لم يكن الطريق الي بورتسودان ممهدا هذه المرة ليس بسبب مشكلات في الطيران ولا لازمات امنية ولكن لظرف طارئ داهمنا ونحن نهيئ انفسنا للهبوط بمطار بورسودان التي قصدناها لتغطيه فعاليات الملتقي التنسيقي الامني الاول للولايات الشرقية الذي بدأ اعماله صباح امس ببورتسودان فبعد ان اقلعت الطائرة من الخرطوم وحلقت فوق مطار بورتسودان تفاجا الركاب بان الاجواء غير مهيأة للهبوط ولكنهم لم يحصلوا علي المعلومة من طاقم الطائرة وانما من الحركة المخيفة التي حدثت بسبب المطبات الهوائية مما احدث رعبا وظن الجميع انها ستسقط ولكن ارادة الله هي الاقوى فعادت مرة اخري للخرطوم لتتجدد الرحلة في اليوم الثاني . حضور كثيف امتلأت القاعة بالكامل من جميع قطاعات المجتمع الرسمية والشعبية والشبابية والطلابية والنسائية لتكون شهوداً علي الحدث المهم الذي تأكد من خلال كلمات المسؤولين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي اتخذ شعلره تحت عنوان« الشرق الاطماع والتحديات». استشعار المسئوليه قال رئيس لجنة الاعداد للمؤتمر اللواء امن محمود فضل الله قمش ان فكرة قيام المؤتمر نبعت من استشعار جهاز الامن والمخابرات الوطني من واجبه الوطني مما يحيط بالشرق من مهددات وتحليلها يرؤية علمية مشتركة بين الولايات الثلاث والخبراء من اجل احكام التنسيق والجهود لمعالجتها, ودوت القاعة بالتكبير والتهليل بحمد الله والعمل من اجل رفعة الوطن والموت في سبيل عزته شهداء . ولاة الشرق (كلنا قوة ووحده) استهل والي كسلا محمد يوسف ادم خطابه بنقل اعتذار رئيس مجلس تشريعي للمؤتمر عن عدم تمكنه من الحضور وبشر والي كسلا في خطابه المدير العام لجهاز الامن والمخابرات الوطني بأن اهل الشرق رغم الظروف والضائقة الاقتصادية والمعينات الا انهم في الصدارة . وأكد يوسف ان مواطني الشرق لن يفرطوا فيه سواء لليهود او اذنابهم بوحدة صفهم وصلابة مواقفهم وثباتها علي شرع الله الحنيف وطالب المركز بالاستمرار في بسط مشروعات التنمية بالشرق من اجل تقوية الصف. وباهي والي القضارف الضو محمد الماحي بجهاز الامن والمخابرات الوطني وقال انه يتعبد ببسط نعمة الامن علي السودان بصفة عامة والشرق بصفة خاصة « لان منسوبيه ثمرة طيبة من غرس وشجرة طيبتين تؤتيان اكلهما كل حين خدمة للبلاد والعباد» . قال والي البحر الاحمر الدكتور محمد طاهر ايلا ان المؤتمر يمثل للسودان والشرق اهمية كبري واضاف ان قضية الامن والسلام لايعرفها الامن ذاقها . وأكد ايلا ان الشرق امن مسالم ومستقر بسبب وحدة ابنائه خاصة بعد توقيع اتفاق سلام الشرق الذي لم تنطلق بعده رصاصة واحدة في الاقليم ووصف اختيار جهاز الامن والمخابرات الوطني لولاية البحر الاحمر لاستضافة المؤتمربأنه مفخرة لها وأكد ان قضايا ولايات الشرق الثلاث وطموحاتها ومشاكلها واحدة وقال ان المعالجات لاتتم الا بالكامل . واعتبر والي البحر الاحمر المؤتمر دفعة قوية لاستراتيجية الولاية لتحقيق السلام والاستقرار ووسيلة لمعالجة القضايا . واماط ايلا اللثام عن القوانين التي اصدرتها الولاية للقضاء علي ظاهرة الوجود الاجنبي الغير مقنن بأنشاء محاكم مختصة بيد انه لفت للصعوبات التي واجهت الولاية قي ذلك الجانب من بينها كيف واين ومتي يتم تسليم اللاجئين وكيفيات نقلهم لان بعضهم لاتوجد لديه اوراق ثبوتية فضلاً عن ارتفاع ميزانيات الترحيل ونبه الوالي لاتساع مساحة ولايته والتي قال انه لايمكن بالامكانايات المحدودة تغطية كافة مناطقها . جرائم منظمة وصف مساعد رئيس الجمهورية موسي محمد احمد المؤتمر التنسيقي الامني الاول للولايات الشرقية يانه مهم جداً سيما وانه يناقش قضايا ومواضيعاً مهمة تتصل بحياة المواطنيين وقال ان انعقاده جاء في الوقت المناسب « والبلاد تمر باوضاع امنية داخلية وخارجية بالغة التعقيد» . وشدد مساعد الرئيس علي ضرورة الاعتراف بالقضايا التي تواجه الولاياتالشرقية ٍ من اجل الوصول الي حلول ناجعة لها خاصة قضايا انتشار السلاح وتهريب البشر الذي تحول الي جريمة تديرها جماعات منظمة واضاف ان تجارة السلاح اتسعت دائرتها بعد ان اصبحت تديرها منظمات وجماعات منظمة . وأكد موسي ان توصيات المؤتمر يجب ان تتم صياغتها في قرارات وسياسات تعين الدولة علي رفع المخاطر. انقلاب كامل جاء خطاب المدير العام لجهاز الامن والمخابرات الوطني الفريق اول امن مهندس محمد عطا المولي عباس شاملاً علي جميع التساؤلات الدائرة في الاذهان ووصف