كشف فيه عن بيان الانقلابيين ومخططات المتطرفين عطا في بورتسودان ..كشف المستور! تقرير: عبدالقادر باكاش تصوير:إبراهيم إسحاق خيوط العملية الانقلابية الأخيرة ماتزال تتداعى مع كل فجر وأن المعلومات ماتزال تتدفق باستمرار والتحقيقات تخرج الأسماء الجديدة والتفاصيل المثيرة آخرها ما قاله مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا خلال مخاطبته أمس مستهل أعمال المؤتمر التنسيقي الأول للولايات الشرقيةببورتسودان حيث كشف عن معلومات جديدة عن المحاولة التخريبية الأخيرة وشدد على أن وصفها بالتخريبية غير دقيق مبيناً أنها محاولة انقلاب متكاملة العناصر وقد اشترك فيها عدد من ضباط الأمن والقوات المسلحة وتم الإعداد بما يكفي لإكمال العملية بحيث حررت المجموعة بيانها الأول باعتبارها ثورة بديلة ولكن يقظة الأجهزة الأمنية والحادبين على مصلحة البلاد تصدت لهم. جزاء الخيانة وقال عطا إن قادة المحاولة الانقلابية خانوا العهد والأمانة وسينالون جزاءهم بقدر خيانتهم وزاد الخيانة هي خيانة مهما كان فاعلها وسنتعامل معهم بالحسم وأردف "نعدكم وعداً صادقاً بأننا سنعاملهم وفقاً للعدالة والقانون" وأفصح عن خطة جديدة اتبعها جهاز الأمن بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة ذات الاختصاص منذ ثلاثة أشهر للقضاء على ظاهرة تهريب السلاح أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة بكل من الخرطوم وكوستي والقضارف وكسلا وعطبرة بحيث تم تدوين نحو 18 بلاغاً خلال هذه الفترة في مواجهة 41 متهماً قُبضت بحوزتهم مئات القطع من الأسلحة وعدد 140 ألف طلقة في 40 صندوق ذخيرة ومئات المسدسات في 11 عربة. متطرفو الدندر ومضى عطا في حديثه ليكشف أن جهاز الأمن امتلك تجربة رائدة في مكافحة ظواهر الغلو والتطرف والإرهاب مشيراً إلى أنهم تمكنوا خلال الفترة الماضية من إقناع العديد من المتطرفين بالخروج من التطرف إلى الاعتدال وتوعد في الوقت ذاته بحسم كل من يفكر في إثارة الإرهاب وكشف أن مجموعة المتطرفين الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخراً بحظيرة الدندر كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مسؤولين في الحكومة وضد بعض البعثات الدبلوماسية وزاد أنه تم القبض على المجموعة ومعها عدد من الأسلحة والذخائر ومواد معدة للتفجير حيث تم القبض على (31 ) شاباً منهم. وأشاد بهدوء الأحوال الأمنية بشرق السودان معزياً ذلك لتوقيع اتفاقية شرق السودان وامتدح التزام أطرافها بتنفيذ بنودها وشكر رئيس الجمهورية ونائبيه ومساعد رئيس الجمهورية والوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار د مصطفى عثمان وحكومات الولاياتالشرقية وقال إن غياب العدالة الاجتماعية فيما سبق كان بفعل سياسات المستعمر لكن السودانيين قادرون على تجاوز المحن وبناء سودان حر موحد وأشار إلى أن تحقيق السلام في شرق السودان ترجم في قيام مشاريع تنموية انتظمت ولاياته مشروعات رائدة يحق لنا أن نفتخر بها وأبدى حرصه على مواصلة النماء والنهوض بالشرق وعدم العودة إلى مربع الحرب وعدد عطا الأهمية الاقتصادية والحيوية والاستراتيجية التي يتمتع بها شرق السودان والبحر الأحمر بصفة أخص وقال إن هذه الأهمية هي التي جعلته محط أنظار العالم والصهيونية بدعاوى متعددة منها مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة وغيرها وتعهد بعزم السودان على جعل حوض البحر الأحمر بحيرة آمنة تستغل لمصلحة شعوب الدول المطلة عليه وأكد رغبة السودان في التعاون والتنسيق والتخطيط مع السعودية ومصر ودول إريتريا وجيبوتي واليمن لتأمين البحر الأحمر وجدد جاهزية السودان لتأمين الشواطئ وتقديم خدمات وتسهيلات متعددة عبر موانئه لكل السفن العابرة والقاصدة وأشار عطا إلى ترحيبهم بالسفن الإيرانية والباكستانية والهندية