تعتبر عملية التصويت والاقتراع المقرر لها 11 ابريل المقبل الاولي من نوعها فى السودان حيث هى المرة الاولي – على الاطلاق – التى يقف فيها الناخب السوداني وراء ستارة ليضع حوالي ثمانية بطاقات فى صندوق الاقتراع ، يختار من خلالها حكومته من اعلي الهرم (رئاسة الجمهورية)الى أدني الهرم ( اعضاء مجالس الولايات التشيريعية ) ، فهذه الانتخابات هى بحق انتخابات عامة لأنها تشمل السلطة التنفيذية و التشريعية على المستويين المركزي و الولائي ، ولهذا فان من المهم هاهنا ان نلقي قدراً من الضوء على الكيفية التى سيقوم الناخب باجراء التصوي عن طريقها. اول خطوة بالطبع و حين يلج الناخب الى مركز الاقتراع فهو يتحقق من وجود اسمه ضمن سجل الناخبين ومن ثم يقدم ما يثبت شخصيته للتأكد من أنه هوالشخص المسجل المعني و بعدها يتسلم بطاقة الاقتراع لرئاسة الجمهورية و هي بلون مميز ، ثم يسلم أسماء المرشحين و الرموز الانتخابية الخاصة بهم ، ثم يقوم بالتأشير على من يختاره و يدخل البطاقة التى أشر عليها فى الصندوق ، ثم يذهب لصندوق آخر خاص بمرشحي القائمة النسبية و هؤلاء هم مرشحي احزاب موجودون فى قائمة الناخب والتأشير على أى اسم واحد منها ، بحيث يعتبر التأشير على اسم واحد بمثابة تصويت للقائمة ؛ ثم يضع البطاقة فى الصندوق المخصص ، ثم يتسلم بطاقة مرشحي المجلس الوطني القومي و اسماء رموز و مرشحين فى الدائرة المحددة و يؤشر على من يختاره ، ثم قائمة المرأة ، ثم قائمة مرشحي القائمة الولائيين ، ثم قائمة الولاة ، و هكذا فان البطاقات مختلفة والصنادق مختلفة و هناك اوراق تحوي اسماء و رموز تعين المرشح على الاختيار. هذه هى عملية التصويت التى ستجري ومن الواضح ا نها سوف تستغرق وقتاً مقدراً نظراً لكثرة البطاقات و حاجة الناخب لمراجعة الاسماء والرموز . و تقول مصادر مطلعة بمفوضية الانتخابات ان تجربة عملية أَجرتها ، أشارت الى امكانية استيعاب الناخب للعملية بسرعة ، بل ان المفوضية قالت ان الزمن الذى استغرقته العملية فى المتوسط تراوح بين 4 الى 50 ثانية أي اقل من دقيقة و لكن من المؤكد ان انتشار الامية فى اصقاع السودان والازدحام و مشاكل التحقق من السجل و غيرها من المعوقات العادية التى عادة ما تصاحب العمليات الانتخابية ربما تجعل الزمن الذى يستغرقه الناخب يصل الى ربع ساعة (15 دقيقة) ،و لهذا فان من المهم فى هذا الصدد ان تجري عملية تكثيف للتوعية بعملية التصويت فى الايام الثلاثة التى تسبق الانتخابات ، بحيث ترسخ فى أذهان الناخبين ولا ينسونها ، و ذلك تحوطاً من اضرار البطاقات التالفة ،إذ ان أي خطأ فى علمية التصويت يجعل البطاقة غير صالحة و من ثم استبعادها . ان التجربة فى ذحد ذاتها تعتبر تجربة جديدة و هو ما يجعل من السباق الانتخابي المرتقب سباقاً هائلاً بكل المقاييس ،و تكون كافة اجهزة الحكم عقبها مختارة من الناخبين مما يحدث عملية رضا واستقرار فى البلاد .