بدا من الواضح ان القوات المسلحة على وشك ان تفقد صبرها تماماً و تقطع حبال الصبر التى مدتها لقوات اليوناميد بدارفور .فقد دعت أمس الاول في مؤتمر صحفي بعثة حفظ السلام المشتركة بدرافور (يوناميد) للالتزام بالتنسيق معها فى تحركاتها فى الاقليم ، و قال متحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي فى ذات المؤتمر الصحفي ان حادث تعرض قافلة تابعة لليوناميد الى كمين بجنوب دارفور قبل ثلاثة ايام و استيلاء مقاتلين من حركة تحرير السودان المتمردة على كامل المعدات العسكرية لتلك القافلة يعد أمراً مقلقاً للقوات لملسلحة ، و اضاف ان العتاد العسكري الذى تم الاستيلاء عليه يشكل دعماً عسكرياً للحركات المسلحة ، من شأنه ان يؤثر سلباً على الامن و الاستقرار فى المنطقة و يغير موازين القوى العسكرية بالاقليم . ة فى ذات الوقت كشف الصوارمي عن ان حركة عبد الواحد استولت على عدد 7 سيارات رباعية الدفع ، و ثمانية مدافع رشاشة قرنوف و 53 بندقية كلاشنكوف و عشرة اجهزة اتصال و كمية غير محدودة من الذخيرة. و قال هذه الاسلحة والمعدات تشكل دعماً كبيرا للحركات بدارفور . الصوارمي الذى لم يكشف قلقه مما يحدث وأثره على استقرار الاقليم فقد تحدث المتحدث الرسمي باسم الجيش على رواية اليونميد عن الحادث تساءل ( كيف يمكن لقوة صغيرة من المتمردين ان تستولي على كل هذه المعدات و ان تأسر 61 جندياً من اليوناميد و كيف لم تحدث اشتباكات بين الجانبين ؟ ) و لفت الصوارمي الى ان السلطات العسكرية المختصة كانت نصحت اليوناميد بعدم التحرك فى المناطق المتاخمة لجبل مرة بولاية جنوب درافرو الذى يشهد مواجهات مسلحة ، مبيناً ان اليوناميد لم تستجب للتوجهات و تحركت بمفردها . و يري مراقبون ان تصريحات الجيش الاخيرة الغاضبة من اليوناميد ليست بالجديدة بل هى امتداد لإتهاماتها السابقة لها، حيث يتهم الجيش الليوناميد بعدم حركة من الحركات الدرافورية السلحة ويقول ان لديه ما يدعم اتهامه . و الواقع ان الاتهام لم يأت من فراغ حيث ابلغت احدي الشركات العاملة فى درافور الشرطة فى الفاشر (ولاية شمال دارفور) باختفاء شحنات خاصة بها تستأجرها قوات اليوناميد ،و قامت الشرطة بالاجراء اللازم و فتح بلاغ و توزيع نشرة بذلك وفقاً لما هو متبع فى مثل هذه الحالات . بعد استقصاء و تحري الشرطة ان الشاحنات موضوع البلاغ اختطفتها بالفعل حركة العدل و المساواة برئاسة خليل ، و لما تم الرجوع الى قوات اليوناميد نفت الاخيرة تعرض الشاحنات للإختطاف ! و حين جري التحري اكثر أقرت اليوناميد باختطاف الشحانات و هو ما دعمه تحريات الشرطة بتوصلها فعلاً الى ان الشحانات وصلت ليد حركة د. خليل , ربما كان هذا الاستنتاج قابلاً للتأويل و لكن ما يعززه و يجعله قاطعاً ان حادثة مماثلة كانت سبقت الحادثة الاخيرة حيث اختطفت شاحنتين محملتين بالوقود و لم تبلغ قوات اليوناميد – مع علمها بذلك – بالاختطاف ، و وصلت الشحنتان الى يد حركة خليل . هذا الحادثان لا يدعان أدني مجال للشك ان اليوناميد -على ادني تقرير- تتستر على حركة خليل و هذه جريمة تصل مرحلة التواطؤ و هو يصب فى النهاية فى دعم اليوناميد – بصورة مباشرة – لحركة د. خليل شاءت أم أبت ، خاصة وأنه من المستحيل ان يقبل العقل ان اليوناميد بما متاح لها ان تجهل وقوع عمليت اختطاف لشاحناتها. وهكذا فان الامر فى خاتمة المطاف فتح الطريق لحركة خليل لكي تسيطر على اقليم دارفور أو ان تشيع فيه الفوضي ، خاصة وانها عقب عمليات الاختطاف هذه التى اخفتها اليوناميد هاجمت حركة مناوي فى جبل مون بولاية غرب دارفور حيث سقط حوالي 119 ما بين قتيل و جريح ! نقلا عن الرائد 10/3/2010