بعد وعد أطلقه وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين قبل أيام باقتراب دخول القوات المسلحة لمنطقتي لبدو ومهاجرية بالأمس كان الجيش يعلن تحرير المنطقتين بولاية شرق دارفور حيث قال الناطق الرسمي للقوات المسلحة في بيان صادر منه ان الجيش تمكن من تحرير المنطقتين بشكل كامل وانه يواصل عملياته في مطاردة المتمردين مشيراً الي أنها ما تزال تتعقبهم جنوب خط السكة الحديد لتطهيرها الي ذلك أعلن أيضاً عن دخول القوات المسلحة لمنطقة دندرو الإستراتيجية التي كانت الحركة الشعبية قطاع الشمال أعلنت الأسبوع الماضي السيطرة عليها بولاية جنوب كردفان. لبدو ومهاجرية لمنطقتي لبدو ومهاجرية وضع خاصة في ولاية شرق دارفور حيث تعتبران من المناطق الإستراتيجية لذلك ومنذ بداية الصراع في الإقليم دخلتا دائرة الحرب حيث أصبحت مهاجرية منطقة آمنة لرئيس تحرير حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي قبل أن تهاجمها حركة العدل إلا أن مناوي وبمساندة الجيش استعادها مرة أخري قبل أن تسيطر عليها القوات المسلحة عقب خروج مناوي من القصر وتمرده من جديد وبعدها حرص الرجل علي استعادة المنطقة من جديد خاصة وأنها تمثل رمزية لحركته. الجيش برز سيطرة حركة مناوي لبدو مهاجرية نسبة لانشغاله بتامين القوافل التجارية علي امتداد 23 كلم وفي 23 مرحلة وأشار وزير الدفاع وقتها الي أن توقف العمليات العسكرية اغري المتمردين بمهاجمة مهاجرية ولبدو وأكد أن قواته أكملت عدتها العسكرية للدخول في معركة حاسمة انتهت أمس بتحرير المنطقتين وهذا قد يعيد الأوضاع لنصابها خاصة ومثل هذه المناطق إذا استقر بها حال الحركات المسلحة ستكون قاعدة ترتيب وانطلاق لقواتها المنتشرة في ريف دارفور وتترصد كل من يخرج من المدن الكبري لذلك يعتبر تحرير المنطقتين خطوة نحو تامين الريف والمدن البعيدة من عواصم الإقليم حيث يري المحلل السياسي والخبير العسكري محمد الأمين العباس أن في استرداد المنطقتين دلالة على انخفاض الصوت العالي للتمرد نسبة للمصالحات التي تمت واتفاقية الدوحة للسلام وأضاف في حديثه ل(السوداني) أن المواطنين من الناحية النفسية سئموا الحرب وحياة النزوح ويتطلعون لأن تكون مرحلة ما بعد اتفاقية الدوحة مرحلة قانون وعلاقات اجتماعية واستقرار مشيراً إلى أن احتلال مهاجرية من قبل المتمردين كان فاصلاً انتقالياً للقتال وان استردادها خطوة نحو تأمين السلام في الإقليم خاصة في ظل تزايد التوترات الأمنية بالقرب من المدن الكبرى وأن هنالك تهديدات من قبل المتمردين باستهدافها لذلك أن أي تحرك عسكري للقوات المسلحة للأمام سيعطي دفعة في تامين هذه المدن ويزيد من المظلة الأمنية في الطرق والمسارات لتأمينها خاصة بعد انتشار عمليات النهب المسلح واحتماء قطاع الطرق بالريف وهذا أثر حتى على النشاط التجاري بعد تأخر وصول الاطواف التجارية للمدن مما زاد من أسعار السلع الأساسية والوقود. أما الخبير العسكري اللواء (م) عبد الله صافي النور فقد وصف المنطقة بأنها رئاسة محلية وإنها تمثل بجانب لبدو منطقة حاكمة وشريان رئيسي لمدينة نيالا ومناطق شرق وشمال دارفور بجانب أنها منطقة مأهولة بالسكان ومناطق إنتاجية ومسارات للرحل الذين يتحركون في مثل هذه الأوقات وأشار النور خلال حديثه ل(السوداني) إلى أن وجود القوات الحكومية في تلك المناطق رسالة مهمة بأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تمتلك زمام الأمور في تلك المناطق الأمر الذي قال إنه مهم لتأمين المواطنين وحركة التجارة. وعد دخولها من قبل المتمردين بأنه رسالة قصد منها التأثير على مؤتمر المانحين الذي انعقد بالدوحة بداية الشهر الجاري وإن استعادة المنطقة بجانب تحرير القوات المسلحة لمنطقة دندرو في جنوب كردفان سيكون بداية تدشين العمل الصيفي للقوات المسلحة حيث من المتوقع أن يتم تطهير الكثير من المناطق في جبهات القتال المختلفة. نقلا عن صحيفة السوداني 18/4/2013م