لم تمض بضعة أيام علي إعلان نائب رئيس الجبهة الثورية مني اركو مناوي استعدادهم لوقف العدائيات علي جميع الجبهات مع الحكومة السودانية وبدء التفاوض مع الحكومة عقب الاجتماع الذي عقده مركز الحوار الإنساني بجنيف والذي كان من المقرر أن يحضره بجانب الجبهة الثورية ممثلون لقوي الإجماع الوطني الذين لم يتمكنوا من الحضور مما أدي الي رفض المركز إصدار بيان ختامي وبدا الهمس يعلو عن تعاظم الخلافات بين قيادات الجبهة الثورية. وقبل أن تتضح الصورة لمخرجات جنيف التي رحب بها الكثيرون علي رأسهم حزب الأمة القومي ظهرت تلك الخلافات حين اتهم القيادي بالجبهة الثورية سليمان أرباب تحالف المعارضة بالداخل بإفشال مؤتمر مركز الحوار الإنساني الذي انعقد بجنيف الأسبوع الماضي وانفض دون إصدار بيان ختامي كما كشف أرباب ممثل حركة تحرير السودان في اجتماعات جنيف ان إدارة المركز أبلغت ممثلي المعارضة السودانية رفضها إصدار بيان بعد تغيب عدد من قيادات المعارضة من ممثلي الداخل الي جانب خلافات بين قيادات الجبهة الثورية عقب عقد ياسر عرمان اجتماعات بعدد من الدبلوماسيين والأوربيين اعتبرها عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان تجاوزاً لبقية الفصائل بالجبهة وقال أرباب ان المبعوثين الدوليين للولايات المتحدةالأمريكية وكندا وسويسرا اضطروا لتخفيض مستوي تمثيلهم بالاجتماع فيما حول مركز الحوار الإنساني اللقاء الي تشاوري تحضيري لاجتماعات مقبلة مؤكداً ان مركز الحوار الإنساني بجنيف أعلن رسمياً فشل اجتماعات المعارضة السودانية والجبهة الثورية وان المركز رفض إصدار بيان تتم الإشارة فيه الي أن الحكومة السودانية لا تدعم الحل السلمي. بعض المراقبين يعتبرون ان إعلان مركز الحوار الإنساني بجنيف فشل الاجتماعات التي عقدها للمعارضة السودانية والجبهة الثورية ورفضه الإشارة الي أن الحكومة السودانية لا تدعم الحل السلمي إنما يدعم الحكومة ويقلل من موقف الجبهة الثورية إذا جلس الاثنان للتفاوض بعد إعلان استعداد الأخيرة لذلك إضافة الي الموقف الذي أعلنته الجامعة العربية حين حذرت بعض الدول العربية والمنظمات من دعم واستضافة الحركات المسلحة والجبهة الثورية السودانية معتبرة إن ذلك يعكس قدراً من سياسة الكيل بمكيالين ونوهت الحكومات والمنظمات المعنية الي أهمية انتهاج سياسة متوازنة كما طالب مبعوث الجامعة العربية لدي السودان السفير صلاح حليمة الدول والمنظمات بدعوة الحركات المسلحة ومتمردي الجبهة الثورية للانضمام الي مسيرة السلام بالسودان لتحقيق التنمية والاستقرار فيه بدلاً عن دعمها وايوئها. ودعا في حوار مع وكالة السودان للأنباء الي أهمية تنفيذ مصفوفة التعاون المشترك بين دولتي السودان وجنوب السودان وبذل مزيد من الجهود لاحتواء الأزمة بينهما وأكد حرص الجامعة العربية علي توصل الطرفين لحل نهائي وشامل بانتهاج الحوار وعدم اللجوء الي العنف او الاحتكام الي السلاح، وأشار الي تاثر السودان بالصراعات التي تشهدها دولة الجنوب قائلاً: لا شك ان مثل هذه الصراعات لها تأثيرات سالبة علي العلاقة بين البلدين. موقف الجامعة العربية اعتبره بعض المحللين الضربة الثانية القاصمة بعد الخلافات التي نشبت بين فصائل الجبهة الثورية واجتماع ياسر عرمان ببعض الدبلوماسيين والأوربيين إضافة الي الاتهامات التي وجهتها الجبهة للمعارضة السودانية بإفشال الحوار ويرون ان ذلك قد يسهم في تقديم تنازلات كثيرة من جانب الجبهة الثورية إذا ما جلست علي طاولة التفاوض في حين يري آخرون ان هذا الوضع قد يؤدي الي محاولة الجبهة تجميع قواها أولاً واثبات موقفها علي الساحة من جديد قبل ان تلجأ الي التفاوض وفي كلتا الحالتين يري آخرون إن علي الحكومة عدم التفاوض مع الجبهة الثورية وهي مختلفة أو منقسمة ومفككة لان ذلك قد يؤدي الي ذات مصير الاتفاقيات التي عقدت سابقاً مع حركات مسلحة انشقت من حركات مسلحة وهذا نا ذهب إليه بروفيسور حسن الساعوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين الذي قال في حديثه ل(الأخبار) إن الاختلاف يعني الضعف والاتحاد يعني القوة وخلافات الجبهة الثورية انما هي إشارة لضعفها وتفككها بانقسامها ما بين مؤيد ومعارض للتفاوض مع الحكومة ولكن الخطورة تكمن في ما اذا وافقت الحكومة علي مفاوضه جزء من الجبهة الثورية لذلك فإن الأفضل ان تشترط الحكومة في التفاوض اتفاق جميع فصائل الجبهة الثورية علي التفاوض لكي تخرج النتائج بصورة جيدة ويضيف الساعوري حول موقف الجامعة العربية قائلاً : هذا يدل علي وقوف الجامعة في صف حكومة السودان واعتبر هذا موقفاً ايجابيا يصب في مصلحة السودان. وبما إن الأحداث السياسية علي الساحة لا يمكن التكهن بها في ظل تكتيكات السياسيين فيبقي احتمال اللجوء الي طاولة التفاوض بين الجبهة الثورية والحكومة السودانية مرهوناً بما قد يحدث في الأيام القادمة من أحداث. نقلا عن صحيفة الأخبار 24/7/2013