العملية التخريبية الاخيرة التي احبطها الاجهزة الامنية بأنها محاولة انقلاب علي نظام الحكم كاملة الاركان والاعداد اشترك فيها ضباط من جهاز الامن , القوات المسلحة وسياسيين وقال ان المخطط كان يكقئ لتنفيذها لولا يقظة الساهرين علي امن البلاد . وكشف الفريق اول عطا المولي ان المجموعة اعدت عدتها لتنفيذ الخيانة وحررت بيانها كثورة بديلة علي نظام الحكم وقال « ولكن هيهات ونعدكم بأنهم سيعاملون بالعدل والحسم لان الخيانة هي الخيانة بذات الطعم المر اياً كان مصدرها والعدالة هي العدالة لاتتجزأ ولاتستكبر احداً » . حسم تجارة الاسلحة أكد الفريق اول عطاٍ ان الاتجار بالسلاح وتهريبه لاعلاقة له باية جهة سياسية وقال ان جهاز الامن والمخابرات الوطني تدخل بقوة منذ ثلاثة اشهر لمكافحة الظاهرة التي وصفها بالخطيرة بالتنسيق مع القوات المسلحة والشرطة ووزارة العدل واوضح بأنه تم تنفيذ عدد من العمليات في مدن كوستي, كسلا, القضارف وعطبرة وصلت خلالها البلاغات الي 18 بلاغاً جنائياً في مواجهة 41 متهماً بتهريب السلاح والاتجار فيه وكشف عن ضبط مئات من القطع بحوزة المتهمين الي جانب 140 الف طلقة , 40 صندوق ذحيرة رشاش قرنوف ومئات الطبنجات علي متن 11 عربة مخصصة لترحيل السلاح. وقطع المدير العام لجهاز الامن والمخابرات باستمرار الجهود لحسم الظاهرة رغم استحداث المهربين لطرق جديدة في تنفيذ الجريمة ونبه للتنسيق المحكم بين الجهاز والقوات المسلحة والشرطة عبر لقاءات راتبة لمكافحة الظاهرة التي قال انها تتولد منها جرائم المخدرات وتهريب البشر وأكد ان الظاهرة في طريقها الي الزوال قريباً. مكافحة التطرف قال الفريق اول عطا المولي ان الجهاز يمتلك تجربة رائدة في معالجة ظاهرة الغلو والتطرف بانتهاج فكرة المراجعات عبر الحوار مع المتطرفين الذي اسهم في اخراج الكثيرين من المغرر بهم من دائرة التطرف الي دائرة الاعتدال بفضل التخطيط والجيد واشراك ذوي الخبرة والاختصاص في التنفيذ . واماط مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني اللثام عن العملية التي نفذها الجهاز في الدندر ضد مجموعة ارهابية مكونة من ى31 من العناصر الشبابية المتطرفة شارك اغلبهم في جرائم سابقة تجمعوا للتدريب علي عمليات ارهابية في منطقة نائية بحظيرة الدندر بغرض استهداف رموز الدولة وبعض المصالح الغربية الي جانب البعثات الدبلوماسية وافراد القوات الدولية داخل الخرطوم. وقال ان منسوبي الجهاز من وحدة العمليات وشرطة الحياة البرية الي جانب القوات النظامية في ولايتي سنار والقضارف نجحت في القبض علي المتطرفين وبحوزتهم كميات من الاسلحة والذخائر والمواد المعدة للتفجير . أكد الفريق اول عطا المولي حرص السودان علي ان يكون البحر الاحمر بحيرة امنة ٍ وجدد استعداد الحكومة للاستمرار في التعاون مع الممملكة العربية السعودية, اليمن, جيبوتي واريتريا ومصر لتحويل البحر الاحمر لمنطقة ذات فائدة للشعوب تستثمر فيها ثروات ومكونات المنطقة الكثيرة واعرب عن امله في ان تشهد سواحل البحر الاحمر نشاطاً اقتصادياً نافعاً للسودان وجيرانه في المنطقة. وقطع مدير جهاز الامن والمخابرات الوطنيًٍ باستعداد السودان لتقديم الخدمات والتسهيلات لكل السفن العابرة والقاصدة واعلن ترحيب الحكومة بالسفن والبواخر الايرانية والباكستانية والهندية وكل سفن دول العالم عدا اسرائيل. اهمية الشرق قال الفريق اول عطا ان اهمية الشرق ليست بحاجة لحديث ولذات الغرض كانت المنطقة ولاتزال هي الاكثر استهدافاً لانها تقع ضمن منظومة القرن الافريقي لاهميتها الاستراتيجية التي جعلتها محط اطماع كثيرين لخيراتها الوفيرة « مما وقع عليها العين الصهيونية بدعاوى مكافحة الارهاب ». وأكد اهتمام ومتابعة رئاسة الجمهورية لتنفيذ اتفاق سلام الشرق بكل صبر وحيا مدير جهاز الامن الرئيس البشير ونائبيه وخص مساعد الرئيس موسي محمد احمد ووزير الاستثمار ورئيس وفد الحكومة في مفاوضات سلام الشرق باسمرا الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل لحسن رعايتهم ودأبهم وصبرهم لتنفيذ الاتفاق. خارطة طريق للقضايا الامنيه وجه الفريق اول محمد عطا المؤتمرين بتشخيص القضايا والمهددات التي تواجه شرق السودان خاصة قضايا التهريب بكل انواعها والاتجار بالبشر واثرها علي الامن القومي ووعد بمتابعة وتنفيذ توصيات ومخرجات المؤتمرٍ . نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 5/12/2012م