انعقاد قمة رئاسية بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونظيره رئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت بات أمراً له ضروريته وأهميته القصوى لما يمكن أن يحدث من اختراق للكثير من الملفات خاصة تلك التي يحويها اتفاق التعاون المشترك الموقع بين الخرطوموجوبا الأشهر الماضية. وحتى أرجاء حسم ملف الترتيبات الأمنية بين اللجنة المشتركة للدولتين إلي منتصف الشهر القادم أصبح معلقاً بانعقاد هذه القمة التي أعلن القطاع السياسي للمؤتمر الوطني عن ترحيبه بها ودعم أية خطوة لانعقادها في وقت نفت فيه سفارة جنوب السودان بالخرطوم عن تلقيها لأي اتصالات من جوبا تفيد بانعقاد قمة رئاسية بين البشير وسلفاكير. وقال أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني البروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم أنهم في الوطن يرحبون بانعقاد القمة إن كان ذلك يصب في مصلحة حسم أمر تنفيذ اتفاق التعاون المشترك نافياً تسبب السودان في عرقلة تنفيذ الاتفاق داعياً إلي ضرورة توفر الإرادة السياسية لقيادة الدولتين على ضرورة إيجاد الدعم المناسب لتنفيذ الاتفاق المعني .. مصادر دبلوماسية تشير إلي أن قمة البشير وسلفاكير المتوقعة سوف تعقد على هامش القمة الإفريقية لرؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي يناير المقبل والتي يعول عليها السودان هي الأخرى في حسم قضية أبيي وعودتها للطاولات الأفريقية بدلاً عن مجلس الأمن الدولي. قمة البشير وسلفاكير كما هو متوقع لها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات السودانية الجنوبية هدوءاً نسبياً في كافة المناحي رغم حدوث بعض الهنات التي لم تقد الدولتين للتصعيد وهذه الجزئية قد تقود لإنجاح القمة حال انعقادها ولا شك أن الرئيسين سيصلان إلي ما يدعم تنفيذ اتفاق التعاون المشترك والدخول الفعلي في تطبيق بنوده خاصة أن الخرطوم تأمل في طي صفحة علاقة الجيش الشعبي لجنوب السودان بالفرقتين التاسعة والعاشرة وقطاع الشمال إلي جانب التخلي عن دعم الجبهة الثورية كأهم مرتكز لدعم تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية بالصورة التي تجنب البلدين التصعيد. وكذلك الحال بالنسبة لجوبا التي تسعي هي الأخرى للوصول لضمان تصدير نفطها عبر أنابيب الشمال مطلع العام المقبل وفيما تعد قضية أبيي هما مشتركاً للدولتين يمكن لقمة البشير وسلفاكير أن تفلح في إيجاد العلاج للأمر قبيل انعقاد القمة الأفريقية بأديس يناير المقبل. مراقبون يشيرون إلي أنه لا جديد بشأن هذه القمة طالما جل القضايا معروفة وحدث بشأنها تفاوض كثيراً ما يصطدم بعثرات التنفيذ. إلا أن التوقعات تشير إلي أن آلية الاتحاد الأفريقي ووساطة ثامبو أمبيكي ربما يفلحان في وضع الخطوط العريضة لإنجاح هذه القمة حال انعقادها. ولكن هل لجوبا تحمس لعقد هذه القمة في وقت نفي فيه سفيرها بالخرطوم ميان دوت علمه بانعقاد هذه القمة مما يشير إلي إمكانية عدم جلوس الرئيسين على منضدة لقاء رئاسي في أديس مالم تتوفر الإرادة السياسية لذلك إلا أن الواقع يحتم انعقاد هذه القمة لتجاوز الكثير من المطلبات. محللون سياسيون وخبراء يرون أنه من الضرورة بمكان عقد القمة الرئاسية باعتبار أن السودان وجنوب السودان يمران بظروف متشابهة وتحديات كبيرة تفرضها تحولات كثيرة وتوقعوا أن تنجح القمة حال انعقادها في كتابة مرحلة جديدة لعلاقة أكثر استقراراً بين الدولتين باعتبار أن ذلك سيكون مؤشراً لحسم الكثير من الملفات سيما العالقة والتي بحلها يمكن للدولتين أن يعبران لمرحلة جديدة.. المحلل السياسي والأكاديمي عصام عبد الرازق يؤكد لألوان أن نجاح هذه القمة رهينة بتوفير إرادة سياسية قوية ورؤية ثنائية للدولتين تبتعد عنها الأجندات الخارجية والتأثير للدول صاحبة المصلحة في توتر العلاقة بين السودان وجنوبه ويشدد عبد الرزاق على ضرورة انعقاد القمة بأن تساعد الجهود الدبلوماسية للدولتين في وضع لبنات انعقادها لأنه من المصلحة وضع حد لما يحدث من أزمات ظلت حجر عثرة أمام أي تطورات إيجابية منذ تاريخ إعلان ميلاد دولة الجنوب في يوليو من العام الماضي. نقلاً عن صحيفة ألوان 27/12/2012م