السفارة القطرية من المعالم البارزة في العاصمة السودانية الخرطوم... لوحة معمارية تراثية جميلة تتوسط الأحياء الراقية...زرتها لإنجاز معاملة قنصلية... سفيرنا النشط عبد الرحمن راشد النعيمي ونائبه كانا في مهمة عمل في الدوحة..التقيت السكرتير الثاني الشاب الخلوق "جابر ناصر حارب النعيمي" استقبلنا بحفاوة كبيرة تميز قسمات وجوه أهل قطر... ملتزم بالدبلوماسية "الصارمة المرنة" يعشق العمل في وجوهه الرسمية والإنسانية، وهو سعيد بتواجده بالسودان الذي له قواسم مشتركة مع أهل قطر، البساطة والطيبة والكرم... فالدبلوماسية اليوم أضحت "مدرسة خاصة" لها خصوصيات وتحتاج لرؤى ومرونة وانفتاح والتزام وتأهيل.. * فالعمل الدبلوماسي اليوم يشهد تطورات متعددة نتيجة العديد من الظروف الدولية المعقدة، ولم يعد يقتصر دوره على الممارسات التقليدية من حفلات استقبال ومآدب عشاء أو كتابة التقارير والتحليلات والتنبؤات، الخبراء يقولون: الدبلوماسي من يدير بلطف وينسق نطاقاً عريضاً من النشاطات والاهتمامات الخاصة للبلد المعتمد فيه....الدبلوماسي يجب أن يتوقع معالجة كل مظاهر الحياة البشرية، إذ أن كل مظهر للوجود البشري له أبعاد دولية مهمة وفق متطلبات العولمة والنافذة المفتوحة، الأمر الذي جعل من الدبلوماسية التي كانت يوماً ما عملاً بسيطاً، عملية معقدة ليس فقط نتيجة للعدد المتزايد من المشكلات والقضايا الملتهبة والمتشابكة التي تواجه المجتمع الدولي، وإنما لتشابك المصالح الدولية وتداخلها في عالم يبحث عن مصالحه في كل البقاع.... التحية لأبو حمد وطاقم سفارتنا بالخرطوم.....هم حقيقة وجوه مشرقة للدبلوماسية القطرية النشطة والمنفتحة والملتزمة بجودة العمل والتواصل الإنساني والمنسجم تماماً مع علاقات متطورة تربطه بالسودان. 2 الزائر لمبنى جهاز المغتربين بالخرطوم يشهد زحاماً كبيراً من المغتربين من شتى ألوان الطيف الوظيفي بدول المهجر، رغم أن الوقت ليس موسم إجازات،،، وحقيقة هناك تحسناً كبيراً في الأداء والإجراءات، إلا أن بعض الموظفين يتعاملون مع المغتربين بغلظة، وأعتقد بأن الابتسامة والالتزام وحدهما كافيان لإذابة جليد المعاناة المتراكمة لدى المغتربين الذين يهرولون من طابور لآخر استكمالاً لإجراءاتهم أو الاستفسار عن التزامات مالية وجبايات.. بعض المسؤولين الذين بيدهم "الحل والربط" يتعاملون بروح وطنية عالية مع المغتربين رغم الشكوى من "الأعطال الكمبيوترية" المتكررة... وكثرة المراجعين... وانغلاق النافذين في مكاتبهم "المكندشة" بعيداً عن معانات المغتربين الغبش.. ومايلفت الانتباه "الجيش الجرار من الوسطاء والسماسرة ومكاتب الخدمات التي توظف مجموعة من الفتيات بعمولات، إضافة إلى أصحاب مصالح وسماسرة يصطادون الزبائن بشتى الطرق ويحاصرون المبنى ويضايقون المراجعين ويوهمونهم بتقديم "خدمات خاصة"... الإجراءات ليست بالصعوبة التي كنا نلحظها في السنوات الماضية، فقد أضحت أكثر سهولة ويسرا،،، أكثر الأمور التي أصابتنا بإحباط، إجراءات إدارة الزكاة، فالعديد من المراجعين فوجئوا بدفع رسوم سنوات متراكمة..بسبب مركزية الدفع في الخرطوم كان من الأفضل أن تتولاها السفارات بآلية متفق عليها تسهيلاً على المغتربين ولترتيب حزمتهم المالية المرهقة بالالتزامات الأسرية المتصاعدة مع موجة الغلاء وتوابعه....نريد من الجهاز ألا يكون مجرد "مفتش ضرائب"، بل مؤسسة تقدم العديد من الخدمات المتنوعة للمهاجرين وتحلحل مشاكلهم في بلدان المهجر والوطن وهي كثيرة كثيرة.... المصدر: الشرق القطرية 11/2/2013م