ليست هنالك مقدرات ذهنية بالقدر المقنع ولا عقليات مؤهلة تفكر وتخطط للمعارضة بشقيها المدني والمسلح لتقوم بعمليات الصيف في كرد فان ثم تخطط مجدداً لعمليات الخريف والشتاء في دارفور وسائر مدن السودان أما أولئك الدين يبحثون عن ثورات شعبية في الخرطوم والمدن الكبرى فهم نوع آخر يغرد خارج السرب. فالفكرة كلها تقوم علي أسس وقناعات راسخة للمعارضة وللعناصر المسلحة المتباينة الأفكار والاتجاهات والتي اقتنعت بضرورة زوال حكومة المؤتمر الوطني فلما علا صوتها كمعارضة تنشد التغيير التقطت جهات عالمية عديدة لها أجندتها الخاصة في السودان وإفريقيا التقطت القفاز وراحت تخطط بدقة لزوال نظام الحكم في السودان ومحاولة تمزيقه وشده من أطرافه غير عابئة بالمواطن السوداني الذي لا ناقة له في الأمر ولا بعير. فالذين يطمحون في زيارة الخرطوم كغزاة لن يستطيعوا التمييز بين هذا وذاك وتشهد بذاك أبو كرشولا علي مجازر طالت حتى الذين دلوا علي عناصر الحكومة لقوا حتفهم لأنه لا منهجية في معيار القتل. ما يجعلني اشعر بشي من الأسى أحياناً والاندهاش هو أين سيكون سكان الخرطوم عندما يأتي هؤلاء المدججين الغزاة؟ ألا يعلمون أن الخرطوم يقطنها سودانيون طيبون نعم بيد أنهم يزمجرون كالأسود غاضبين إذا مس الأعداء المعتدون لهم طرفاً أو جانباً أو حاولوا الولوج إلي تلك الأعماق فهي بلا شك مقابر لهم، وهل يظن هؤلاء الغزاة أنهم بمنجاة من نيران القوات المسلحة جواً وبراً وهي التي أفنت حتى الآن ستين بالمائة من قدراتهم البشرية والتسليحية وهم في ذات الوقت يتفادون المواجهة المباشرة والحاسمة مع القوات المسلحة؟ لقد فقدوا هذا الكم المقدر من قدراتهم فراحت الحركات تتحد من جديد وتستعين بالسيارات القادمة من الخارج عبر جوبا وتدار عمليات الصيانة لها في ورش موجودة داخل حدود دولة الجنوب ويتم الآن تجهيز تلك المركبات ولكن لا يوجد من يمتطي صهوات تلك المركبات فقد هرب مقاتلوهم ومات الأكثرية ولا إحصاء للقتلى والمفقودين. لقد سئم أهل دارفور الحرب وكرهوا إطلالة الحركات المسلحة ومتاجرتها بقضية الدار فوريين كما سئم أهل السودان وخصوصاً النوبة ما يحاول الحلو إقناع العالم به. ما اعلمه يقيناً لا لبس فيه ولا غموض انه مهما حاول اليهود دعم المتمردين المسلحين وضيقوا الخناق فلن يزيد هذا الأمر أبناء السودان إلا ثقة في قضيتهم فالذين يأتيهم الدعم من اليهود هم أيضا يهود والمولي جل وعلا قد أمرنا بقتل اليهود وقتالهم والله اكبر والعزة للإسلام. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 18/6/2013م