منذ انفصال الجنوب رسميا عن السودان في يوليو2011 ومشكلات كثيرة مازالت عالقة بينهما, تهدد بالعودة الي الحرب الأهلية التي استمرت عقودا بين الجانبين قبل الانفصال وأدت الي مصرع نحو مليوني شخص. لذلك تكتسب الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير مؤخرا الي جوبا عاصمة جنوب السودان أهمية خاصة في هذا السياق, بل ويعتبرها كثير من المراقبين بمثابة الفرصة الأخيرة أمام الدولتين لحل الخلافات بينهما, قبل أن يتم تدويل هذا النزاع مرة أخري بشكل يهدد مصالح الطرفين. ولأن عملية انفصال جنوب السودان عن شماله تمت تحت ضغط دولي, وبدون إجراءات كافية لعملية فصل حقيقي ومتكامل للجانبين عن بعضهما, فقد بقت نزاعات كثيرة حول ترسيم الحدود ومناطق انتاج النفط وسيطرة المتمردين في الجانبين علي أجزاء حدودية كثيرة, الأمر الذي أدي في النهاية الي وضع اقتصادي سيئ ومترنح في الدولتين. إن السودان( شمالا وجنوبا) يمثل في الحقيقة شعبا واحدا حتي بعد الانفصال نظرا للتداخل القبلي الكبير بين الدولتين, والمصالح المشتركة الضخمة بينهما والتي تمثل أحيانا حياة أو موتا لكل منهما. ورغم حل مشكلة النزاع علي مناطق انتاج وتصدير النفط بموجب اتفاقية تم توقيعها في شهر سبتمبر الماضي, مازال الخلاف حول هذا الموضوع المهم مستمرا نتيجة استمرار النزاع علي منطقة ابيي الحدودية الغنية بالنفط, ووجود متمردين في المناطق الحدودية الطويلة علي كلا الجانبين, ولذلك فإن حل المشاكل الداخلية في كل دولة مع متمرديها هو أمر أساسي, لحل النزاعات الحدودية بين الدولتين. كما أن تحسن علاقات السودان مع جنوبه, سيساعد الجيش السوداني علي انهاء التمرد في إقليم دارفور الذي يشهد حربا تدور رحاها منذ عشرة أعوام. فهل ينتهز السودان وجنوبه الفرصة للوصول الي سلام دائم وتعاون بينهما, حفاظا علي مصالحهما وأوضاع القارة الإفريقية؟. المصدر: الاهرام المصرية 14/4/2013م