كشفت مصادر مصرية عن تحركات مكثفة ستقوم بها القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة بهدف حل الخلافات العالقة بين شريكي الحكم في السودان، وقالت إن السودان يواجه عشرة أشهر حاسمة، يتم في نهايتها تقرير مصير الجنوب عبر استفتاء مُقرّر مطلع العام المقبل. وأوضحت المصادر حَسب موقع 'أفريقيا اليوم' أمس، أنّ الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية سيزوران كلاً من الخرطوم وجوبا في وقتٍ قريبٍ، وانهما سيُوجّهان الدعوة لكل من الرئيس عمر البشير وسلفاكير ميارديت نائبه الأول لزيارة القاهرة، حيث يعقب ذلك زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لكل من الخرطوم وجوبا. الى ذلك اعلنت الحركة الشعبية على لسان رئيسها سلفاكير ميارديت، انها ستخضع للرأي العام في حال اجماع القوى السياسية على تأجيل الانتخابات المقبلة ، بينما حذر رئيس مفوضية الانتخابات ابيل الير من العودة لمربع الحرب في حال عدم التصويت بصورة واعية، وطالب الحكومة بمنح الاحزاب السياسية حرياتها كما جاء في اتفاق نيفاشا. وأكد سلفاكير لدى مخاطبته حشدا جماهيريا لتدشين حملة مرشح الحركة لحاكم ولاية الاستوائية الوسطى امس التزام الحركة بإجراء الانتخابات في مواعيدها، لكنه عاد وقال انه اذا تم اجماع بين القوى السياسية لتأجيلها 'فإن الحركة ستخضع للرأي العام، ونرفض تماما ربط ذلك بتأجيل الاستفتاء'، وأضاف 'الاستفتاء سيجرى في وقته يناير المقبل وهو غير قابل للنقاش'. ووجه سلفاكير انتقادات مبطنة للمطالبين بتأجيل الاستفتاء بحجة إفساح المجال لجعل الوحدة جاذبة، وقال: ضيعنا وقتا كثيرا لجعل الوحدة جاذبة فماذا يمكن ان نفعل بفترة التأجيل، واضاف 'لن يحدث تغيير والافضل الالتزام بما جاء في نيفاشا والتركيز على ما يربط الناس خاصة وان الجنوب سيكون جزءًا اساسيا وقريبا من الشمال'. كما وجه انتقادات لعضوية الحركة التي ترشحت مستقلة واكد انهم لم يلتزموا بقواعد ولوائح التنظيم، 'وأرى انهم خرجوا من الحركة'. وحث القواعد بالتصويت لمن اختارتهم الحركة فقط. وفي السياق ذاته، تعهد مرشح الحركة الشعبية لحاكم الاستوائية الوسطى كلمنت واني، بالعمل على استتباب الامن بالولاية وذكر ان هناك من يقف ضد الاتفاقية ويعمل على زعزعة الولاية. وفي سياق منفصل طالب رئيس مفوضية الانتخابات، ابل الير، بالنأي عن اعمال العنف في الانتخابات المقبلة، وقال 'علينا ان نعتبر الانتخابات كرة قدم فلا احد يذهب لمشاهدتها بالسلاح او العصي'. وطالب لدى مخاطبته اللقاء الذي نظمته الكنيسة الكاثوليكية للصلاة من اجل الانتخابات امس بمنح الاحزاب السياسية حرياتها لتكون جزءًا من الانتخابات، وشدد على عدم فتح المجال امام الحكومة للتحكم في تلك الحريات، واضاف 'ان اتفاق نيفاشا كفل الحريات، ويجب الا تكون في يد الحكومة لتمسك كل شيء وتنظم كل شيء وما في زول يفتح خشمو الا بكلامها'. وذكر ان ما تبقى للاقتراع فقط '41' يوما حاثا على ضرورة التصويت باعتباره حقا وطنيا. واضاف: اذا لم تصوت كويس يمكن ان ترجع للمربع الاول ما قبل اتفاق نيفاشا. وشدد على ضرورة المحافظة على الديمقراطية، واشار الى ضياع ديمقراطيات كثيرة وذكر ان المفوضية مرتاحة تماما للتسجيل الذي تم والذي اظهر ان عدد المسجلين '16' مليونا و'147' الفا. الى ذلك اقترح المبعوث الصيني الخاص للسودان ليو قوي جين، ان تتفاوض الحركات المسلحة مع الاحزاب التي تمثل أحد مكونات العملية السياسية بالبلاد في حال رفضها عدم الجلوس مع الحكومة، واعتبره الحل الأمثل للوصول لتسوية شاملة، داعياً كافة الأطراف الى ازالة عقبات ومعوقات السلام عبر المصالحات، وشدد على وجود حلول جذرية لقضية دارفور واشراك جميع أهل السودان في العملية الانتخابية بما فيها الحركات المتمردة. وكشف المسؤول الصيني عقب محادثات اجراها مع مسؤولين بالحكومة شملت مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين ووكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق، ان احد أهداف زيارته تتمثل في تبادل الآراء مع الحركة الشعبية حول القضايا التي تقف أمام الاستفتاء، مشيرا الى حل معظم المشكلات التي تمثل عائقاً تجاه تلك العملية واحداث تقدم في عمليات السلام خلال الشهور الفائتة، وأكد احترام بلاده لما سيختاره شعب الجنوب، وقال ان حكومته تساند السودان في دعم السلام ودعم العمليات التنموية والسعي لاعادة النازحين لقراهم، منبهاً الى العلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين وتابع 'صدقوني نحن أصدقاء السودان وسنظل كذلك'. وطالب جين، الجهات المسلحة التي تعارض الحكومة بالجلوس الى بقية الأحزاب التي تمثل مكوناً في العملية السياسية والتفاوض معها وصولاً لتسوية شاملة والعمل لمستقبل وسلام واستقرار البلاد، حاثاً على ايجاد حلول جذرية لقضية دارفور لحاجة البلاد الماسة لاتفاق سلام شامل وأصوات كافة الناخبين بما فيها الحركات المسلحة نفسها. المصضدر: القدس العربي 3/3/2010