دشن البشير حملته الانتخابية باستاد الهلال باسلوب هادئ رصين وقال انهم سيقدمون خطابا سياسيا واعيا وبرنامجا انتخابيا ناضجا وقال لن نهاتر وبشر الامة خيرا بانفراج الازمة في دارفور فكان كالرائد لا يكذب اهله وهذه صفات المؤمنين الصادقين الذين كانوا علي ربهم متوكلين اكتفوا به فكفاهم جميع المؤنة كأنهم ملوك وما هم الا ملوك اليقين فالكلمة الطيبة جواز مرور. قال تعالي ( قيل للذين امنوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا). اما المهدي فتجاوز الحد وقدم مهاترة!! فالمفردات التي وصف بها من هم بالحكومة وهو خارجها لم تكن الا نوعا من المهاترة غير الصالحة فتجنبت كل الصحف الموالية والمهاترة نقل نص المهاترة. قال المهدي تقليلا من جهود الحكومة لحل ازمة دارفور: انها لن تحل وسخر من مفاوضات الدوحة ووصف الحكومة بالفساد والفشل ولكن الله اجري خطأه بلسانه فقال ان الانقاذ تستورد غذاء بملاين الدولارات وترفع شعار تأكل مما نزرع! اذا اعتبرنا هذه منقصة لحكومة الانقاذ فأعلم ان ذوقه مريض وانه في حاجة الي معالجة ذوقه لان الحكومة التي تملك ملايين الدولارات لاستيراد الغذاء لشعبها وتحقيق الوفرة في السوق فهي ناجحة بكل المقاييس وما هي مثل حكومته التي عجزت عن استيراد الصحف المصرية عندما هبط الجنيه واصبح يساوي اثنين مليم مصري ليس الكذب شيئا يستهان به فهو اس الشرور ففي عهد المهدي الغذاء كان عزيز المنال وكان الناس يقفون في صف البنزين بالليل وعندما يؤذن الصبح بدلا ان يذهبوا الي المسجد يضطرون للوقوف في صف الرغيف!! الرغيف هو الترمومتر الذي يحدد فشل الحكومة من نجاحها ويكفي البشير فخرا انقذنا من مرارة الذل في عهد الديمقراطية العدم. ونضرب للمهدي مثلا كشعب لا يتجرع مرارة الذل ويعاني من كبرياء رؤسائه وقسوة المسيطرين عليه. فكتبت سلوي الخطيب في صباح الخير وهي مجلة مقربه من النظام تحت عنوان (حتي العيش والملح) قالت: قررت طبخ لحمة لانني احبها وزوجي فاجأني انه تم ضبط 47 طناً من اللحوم الاثيوبية في الجيزة وقبل الكشف الجمركي طارت الي الثلاجات المستوردة ثم تسربت الي الفنادق والمطاعم الشهيرة!! بلاش لحمه نعمل صينية فراخ بالفرن. الحكومة ذبحت معظم الفراخ المجمدة ولكني من غير مفأجاه هذه المرة اقرأ انه تم اعدام 5 اطنان فراخ فاسدة فقام اصحاب الثلاجات باعادة تعبئتها وطبع بيانات غير صحيحة عليها! مافيش غير السمك بس نبعد عن السمك الذي اصيب بكومة سكر في ترعه المريوطية لان شركة السكر تصرف مخالفاتها فيها قلت نشتري سمك من خارج القاهرة اضمن ولكن اهالي منطقة الدخيلة سبقوني وجمعوا 50 جنيها من كل بيت لتركيب مواسير صرف اهلي لان مشروع الحكومة لم يكتمل وغرقوا في مياه الصرف الصحي فحفروا فتحات علي الترعة لتمتلي بالصرف الصحي اضافة الي الحيوانات النافقة والقمامة. والغريب ان المحافظات الاخري قلدت الدخيلة وألفت بيقاياها الصحية في الترع المهم ان الدكتور حسين منصور ايضا قرر ان يقضي هو الاخر علي اكل السمك حين صرح ان اللقاء مخلفات الصرف الصحي في المجاري المائية سوف يصيب الانسان المصري بالغباء والتبلد. قلت لنفسي: نوفر فلوس اللحمة والفراخ والسمك ونطبخ خضار اوردحي ولكن يا فرحة مت تمت بعد ان لاحظ زوجي كبر الخضار اخذ يلعن الهندسة الوراثية شعرت بصداع مع اقتراب موعد الغذاء فقلت خليها عيش وملح وبدأت اغني العيش والملح فصرخ زوجي يا شيخة حرام عليك انت عاوزة تموتينا انت ما بتقريش جرايد وما بتشوفيش تلفزيون القمح مسرطن وفاسد والملح مأخوذ من ملاحات الصرف الصحي الزراعي والصناعي وبالتالي يتلوث من العناصر الثقيلة مثل الرصاص والنحاس والزئبق والزرنيخ. زرنيخ لا.. لا بلاش نأكل! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 21/2/2010م