بالتأكيد هي ليست وحدها معها العشرات من الأطفال المصابين جسدياً ونفسياً وذهنياً بمنطقة أب كرشولا ولكن فجيعة نادية الصغيرة كانت متمثلة في أنها رأت بعينها شقيقها وهم يرفعونه من ساقيه مثل الخروف تماماً بعد أن أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص رفعوه وهو ما بين الحياة والموت وبدأوا في تقطيع جسده، نادية الصغيرة التي أفزعها فلاش الكاميرا بعد أن ذكرها بفحيح رصاص الأعداء حتى تركتها في ذلك اليوم وعادت إليها بعد يومين، قالت لي إنهم كانوا جالسين يتناولون الطعام وشقيقها إسماعيل ذو الخمس وعشرين عاماً كان جالساً بجوارها يضحك ويمازحها حينما دخلوا عليهم وهم شاهرين الأسلحة وبعدها انتبهوا إلى أن دوي الرصاص كان حقيقياً وفي كل مكان بدأ كأن الرصاص يخرج من كل مكان سألوهم أين إسماعيل فأجابهم بأنه هو إسماعيل في رجولة فلكزه من كان في المقدمة بالسلاح متهماً إياه بأنه (جبهجي) ومؤتمر وطني لأنه يصلي بالناس في الزاوية فأخبرهم بأنه لا لون سياسي له وأنه يفعل هذا لأنه مسلم وسألهم هل أنتم مسلمون وكان بعضهم يعرفونه فلكزوه مرة أخرى وضربه كبيرهم بالحذاء فوق رأسه أمام والدته وشقيقاته في استفزاز بعدها تفل علي رأسه وخاطبه بأنه مؤتمر وطني حينما لم يحتمل الاستفزاز وافلت ممن كانوا يمسكون به وهجم عليه إلا أنهم أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص وقاموا بتعليقه بحبل على عود وضعوه عند مدخل البيت كان لا زال حياً حينما أخرج كبيرهم سكيناً وقطع جزاء من لحمه وهو يصيح بأن هذا جزاء كل من يعارض حينها وقفت نادية عن الكلام وبدأت في الصراخ في هستريا وهي تضرب على سرير المرض الذي كانت ترقد عليه! أعوامها الستة أضحت كأن أمامها صفر كبير وصارت تصرخ علقوه مثل خروف العيد أخي الذي كان يعلموني القرآن ومع صرخات نادية ذات الستة أعوام كان كل أطفال أب كرشولا يصرخون في وجع ولان وجع أب كرشولا جاء كبيراً بسبب الخسة والنذالة كان لابد أن يكون الرد أكبر ولا شك أن أبناءنا سيفعلون ومع الفرح العام فرح تحرير بلد ستصبح الأوجاع الخاصة هينة وغائرة في الدواخل أبشري أب كرشولا أنا واثقة إن أبناءنا سيضمدون جراحك. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 19/5/2013م