في الرابع من كانون الأول 2012 قام مجلس حلف شمال الأطلسي المنعقد في اجتماع سرّي ضمّ وزراء الخارجية الثمانية والعشرين في بروكسل- بلجيكا، بالموافقة رسمياً على نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية مع سورية. ثمّ استُكمل ذلك يوم الأربعاء الخامس من كانون الأول بتدبير آخر, كان في هذه المرّة تعديلاً على قانون تفويض الدفاع القومي الذي أقرّه مجلس الشيوخ الأميركي ليُطلب من الرئيس باراك أوباما فرض منطقة حظر جوّي على سورية. وببساطة كان ذلك خطيراً جداً إلى درجة أنّه أقلق روسيا بشدّة. وبالتأكيد، فإنّ نشر صواريخ باتريوت في تركيا, والذي يؤثّر في المقام الأول في أمن روسيا, يكسر اتفاقيات دولية حول توضّع الأسلحة الاستراتيجية ويدلّ, عموماً, على استهتار مطلق بالقوانين الدولية, وقد يرغم روسيا, في الواقع, على تحريك أدوات ردعها إلى مناطق لن تروق على الإطلاق للبنتاغون. وفي الحقيقة, فإنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اجتمع برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, في الثالث من كانون الأوّل 2012 في أنقرة, سرّب تحذيره بهذا الشأن. إذ قال: «... أودّ الإشارة إلى أنّ صواريخ باتريوت ليست الأفضل في العالم» (روسيا وتركيا: الاقتصاد يفوق السياسة «مقال نُشر في الثالث من كانون الأول 2012 على موقع, راديو صوت روسيا»). كان ذاك التحذير بسيطاً جداً في الواقع, لكنّه سُمع في جميع دوائر السلطة في الغرب. في الوقت نفسه, وفي أوّل ظهور له بوصفه رئيساً للصين في 5 كانون الأول 2012, لم يُحجم شي جين بينغ إذ قال: «في مواجهة وضع الاقتصاد العالمي والشؤون العالمية الصعب (والتي تشمل المسألة السورية) لا يمكن لأيّ بلد أن يمضي وحيداً ويظلّ بعيداً عن الآخرين». وقبل ساعات فقط على كتابة هذا المقال, أمكنني الحصول من موقع الأبحاث العالمية Global Research على هذه الملاحظات التي تقوم هي أيضاً على المعلومة التي نشرها موقع hamsayeh.net: «مواجهة عسكرية محتملة: روسيا تسلّح سورية بصواريخ باليستية قويّة». مذكّرة نشرها موقع الأبحاث العالمية في 9 كانون الأول 2012, بقلم: رضا كهليلي. وتقول المذكّرة ما يلي تحديداً: «بعد ساعات على يوم الثلاثاء الذي قرّر فيه حلف شمال الأطلسي إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا, بسبب الأزمة السورية, هددت روسيا بالرد أبعد من المثل ومن المعروف أن أول شحنات روسيا من صواريخ اسكندر قادرة على تدمير صواريخ باتريوت التي سلّمها حلف شمال الأطلسي لتركيا. فاسكندر هو صاروخ أرض- أرض لا يمكن لأيّ نظام دفاع صاروخي أن يتتبّعه أو يدمّره. وصواريخ اسكندر موجودة في كالينينغراد». فالمسألة إذاً في غاية الخطورة. وقبل ذلك, كانت روسيا قد حذّرت في 30 تشرين الأول الماضي من هذا الوضع, وكانت وقتها تركّز أنظارها على أوروبا. لننظر في المذكّرة الآتية: «قال معاون وزير الخارجية الروسي سيرجي ريباكوف إنّ على واشنطن أن تعيد أسلحة دمارها الشامل المثبتة في أوروبا وأن تفكّك البُنى التحتيّة التي تسمح بتفعيلها. وقال إن روسيا تؤكّد استعدادها للمحاورة بشأن الترسانات النووية التكتيكيّة, لكنّها تشدّد على ضرورة أن تسحب الولاياتالمتحدة مثل هذه الأسلحة من أوروبا». وبذلك, تكون القوى متقابلة ويبقى ردّ فعل روسيا والصين ساري المفعول. المصدر: تشرين السورية 24/12/2012م