وسفن كل دول العالم عدا إسرائيل وأبان أن استراتيجية السودان هي أن تشهد السواحل السودانية حركة اقتصادية دؤوبة وحث عطا المؤتمرين في المؤتمر التنسيقي الأمني الأول على الخروج بتوصيات تفضي إلى رد الأطماع ومواجهة التحديات ودعا إلى مناقشات مثمرة لأمن البحر الأحمر وانعكاسات الوجود الإسرائيلي فيه وقضايا تهريب البشر وتهريب السلاح وأن لا يتركوا شاردة ولا واردة إلا ويناقشوها. تشخيص مشكلة في ذات السياق قال والي البحر الأحمر د. محمد طاهر إيلا إن ظاهرة التهريب ظلت مشكلة تؤرق حكومة الولاية وأن انعقاد هذا المؤتمر في هذا الوقت يمثل أهمية كبرى لجهة أنه يشخص المشكلة ويضع لها الحلول المتكاملة بواسطة الخبراء المتخصصين واشتكى إيلا من جملة معيقات واجهت جهود حكومة ولايته في ضبط الوجود الأجنبي يتمثل بعضها في اتساع الحدود البرية والبحرية للولاية وانعدام وشح وتواضع وسائل ضبط وترحيل اللاجئين وعدم امتلاك أغلب اللاجئين القادمين للولاية من البوابات البرية لأي وثائق ومستندات مما يصعب تحديد هويتهم وقال إن ولايات الشرق كتلة متكاملة وأن ما تتضرر منه البحر الأحمر يؤثر كذلك في كسلا والقضارف وأن عمليات التهريب تبدأ من هناك وتعبر من هنا بواسطة السماسرة وتجار الحرب وثمن إيلا مبادرة جهاز الأمن باختيار الولاية لاستضافة المؤتمر الأمني الأول بالشرق وطالب المؤتمرين بوضع توصيات علمية بناءة تقضي على ظواهر التهريب بالشرق مشيراً إلى أن حكومته سنت الكثير من القوانين وأنشأت محاكم متخصصة لكنها لم تنجح بصورة كاملة في اجتثاث الظاهرة لارتباطها بجذور من مناطق أخرى غير أنه أكد أن البحر الأحمر أمن بقاع السودان واستدل بانعقاد المؤتمر في بورتسودان دون حراسة وبشكل سلس وتلقائي وقال مخاطباً مدير عام جهاز الأمن "أخي الفريق أول محمد عطا نحملك باسم أهلنا في الشرق رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية مفادها أن الشرق آمن وسيظل آمن بإذن الله وعازم على مواصلة درب النهضة رغم الصعاب". مهددات أمنية من جهته شدد مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد في كلمته على أهمية الاعتراف بوجود مشكلة كبيرة تتمثل في نشاط عصابات تهريب البشر وتهريب السلاح والوجود الأجنبي غير المقنن كظاهرة تهدد الأمن بالشرق وقال لا بد من وضع حلول لها. وأضاف أن ظاهرة تهريب السلاح ظلت وعلى الرغم من توفر المعلومة عنها إلا أنها ظلت تنشط بصورة مستمرة وعن الوجود الأجنبي قال مساعد الرئيس إن الوجود الأجنبي مثّلَ في التعداد السكاني الأخير 20 % من جملة سكان الشرق وهو وجود لا تحمله أسس أو لوائح. وتجدر الإشارة إلى أن اجتماع الأمن القومي للولايات الشرقية الثلاث بمدينة بورتسودان بدأ جلساته بالأمس وسيختتم فعالياته اليوم وقال مدير جهاز الأمن بالبحر الأحمر مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر العميد أمن أحمد خاطر بحت ل(السوداني) إن المؤتمر يهدف إلى استدامة الأمن والاستقرار ودعم جهود التطور والعمران التي تنتظم الولاياتالشرقية الثلاث مؤكداً استضافة الولاية للمؤتمر الذي ينعقد برعاية والي البحر الأحمر د. محمد طاهر إيلا وبحضور واليي كسلا والقضارف وبمشاركة المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس محمد عطا وبتشريف مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد وقادة الشرطة والأمن والقوات المسلحة وقادة البحر الأحمر وممثلي الولاية بالهيئة التشريعية بالخرطوم، وكشف بحت أن المؤتمر سيستمر في قاعة جهاز الأمن ببورتسودان يومين للوصول إلى رؤى وتوصيات تفضي إلى استدامة السلام الاجتماعي. وأشاد بالجهود التنموية الكبيرة التي تمت بالولاياتالشرقية خلال السنوات الأخيرة والتي أسهمت بصوة إيجابية في إنعاش الاقتصاد وفي بسط الخدمات المتوازنة وفي خلق تلاحم وتماسك شعبي كبير.