والطلاب والنقابات وكافة القوى السياسية وقوى المجتمع المدني الراغبة في التغيير وصولا إلى مؤتمر دستوري قومي جامع. وتعهد المتحاورون بتطوير خطاب كثيف إلى أعضاء الأسرة الدولية بصفة عامة ودول الجوار الإقليمي بصفة خاصة بغرض إجلاء الرؤى الوطنية حول القضايا التي تواجه السودان والمخاطر التي تجرها إليه سياسات نظام الحكم الحالي. ومن المعروف ان قوى التجمع الوطني الديمقراطي عقدت مؤتمرها بمدينة اسمرا عاصمة دولة اريتريا تحت شعار مؤتمر القضايا المصيرية وذلك في الفترة من 15 الى 23 يونيو 1995، وقد شاركت في المؤتمر كافة القيادات السياسية والنقابية والعسكرية والشخصيات الوطنية المنضوية تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي وهي الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الأمة، الحركة الشعبية / والجيش الشعبي لتحرير السودان، تجمع الأحزاب الإفريقية السودانية، الحزب الشيوعي السوداني، النقابات، القيادة الشرعية، مؤتمر البجة، قوات التحالف السودانية، وشخصيات مستقلة. وتجى الفقرة التى يتحدث عنها ياسر عرمان وهو موضوع الدين والدولة الذى خلص اليه ذالك الاجتماع هى الفقرة (ب) منه:- ب- الدين والسياسة في السودان 1.ان كل المبادئ والمعايير المعنية بحقوق الإنسان والمضمنة في المواثيق والعهود الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان تشكل جزءا لا يتجزأ من دستور السودان واي قانون او مرسوم او قرار او إجراء مخالف لذلك يعتبر باطلا وغير دستوري. 2.يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيسا على حق المواطنة واحترام المعتقدات والتقاليد وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين او العرق او الجنس او الثقافة ويبطل اي قانون يصدر مخالفا لذلك ويعتبر غير دستوري. 3.لا يجوز لأي حزب سياسي ان يؤسس على أساس ديني. 4.تعترف الدولة وتحترم تعدد الأديان وكريم المعتقدات وتلزم نفسها بالعمل على تحقيق التعايش والتفاعل السلمي والمساواة والتسامح بين الأديان وكريم المعتقدات وتسمح بحرية الدعوة السلمية للأديان وتمنع الإكراه او اي فعل او إجراء يحرض على إثارة النعرات الدينية والكراهية العنصرية في أي مكان او موقع في السودان. 5.يلتزم التجمع الوطني الديمقراطي بصيانة كرامة المرأة السودانية ويؤكد على دورها فى الحركة الوطنية السودانية، ويعترف لها بالحقوق والواجبات المضمنة في المواثيق والعهود الدولية بما لا يتعارض مع الأديان. 6.تؤسس البرامج الإعلامية والتعليمية والثقافية القومية على الالتزام بمواثيق وعهود حقوق الإنسان الإقليمية والدولية. وان هذا اللقاء الذي يجمع الصادق المهدي وياسر عرمان وان اللقاء الذي جمعهم لا يتسق مع الواقع واقل ما يوصف به هو لقاء الشتات ومن المعروف عن الصادق المهدي تزبزبه في مواقفه واراه .