هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها الدوحة، كما سبق أن حضرت الاحتفال الذي أُقيم هناك بمناسبة التوقيع على "وثيقة الدوحة لسلام دارفور" عام 2011م، وكانت هذه المرة للمشاركة في اجتماع تمهيدي للمؤتمر الدولي للمانحين انعقد في العشرين من مارس الحالي بمقر استضافتنا بفندق فور سيزونز Four seasons. تم الإجتماع ضمن التحضيرات للمؤتمر الدولي للمانحين لدارفور المقرر عقده في السابع والثامن من أبريل القادم، نظَّمته وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. استمعنا في هذا الاجتماع التحضيري إلى استعراض لاستراتيجية تنمية دارفور، التي تهدف للانتقال بدارفور من حالة الاعتماد على الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى مرحلة إعادة الإعمار والتنمية، الأمر الذي يتطلب حشد الدعم الدولي من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية. جاءت كلمة مساعد وزير الخارجية القطرية لشؤون التعاون الدولي، الشيخ أحمد بن محمد بن جبر، مؤكدةً حرص دولة قطر لدفع الجهود لإنجاح المؤتمر الدولي للمانحين لدارفور عبر تطوير فهمٍ أفضل لحاجات ومستلزمات إعادة إعمار دارفور. استمعنا أيضاً إلى شرح وافٍ من نائب رئيس اللجنة المشتركة لتقييم احتياجات دارفور أمين الشرقاوي، لمتطلبات واحتياجات استراتيجة تنمية دارفور للانتقال بها إلى مرحلة التنمية وإعادة الإعمار، كما استمعنا إلى كلمة الأمين العام لصندوق إعادة إعمار وتنمية دارفور هاشم حماد عبد الرحمن، قدم فيها تحليلاً دقيقاً للواقع القائم في دارفور والاحتياجات الأساسية لتنفيذ عملية إعادة تعمير وتنمية دارفور. استمعنا أيضاً إلى استعراضٍ شاملٍ لما تمَّ على أرض الواقع من أعمال اللجنة المشتركة لتقييم احتياجات دارفور من نائب رئيس اللجنة، بول سايمون، عن ركائز استراتيجية تنمية دارفور وكيفية الدفع بها إلى مرحلة التنفيذ. ترتكز استراتيجية تنمية دارفور على ثلاث ركائز داعمة ومترابطة وهي: الحكم والعدالة والمصالحة، وإعادة الإعمار والإنعاش الإقتصادي. إننا نثمِّن هذا الحراك الذي تقوده دولة قطر الشقيقة، بالتنسيق مع برنامج الأممالمتحدة الانمائي، للتحضير للمؤتمر الدولي للمانحين لدعم استراتيجية تنمية وإعمار دارفور، إلا أن هذا الحراك المُقَدَّر يحتاج إلى حراك داخلي لاستكمال السلام والاستقرار في دارفور، ومحاصرة أسباب النزاعات والعنف بدفع استحقاقات العدالة والمصالحة. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 24/32013م